في الوقت الذي ما زال فيه الشارع الفلسطيني ينتظر صدور موقف رسمي من اتحاد كرة القدم للتعليق على خروج المنتخبات الوطنية لجميع الفئات العمرية من البطولات التي شاركت فيها باحتلالها المركز الأخير في مجموعاتها، يخرج علينا البعض بحملة هنا وأخرى هناك لإزاحة الأنظار عن الإخفاق في تطوير الرياضة الفلسطينية عامة وكرة القدم على وجه الخصوص، خلال (13) عامًا من اعتلاء الفريق جبريل الرجوب سِدة الحكم الرياضي الفلسطيني، وكأنهم يقولون له: "اضرب أنا عايز أتوب".
حملة (كلنا معك يا فريق جبريل الرجوب)، حملة مُنظمة جديدة في غزة والضفة ومُعَممة على القاعدة للدفاع عنه في ظل انكشاف حقيقة سُوء قيادته وإدارته لملف الرياضة الفلسطينية، التي يتربع على كل مفاصلها من رئاسة للمجلس الأعلى للشباب والرياضة، واللجنة الأولمبية، واتحاد كرة القدم، وجمعية الكشافة والمرشدات.
حملة من "المساكين" الذين فقدوا القدرة على التفريق بين مَن معهم ومَن عليهم مِن كثرة ما ذاقوا الويلات نتيجة تعامله معهم بنظام الفصل العنصري.. ألهذه الدرجة فقدتم الذاكرة والصواب؟! هل فعلًا أنكم تعلمون ما تقولون؟
هل تعلمون أن حملتكم هذه تأتي والفريق الرجوب يمُر في أضعف حالاته بسبب سوء إدارته للملف الرياضي الفلسطيني وإخفاقه في تحقيق أي تقدم بعد 13 سنة من الدكتاتورية الصفرية، أتمنى ألا تكونوا عالِمين، مع أنني متأكد من أنكم تعلمون، وتعلمون أيضًا أنه يستخدمكم شر استخدام لضرب الرياضة وغزة، فهو لن يكون أرحم عليكم ممن اعترف بأنه لو استطاع أن يقطع الهواء عن غزة لفعل ذلك، ألم تسمعوا هذه التصريحات؟ ألا تخجلون من استخدامكم بهذه الطريقة؟
أعلم أن أي حملة يكون لها هدف، فما هدف أصحاب الحملة؟ هل هي مُحاولة لإسكات أصوات الحق التي تُنادي بالإصلاح في زمن استَشرت فيه ظاهرة سُوء إدارة الملف الرياضي الفلسطيني؟ فإن كان هذا الهدف، فأنتم شركاء له في الظلم وفي سُوء إدارة ملف الرياضة.
وهنا يطرح سؤال نفسه على أصحاب حملة (كلنا معك يا رجوب)، على ماذا أنتم معه؟ هل أنتم معه لمزيد من الإخفاقات؟ إن كان ذلك فأنتم أفشل منه.
على ماذا أنتم معه؟ على ظلمه لكم تنظيميًّا ورياضيًّا وإنسانيًّا واجتماعيًّا وهو الذي يسكن في بُرج عاجي، وأنتم المقطوعة رواتبكم والمُحالون على التقاعد الإجباري؟
فعلًا.. لا يصنع الطاغوت إلا العبيد، ارحموا أنفسكم وقفوا في صفوف الأحرار والرجال المدافعين عن حقوقكم حتى يحترمكم الشارع ويشعر بحجم الظلم الذي وقع عليكم.
نصيحة لكم إخوتي وأحبتي، يا من انخدعتم بكبار "السحيجة" الذين يستخدمونكم لتحقيق مصالحهم على حساب كرامتكم ومصالحكم ومصلحة الوطن، فهم يقفون خلفكم ويضعونكم حواجز بشرية يتسترون خلفها من عيوبهم، فهم رُبما يخجلون أن يظهروا على السطح خلف هذه الحملة، لأنهم يعلمون أن ما يفعلونه هو زراعة الوهم بأن من ظَلمكم سيعود عن ظلمه.
ارحموا أنفسكم أحبتي، فأنا حزين عليكم من استخفاف الرجوب بكم، واستخفاف الشارع بعقولكم وقناعته بخنوعكم لمن ظلمكم وامتهن كرامتكم وحرمكم حقوقكم ووضعكم في خانة "الفلسطيني من الدرجة الثانية"، فأنتم بذلك تزيدون الظالم ظُلمًا لكم.
لا أدري إن كانت هذه النصيحة ستؤثر فيكم وتُغير ما في نفوسكم وأنتم القادرون على أن تكونوا أقوياء، حينها لا يستطيع الطاغوت ولا "كهنة السحيجة" من النيل منكم ومن كرامتكم ومن قوت أولادكم.
في النهاية، نحن بحاجة إليكم متسلحون بكرامتكم وشخصيتكم وتضحياتكم من أجل الوطن، وإن رفضتكم تأكدوا أنكم لن تتمكنوا من نصرة الباطل على الحق، وأنكم لن تكونوا سوى حواجز "من تنك" أمام سعينا لتحقيق المصلحة العامة وتخليص الرياضة من المُسيئين لإدارتها، واعلموا أنكم لن تنفعوه ولن تنفعوا أنفسكم، وستجعلون أولادكم يخجلون من تصرفاتكم، وتأكدوا أن مُستخدمكم سيرميكم كما يرمي الاحتلال عملاءه، كما تُرمى الليمونة بعد عصرها.