بعد اللحظات الأولى من تنفيذ عملية البؤرة الاستيطانية "حومش" ومقتل مستوطن وإصابة آخرين، كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي وأجهزة أمن السلطة اعتداءاتها على المواطنين، واعتقال العشرات منهم في أنحاء متفرقة بالضفة الغربية المحتلة.
ونتيجة لتكثيف "التنسيق الأمني" الذي تتباهى به قيادة السلطة دائمًا، أعلن جيش الاحتلال اعتقال أربعة مواطنين من قرية سيلة الحارثية، بزعم تنفيذهم عملية إطلاق النار على مركبة المستوطنين قرب البؤرة الاستيطانية.
وخلال الأيام التي سبقت تنفيذ العملية، شنت أجهزة أمن السلطة حملة اعتقالات واسعة بحق نشطاء الفصائل الفلسطينية، في وقت كان المستوطنون ينفذون اعتداءات وحشية بحق المواطنين في بلدات وقرى الضفة الغربية.
وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، دشن النشطاء والمواطنون وسم "عملية نابلس" وسط الحديث عن دور السلطة وأجهزة أمنها في وصول الاحتلال إلى منفذي عملية "حومش".
وكتب الكاتب والمحلل السياسي ياسين عز الدين: "لم يكن مفاجئًا اعتقال منفذي عملية حومش بعد أيام قليلة لأن ساحة الضفة مستباحة من الاحتلال وعملائه، ولأن الهدوء النسبي يتيح للاحتلال أن يركز كل جهوده وإمكانياته على خلية صغيرة".
وأضاف عز الدين في منشور له عبر حسابه في "فيسبوك": "يوجد حلول كثيرة، فالشاباك ليس قوةً لا تقهر وأهم الحلول هو إغراق واستنزاف الشاباك بالمؤشرات الخطيرة: ابتداءً من رفع الرايات والنشاطات الجماهيرية وصولًا إلى العملـيات الكبيرة، ويجب أن يكون هذا بزخم كبير وعلى فترة طويلة حتى يؤتي أكله".
وغرد الإعلامي المحرَّر سلطان العجلوني، حول مزاعم اعتقال منفذي العملية بالقول: "إن دلالات عملية حومش (عملية نابلس) التي قال الاحتلال إنه اعتقل منفذيها، أنها جاءت ضمن جولة تصعيد لعمليات المقاومة في الضفة الغربية، وتنبع خطورتها أنها جاءت كمؤشر على انتعاش المقاومة رغم ضربات الاحتلال والسلطة، وسط سخط شعبي عارم من الأخيرة".
وقالت مايا رحال في تغريدة: "الآن كلاب الأثر من سلطة التنسيق الأمني التي لا تمثلنا تساعد الاحتلال في العثور على منفذي عملية حومش".
وبعد إعلان الاحتلال اعتقال منفذي العملية، كتب الكاتب والمحلل السياسي اللبناني ميخائيل عوض: "تطورات الضفة، أبرزها عملية نابلس الفدائية، تؤكد أن الانتفاضة المسلحة الثالثة بدأت تتبلور.. لماذا لا نستبعد صعود فتح جديدة من أوساط ركام السلطة المُتآكلة؟ وهل بدأ التنسيق السري المُقاوم كرد على التّنسيق الأمني المتواطئ مع الاحتلال؟".
وعبر موقع "تويتر"، غردت الناشطة آية: "اعتقال منفذي عملية نابلس، اللّهم عليك بالعُملاء والخونة وكُل من فرط بمشروع بالمقاومة".
وكتبت صاحبة حساب ليان عبر موقع "تويتر" أن "قيادة الاحتلال قدمت شكرا للسلطة بسبب مساعدتها في الوصول إلى منفذي عملية نابلس، وهو ما يؤكد أن التنسيق الأمني والسلطة وراء اعتقال المنفذين".
وهاجم الناشط محمود العايد السلطة بعد اعتقال منفذي العملية وكتب عبر حسابه في "تويتر": "الخزي والعار لسلطة أوسلو التي أدمنت الذل والعار.. الخزي لها ولمن يؤيدها ولمن يقف معها ولمن يصفق لها.. والمجد والخلود لمنفذي عملية نابلس البطولية، ولكل الشهداء والمقاومين.. وستبقى المقاومة هي السبيل الوحيد لخلع السلطة من جذورها والاحتلال معًا وفي آنٍ".