ضربة جديدة موجعة قاتلة للاحتلال والمستوطنين بالضفة الغربية. خلال أسبوعين بعد عملية القدس البطولية، التي نفذها الشهيد فادي أبو شخيدم في القدس، واليوم في نابلس التي افتتحت عام 2015، انتفاضة القدس، بعملية بطولية مشابهة لعملية نابلس أول من أمس، ضد المستوطنين وجنود الاحتلال، وقد تمت العملية على الرغم من التحذيرات التي أصدرها قادة الاحتلال، على مدار الأيام الماضية.
الضفة الغربية تتحرك وإن عملية نابلس كانت مجرد مسألة وقت، ورغم ذلك وقعت العملية، ورغم الحذر الشديد، الذي أبداه المستوطنون وجنود الاحتلال، فإن العملية وقعت وبحرفية عالية، لم يتم الوصول لمنفذيها، حتى اللحظة، ما يدل على أن العملية أعد لها بشكل متقن، لإيقاع الخسائر في صفوف المستوطنين، وتأمين الانسحاب، وهي عملية مشابهة للعمليات التي حدثت في تلك المنطقة على مدار أشهر خلال الأعوام الماضية، والتي تمكن فيها المقاومون من تنفيذ عملياتهم، وإيقاع الخسائر في صفوف الجنود والمستوطنين. العملية الجديدة هي دلالة على أن الضفة الغربية ما زالت حاضرة، وتعد باستمرار لمواجهة الاحتلال، وخاصة على صعيد عمليات إطلاق النار.
عملية نابلس هي تعبير عن الهتافات الشعبية التي أطلقها المواطنون أمام جنود الاحتلال "حط السيف إقبال السيف.. احنا رجال محمد الضيف"، التي تحولت إلى شعار يردد في الضفة الغربية في وجه الاحتلال، وكذلك في وجه الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة التي تشن حملات اعتقال ومطاردة ضد قيادات وعناصر حماس، جنبًا إلى جنب مع جيش الاحتلال، كما حدث في الخليل ونابلس وجنين.
عملية نابلس وجهة ضربة للتنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال، وأن كل الجهود المشتركة بين الجانبين لا تؤثر في التجهيز للعمليات المسلحة أو العمليات الفردية التي تقع بين الفترة والخيرة، وتصاعدت الأيام الأخيرة.
الحملة الأخيرة ضد الأسرى المحررين ومنعهم من الاحتفال بالإفراج عنهم من سجون الاحتلال، أو منع احياء ذكرى تأسيس حركة حماس 34، لم يؤثر أيضًا، بل دفع المواطنين، لإحياء الذكرى بطريقتهم ومشاهد مختلفة.
الحاضنة الشعبية والدعم المباشر للعمليات ضد الاحتلال ظهر من خلال استطلاع الرأي الأخير الذي أجراه مركز الدراسات الذي يظهر تقدم هنية على عباس في أي انتخابات قادة، وكذلك تقدم حركة حماس في أي انتخابات تجرى الفترة القادمة، ما يعني دعم مشروع المقاومة بشكل واسع، والهاتف لعملية ونابلس ولمنفذها، ولحماس التي تباركها وتدعمها.