فلسطين أون لاين

درع القدس.. مناورات للجهوزية وعزم على التحرير

 

على غرار مناورات "الركن الشديد"، التي أطلقتها غرفة العمليات المشتركة أواخر ديسمبر 2020، نفذت كتائب القسام مناورات "درع القدس"، التي قالت في بيانها إنها تهدف لرفع الجهوزية القتالية وتحاكي سيناريوهات مختلفة.

ما لم تشر إليه الكتائب في بيانها هو ما نفذته بشكل فاجأ المراقبين، فإطلاق صاروخ "الباسم" تيمنا بالشهيد المؤسس "باسم عيسى" الشهير بلقب "التستري"، وهو اشتقاق من كلمة إنجليزية معربة تعني "المختبِر"، في غضون أقل من 7 أشهر على مواجهة "سيف القدس"، ليس أمرًا عاديًا، بل له دلالات لا يمكن إغفالها.

ولنقرأ المشهد بوضوح أكثر، يجب أن نضع المناورة العسكرية في سياق الظرف الفلسطيني الراهن، فالتدريبات العسكرية المتواصلة لمحاكاة مختلف أشكال العمليات القتالية، جاءت بعد دراسة جولة القتال التي نفذت فيها الكتائب سلسلة غارات على مدن الاحتلال الكبرى مثل عسقلان وتل أبيب والقدس، التي يبدو أن إطلاق الصاروخ القسامي الجديد كان جزءًا من استخلاصاتها.

كما أن المناورات تأتي بعد أيام على تصريحات الحركة، التي قالت فيها إن صبرها بدأ ينفد، وأن استحقاقات الإعمار وغيره، لا يمكن أن تؤجل، ولا تقبل المماطلة، وهو تصريح استخدمت فيه الحركة ألفاظا حازمة، يمكن اختصارها بمقولة "الجواب ما ترى لا ما تسمع".

كانت التقديرات تشير إلى استعادة حماس قوتها، وترميم ما نتج عن الحرب، لكن "درع القدس" أثبتت أن القسام تجاوزت الترميم إلى التطوير، وهو ما عودتنا عليه بعد كل موجة تصعيد أو مواجهة، غير أن عنوان المناورة، المرتبط بالعاصمة الفلسطينية، يعيد الاعتبار للأسباب التي دفعت القسام لقصف القدس في مايو الماضي، وهو "السيادة على المدينة المقدسة"، والدفاع عن أهلها وأقصاها.

والسياق الآخر، خارج قطاع غزة، وهو حملة الاعتقالات الصهيونية في الضفة المحتلة التي تستهدف الحركة، وتبحث عن جيوب القسام في كل بيت فيها، وصل إلى حد أسر 40 عنصرا وقائدا ومناصرا في يوم واحد، وبالتزامن بين السلطة والاحتلال، إضافة إلى الملاحقة الدولية التي وصلت بعيدًا إلى آلاف الأميال، قانونيًّا وعسكريًّا وأمنيًّا.

ملاحقة تفشل دائما أمام إصرار الحركة على المضي في مشروع التحرير، وهو ما تشير تقارير الاحتلال إليه، من تعاظم قوة حماس العسكرية في المخيمات الفلسطينية، داخل الضفة وفي لبنان، لتسابق الكتائب الزمن، وتصارع على عدة جبهات لتبقى بعون الله سيف القدس ودرعها حتى دحر الاحتلال وتحرير الأرض والإنسان والمقدسات.