أطلقت كتائب القسام مناورات كبيرة تحمل اسم (درع القدس) والتي انطلقت من مواقع مختلفة داخل القطاع واستعرضت فيها الكتائب تكتيكات وأساليب ومعدات قتالية نوعية ذات "الطابع الهجومي" في إشارة لجهوزيتها وحالة التأهب والاستعداد التي تعيشها، وسعيها لتحقيق مكاسب إضافية في وجه العدو الإسرائيلي بعد أن استطاعت ردعه في معركة سيف القدس التي أسست لمرحلة مختلفة ومهمة في تاريخ المواجهة العسكرية مع الاحتلال الإسرائيلي.
وتأتي هذه المناورات في ظرف حرج وحساس تمر به القضية الوطنية من حصار وعدوان وتهديد متواصل لتقول الكتائب إن الاحتلال سيدفع ثمن جرائمه وأن كل لحظة تمر تكون من أجل مراكمة القوة والاعداد والتدريب المتواصل لاي مواجهة محتملة، لان هذا العدو لا يفهم ولن يفهم إلا لغة القوة ولا سبيل لنا إلا بمواجهته بالنار كي يوقف عدوانه ويتراجع عن إرهابه المنظم بحق شعبنا.
ففي هذه المناورات تتشكل الحروف "لترسم درعا للقدس" شكلته وبنته كتائب القسام بصواريخها وعتادها ومعداتها العسكرية وبطولاتها منقطعة النظير التي شهد لها العالم وهي ترسم خارطة جديدة في سماء فلسطين وتنذر الصهاينة بأنه لا أمن ولا مستقبل لهم على هذه الأرض المباركة التي ستلفظهم دوما.
لكن من المهم الوقوف على أبرز الرسائل والدلالات التي تظهرها هذه المناورات خصوصا وهي تأخذ (الطابع الهجومي) وتحمل اسم "القدس" مجددا وتتزامن مع ذكرى الانطلاقة:
أولا: أنها تتزامن مع ذكرى انطلاقة حركة حماس (34)، لتقول الكتائب كلمتها بالبارود والنار للاحتلال بأنه سيدفع ثمن جرائمه وأن مساسه بالقدس سيشكل عامل صاعق ومفجر للمشهد، وأن ذكرى انطلاقة الحركة هذه المرة سيكون مختلف تماما من حيث الفعل والرسائل.
ثانيا: المناورات تأتي تجسيدا لتهديدات القائد العام لكتائب القسام أبو خالد الضيف والتي سبقت معركة سيف القدس وترجمت عمليا خلال هذه المعركة ونجحت في ردع الاحتلال وتقييد قراره تجاه حي الشيخ جراح وأهلنا في القدس.
ثالثا: أن الكتائب رفعت من مستوى استعدادها وجهوزيتها إلى الحد الذي يمكنها من إيقاع خسائر فادحة في صفوف وأهداف العدو بشكل غير مسبوق يمكن أن يخالف كل تقديراته ويربك حساباته.
رابعا: أن كتائب القسام هي ظهير وسند لأهلنا في القدس وأنها لن تتردد في فتح مواجهة شاملة مع العدو الإسرائيلي إذا ما عاود عدوانه على أهلنا في القدس والأقصى.
خامسا: أن ملف القدس يحتل أبرز الأولويات لدى كتائب القسام التي تعتبر القدس والأقصى خطًا أحمر لا يمكن تجاوزه أو السماح بالاعتداء عليه وأنه لن يكون مقبولًا بأي صورة العدوان على القدس والاقصى وأن الاحتلال سيدفع أثمانًا مضاعفة في أي مواجهة قادمة.
سادسا: المناورات حملت مضامين أخرى قد لا تظهر للعيان لكن جهات مختصة لدى العدو ستلتقطها وتحللها وتعي ما تحتويه من معاني ومضامين ذات دلالات مهمة.
وفي الختام فإن الاحتلال الإسرائيلي يدرك جيدا أن هذه المناورات التي تجريها الكتائب وباقي فصائل المقاومة في غزة تحمل مخاطر كبيرة وتؤثر بشكل لافت على جمهوره الذي يراقب بخوف وقلق ما يحدث داخل القطاع ويعلم أن هذه المناورات هي تحدٍ واضح وصريح من المقاومة وأن عملياته العدوانية لم تحقق أي نتائج ملموسة من شأنها الحد من قدرات المقاومة، لأنه سيكون عاجز عن الاستمرار في تمرير الأكاذيب على جمهوره في ظل استعراض القوة من كتائب القسام وليس آخرًا مناورة درع القدس.