فلسطين أون لاين

لا تطالبوا سوائب سلطة التخابر بالتوقُّف.. أوقفوهم أنتم!

 

بمنهجية، تكررت الأفعال الإجرامية للأجهزة الأمنية لسلطة مقاطعة رام الله المحتلة بالاعتداء على جنازات الشهداء وعلى مواكب استقبال المحرَّرين، والتي ولّدت موجات من الغضب الجماهيري المتعاظم وردود فعل لم تزل تستمر فصولها من كل فصائل العمل الوطني ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية الوازنة، ممارسات مستهجنة ومدانة تنضح بالعار وبسقوط مدوٍّ في مستنقع العمالة الآسن ودون رتوش.

إن ما جرى مؤخرًا من هجوم مسعور لكلاب أثر الأجهزة الأمنية على موكب المحرَّر محمد عارف الذي قضى في سجون العدو ما يقارب العقدين، وكذلك جريمة الاعتداء على جنازة الشهيد البطل جميل الكيال الذي تصدى لهجوم قوات الاحتلال على مدينته نابلس فمنح روحه لترب وطن هو الأقدس والأطهر، ليجد أن هناك قطعانًا سائبة تحاول النيل من دمه العزيز المسفوك وقد سلم القيادة لرجال مجاهدين سيتابعون السير على هدي هذا الدرب، وسينتقمون له ولكل الذين غدرت بهم هذه الأدوات المتخابرة الضالة. 

لقد تابع الشعب الفلسطيني كيف كانت قوات سلطة التخابر تطلق النار وبالرصاص الحي وقنابل الغاز السامة على مسيرة تشييع الشهيد الكيال، وقد جرحت واعتقلت وطاردت العشرات من المشاركين ومزَّقت وصادرت أعلام فصائل المقاومة واعتدت على قادتها وكوادرها والجماهير المحتشدة، وكيف ردت على هذا العمل الجبان الغادر بالهتافات المنددة بهذا الانحدار وتلك العمالة بحثًا عن رضا وفتات العدو النازي.

 إن جماهير شعبنا الفلسطيني تطالب اليوم بموقف وطني حازم يجتث هذه الشراذم مرة وإلى الأبد ويضع حدًّا لهذا التطاول على قدسية دماء الشهداء والذي وصل حدًّا لا يطاق، ولا يمكن له أن يستمر بأي حال وقد بلغ السيل الزبى، وأضحى حصار هذا النهج العميل ضرورة وطنية.

صحيح أن العديد من المواقف والبيانات والتصريحات قد صدرت عن الكثير من الفصائل والهيئات لإدانة هذه الممارسات ولكن جلها لم يستدرك جوهر المسألة وخطر الموقف، والبعض منها كان نداءات قاصرة على مطالبة "العقلاء في السلطة، والحكماء من قياداتها" بالتدخل لوقف هذا التمادي في مسلسل قمع الحريات.

وهناك مواقف تناشد "رموز قيادة" السلطة بوقف الاستفراد والعودة عن خطف القرار الفلسطيني.

وتصريح ثالث يتحدث برصانة عن استهجانه لـ"صمت السلطة" على استمرار العدو بالاعتداء على الأرض والعرض والمقدسات! وكأن ربع قرن ونيف من العمالة والتقاسم والوظيفي في السمسرة وبيع الثوابت الوطنية لم تكف للاستدلال على حقيقة وجوهر الدور المحدد الذي تؤديه عصابة التخابرين في مقاطعة رام الله المحتلة.

لقد باتت ضرورة وطنية قصوى مواجهة هذا الفريق المتآمر، وقد باع القدس وبدد قضية اللاجئين واعترف بكيان الاحتلال على الأرض الفلسطينية وكرس الاستيطان ويقتل ويسلّم المجاهدين ولم يزل! هذا هو الخيار الذي سيذهب إليه الجميع وقريبًا بإذن الله.