ضمن فعاليات الانطلاقة الرابعة والثلاثين، نظمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في منطقة غرب غزة، لقاءً يستعرض المحطات التي مرّت بها الحركة منذ تأسيسها عام 1987، حتى هذا اليوم.
وشارك في اللقاء الذي حمل اسم "ذكريات التأسيس"، وأقيم في منزل رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، في معسكر الشاطئ غربي مدينة غزة، ثّلة من مؤسسي الحركة الذين استعرضوا بعض مراحل تطور الحركة ومرافقتهم للشيخ الإمام أحمد ياسين، وقيادات أخرى حالية، وعددٍ من المخاتير والوجهاء والشخصيات الوطنية.
وذكر رئيس الهيئة الإدارية في حركة حماس بمنطقة غرب غزة إياد الدجني، أن اللقاء يأتي ضمن مجموعة من الفعاليات التي تنظمها الهيئة الإدارية.
وأوضح الدجني في كلمته الترحيبية، أن اللقاء يهدف إلى نقل الصورة والتاريخ عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي للأجيال الحديثة التي ربما لا تعلم كثيراً عن محطات تطور الحركة منذ التأسيس والتضحيات التي بذلها المؤسسون خلال مسيرتهم.
وأكد أن الحركة لم تصل لما وصلت إليه الآن لولا تضحيات مؤسسيها ومعاناتهم في السجون والكثير من المحطات الصعبة التي تعرضوا لها خلال مسيرتهم.
بدوره، يقول أحد مؤسسي حركة حماس محمد نوفل، إن له لقاءات وذكريات طويلة مع الشيخ المؤسس أحمد ياسين، بدأت منذ عام 1958، حينما كان عدد عناصر حركة الإخوان المسلمين قليلاً جداً في قطاع غزة.
ويضيف نوفل في مداخلته، أن منبع حركة حماس ارتبط بتأسيس الإخوان المسلمين منذ حياة الشيخ حسن البنا، والذين ناضلوا واستمروا حتى وصلوا إلى قطاع غزة.
وأوضح أنه بدأ العمل مع الشيخ الياسين في خضم حرب عام 1967، حيث كانت الحركة سرية لكن نشاطها كان مُعلناً، مشيراً إلى أنهم تعرضوا إلى كثير من المضايقات في تلك الفترة.
ولفت إلى أنه جرى إنشاء المجمع الإسلامي في القطاع، ثم أخذ العمل يتوسع أكثر حتى جاء التأسيس بعد حادثة دهس شاحنة إسرائيلية لأربعة عمال من مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وبعدها الإعلان عن البيان رقم (1) للحركة، الذي طالب الجماهير بالثورة ضد جريمة الاحتلال.
أما النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي د. أحمد بحر، فاستعرض تجربته الشخصية في الحركة، مشيراً إلى أنه اعتاد زيارة الشيخ أحمد ياسين في بيته الذي وصفه بـ "البسيط جداً".
ويلفت بحر إلى أن بيت الشيخ كان مفتوحاً للجميع، حيث يستقبل به المواطنين ويصلح بينهم، "كانت البساطة لدى الشيخ منقطعة النظير"، حسب وصفه.
وبيّن أن الشيخ كان حريصاً على أداء صلاة الفجر في المسجد، وهو ما كان يحثنا عليه دائماً، حيث لم يقطعها يوماً، بل كان دائماً في الصف الأول، واصفاً إياها بـ "القدوة الحقيقية".
وأوضح أن انتخاب الشيخ رئيساً للإخوان المسلمين في قطاع غزة عام 1967 لم يكن عبثياً، إذ كان اختياراً ربانياً، ليقود العالم الذي يتغنى بحماس، مبيّناً أنه كان يبحث عن السلاح منذ عام 1968، لمقاومة الاحتلال وطرده من أرض فلسطين.
إلى ذلك، وجه القيادي في حركة حماس د. إسماعيل رضوان، رسائل عدّة في ذكرى انطلاقتها الـ 34، أولها تمسكها بالثوابت الوطنية والسير على خطى الشيخ الياسين وكل قادة حماس السابقين.
وأكد رضوان خلال حديثه مع "فلسطين"، تمسك الحركة بالمقاومة، فهي الخيار الأقصر والأمثل لتحرير فلسطين، منبهاً إلى حرص حماس على تحقيق الوحدة الوطنية.
وجدد رفضه لكل أشكال التطبيع التي تمارسها بعض الدول العربية مع الاحتلال، داعياً كل الشعوب العربية والإسلامية إلى لفظ كل المطبعين ودعم صمود وثبات الشعب الفلسطيني.
وشدد على أن "القدس كانت وستبقى عربية وإسلامية"، مشيراً إلى أن حماس اليوم هي أقوى من أي مرحلة مضت. وأكد حرص الحركة على تمتين الجبهة الداخلية وصولاً للوحدة العربية والإسلامية لتكون رافداً لمقاومة الشعب الفلسطيني.
ووجه رضوان التحية لجماهير الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج والشتات، والأسرى وهم أصحاب القضية التي تقف على سلم أولويات حركة حماس المقاومة.
كما حيّا الشعوب العربية والإسلامية التي وقفت مع فلسطين والمقاومة وعلى رأسها كتائب عز الدين القسام.