فلسطين أون لاين

جريمة قتل المشيعين مخطط إجرامي

إن جريمة قتل المشيعين ترجمة للمخطط الإجرامي الهادف إلى زرع بذور الفتنة بين أهالي المخيمات الفلسطينية في لبنان وجرّهم إلى اقتتال داخلي  وتهديد السلم الأهلي تحت عناوين مضللة،  بعد حادثة استهداف عناصر الأمن الوطني المحسوب على حركة فتح للمواطنين المشيعين للشهيد حمزة شاهين في مخيم البرج الشمالي في لبنان، بات مكشوفا الغرض الخبيث من وراء ذلك، وهو جر الفلسطينيين في الساحة اللبنانية الى اقتتال داخلي خدمة لمصالح الاحتلال بأيدي محسوبة على حركة فتح في خروج عن القيم الوطنية والإسلامية والإنسانية فلم نعهد إلا من الاحتلال مثل هذه الأفعال الدنيئة.

إن هذه الجريمة البشعة والجبانة التي حصلت ضد مشيعين سلميين يعتبرها الكثير من الوطنيين والأحرار ومن شهد تورط حركة فتح، محاولةً لإثارة فتنة في المخيمات ذات التركيبة السياسية المعقدة ضمن مخطط صهيوني بأدوات فتحاوية لاستنزاف شعبنا وجره إلى حرب وفتنة داخلية، وهذا ليس مستبعد على من يلاحقون المقاومة في الضفة، ويُنسِّقون أمنياً مع الاحتلال، ولكن المطلوب اليوم أن يصطفّ شعبنا خلف المقاومة، وأن يفوت على الاحتلال هذه الخطة الخبيثة، وأن يحاكم ثورياً من يثبت وقوفه خلف هذه الجريمة الخارجة عن الحس الوطني وحرمة الشهداء.

عاد للواجهة السؤال الذي يبحث عن إجابة منذ سنوات: من المسؤول عن إشعال نار الخلافات والفتنة داخل المخيمات بلبنان؟ ويبدو أن هذه الفئة المأجورة تُحضِّر لبث الفتنة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بعد أن تراجع حضورهم وشعبيتهم، وبات سكان المخيمات على يقين من أن مشروع المقاومة الحقيقي هو الخيار الحقيقي، هؤلاء المرتزقة بعيدون عنه ويسعون من أجل مصالح شخصية، وأن مسيرة الشهيد حمزة شاهين في مخيم البرج الشمالي مثلت استفتاءً شعبيًّا على مدى التفاف الجماهير خلف خيار المقاومة والجهاد.

وبثت مشاهد مصورة لقطات إطلاق المحسوبين على فتح النار على الجنازة في مشهد يعبر عن مدى الانحدار الأخلاقي والوطني الذي وصلوا إليه، ما نراه هو فتنة ملعون من أشعلها، ويجب تأكيد ضرورة فتح تحقيقات دقيقة لكشف الأسماء التي نفذت، والجهات التي وجهت لهذه الجريمة، والتي تلعب في أمن المخيمات وتحاول إشعال نار الاقتتال الداخلي بين أبناء الوطن الواحد خدمة للاحتلال.

إن القتلة يسعون لحصد الأبرياء في كل مكان بالمخيمات، وإن هذه الجريمة التي ارتقى في إثرها أربعة شهداء وأصيب العشرات من المشاركين في الجنازة تستهدف زرع الفتنة وضرب السلم الأهلي في المخيمات وجره إلى الفوضى والخراب وإن لم تكن الأولى التي أحدثها أزلام الاحتلال وأدواته في المخيمات.

أبدت الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية في المخيمات ضبطًا للنفس في وجه فلتان فتح الأمني في مخيمات لبنان في ظل الخلافات القائمة التي تُغذيها أيادٍ خارجية مشبوهة تسعى لإذكاء الفتنة، واليوم بات مطلوبًا من أهالي المخيمات الصمود والالتفاف حول المقاومة، وأنها خيار الشهداء الذين ضحوا بدمائهم من أجل قضيتنا.