فلسطين أون لاين

شكك بأنساب أبناء أسرى "النطف المهربة"

تقرير فيلم "أميرة".. أن تتخلى عن القيم لتحصد الأوسكار!

...
غزة/ هدى الدلو:

"101" سفير للحرية، عدد أبناء الأسرى الذين أُنجبوا عبر عمليات تهريب النطف إلى الخارج، ليحاول فيلم "أميرة" التشكيك في قضيتهم، الذي تناول قضية حساسة وهي "تهريب النطف من سجون الاحتلال"، إذ تدور أحداث الفيلم حول نطفة هُرّبت من سجون الاحتلال لزوجة أسير، لتنجب الزوجة طفلة، اكتشفت لاحقا أنها ابنة ضابط صهيوني.

والفيلم إنتاج مشترك بين منتجين من مصر وفلسطين والأردن، واختار الأخير ليُمثّلها في جوائز الأوسكار للتنافس عن فئة الأفلام الطويلة الدولية لسنة (2022) بحسب ما سبق وأعلنت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام.

وتقول صاحبة أول تجربة إنجاب عن طريق "النطف المهربة" زوجة الأسير عمار الزبن: "الفيلم لا يمكن أن يزعزع إرادة عوائل الأسرى أو زوجاتهم؛ لأنهم يثقون تمامًا في مشروعهم ولا يتأثرون بهذا الحديث".

وتؤكد والدة الطفل سفير الحرية الأول والذي يبلغ من العمر اليوم تسعة أعوام، أن الأسرى خاضوا أعظم بطولة وملحمة، وقادوا مشروعًا نضاليًا من نوع آخر يعرفون جيدًا أنّ هذه رواية إسرائيلية تنطق بلسان فنانين عرب.

"شفت الخوف بعيونهم"

أما ليديا ريماوي، فتفخر بما أنجزته وزوجها الأسير وتعتبر أن ما قامت به ذروة العمل المقاوم، ولديها استعداد لتكرار التجربة.

وكتبت ريماوي على صفحتها بمنصة "فيسبوك": "كوني ثاني زوجة أسير أنجبت عن طريق النطف المهربة وفخورة جدًا بهذه التجربة، كررتها ثلاث مرات ولم تنجح وعندي استعداد أن أعيدها لو سمح الأمر، فخورة بالتحدي وكسر الاحتلال والرعب الذي دخل لسجن نفحة الصحراوي عند زيارتي لزوجي وأنا أحمل مجد ابن ٣ أسابيع".

تضيف: "وقتها شفت الخوف والرعب والكسر بعيونهم، تجمع عدد كبير من الجنود حولي وجاء الصليب الأحمر الإسرائيلي ليفحصوا فعلًا هل هذا طفل ابن للأسير، وجندي من بين الجنود يقول بصوت عالٍ أنا بعرف عبد الكريم من ١٢ سنة، من وين البيبي؟!، يومها حرمنا من الزيارة وبقينا في ساحة السجن، وهالمشهد أعطاني قوة وعزة وشموخًا، فخورة بصنع الأمل لزوجي وتحقيق الحلم".

وشددت على أن فيلم "أميرة" "لن يكسر الأسرى وسيبقى المجد مرفوع الرأس عاليًا ولا أحد على وجه الأرض يقدر على التشكيك".

"مرتزقة يعانون أزمة نفسية"

بينما الأسير المحرر سعيد بشارات والذي كان حاضرًا لأول محاولة إخراج نطف الحرية الناجحة، من سجن شطة، فعدّ منتجو الفيلم "حفنة مرتزقة يعانون من أزمة نفسية ترجع إلى شكوكهم بنسبهم وشرف أمهاتهم، أن يغيروها أو يشوهوها".

وكتب على منصة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن عملية إخراج النطف ليست لعبة أطفال صغار، فهي عملية هائلة وعظيمة وتخضع لحسابات دينية وأمنية وطبية صارمة جدًا ومعقدة، ولا يمكن لبشر على وجه الأرض أن يتخيلها، ولا يستطيع شرطي أو ضابط أن يعلم بها حتى لو استخدم كل ما أنتجته الولايات المتحدة و(إسرائيل) والصين من تكنولوجيا، لأن الأسير الفلسطيني حريص كل الحرص المصيري والوجودي على امتداده الإنساني، ولا يستطيع هؤلاء تشويهه أو النيل منه.

بين التوثيق ودراما الواقع

ويتحدث مخرج فيلم "تهريب الحياة" محمد الصواف الذي نقل تجربة تهريب النطف المهربة لثلاث عائلات على مدار ثلاثة أعوام بدءًا من تهريبها والظروف التي تمر بها والإشكاليات التي وضعت أمام الأسرى، ومن ضمنها الإشكالية التي طرحها فيلم "أميرة" بتدخل الجانب الإسرائيلي، مما يتسبب في عراقيل بموضوع الأنساب حتى وصلوا لآلية للخروج من هذه المشكلة دون تدخّل الإسرائيليين. 

يقول: "من حيث الأسلوب نجح تهريب الحياة في نسج الحكاية، واستطاع خلق الإثارة والجدل والذروة والحبكة، وعند وضع الفيلم في معايير المسؤولية الوطنية والأخلاقية والاجتماعية والإنسانية فالأمر حساس ويعد على المستوى الوطني والنضالي موضوع مهم جدًا ومسبب أزمة للاحتلال الإسرائيلي".

ويوضح أن الأسير المحكوم بالمؤبد يصبح له امتداد بوجود ابن يحمل اسمًا له، ويكمل حياته بشكل أو بآخر كأي إنسان طبيعي وحل الكثير من الإشكاليات الاجتماعية التي تواجه الأسير الذي يعتقل في عمر صغير وفي وقت تكون زوجته قادرة على الإنجاب، ويقضي محكوميته داخل أروقة الأسر ليخرج وزوجته وقد فقدت القدرة على ذلك.

على الجانب الآخر يؤكد الصواف أن فيلم "أميرة" أساء لقضية وطنية من أجل تقوية سيناريو الفيلم ولأغراض إشهارية، "وهذا يشي بعدم تحلي منتجي الفيلم بالمسئولية الوطنية والإنسانية بشكل عام".

ويبين أن أي فيلم هو جزء من صناعة الرواية، "ومعركتنا مع الاحتلال الإسرائيلي تقوم على الرواية، وحاول الاحتلال في أكثر من مرة حتى من خلال شهادات الأسرى في فيلم "تهريب الحياة" التشكيك في تلك القضية، واليوم يأتي فيلم "أميرة" للتساوق مع الرواية الإسرائيلية مشككًا بأنساب أبناء الأسرى الذي خرجوا إلى الحياة بنطف مهربة".

ويستنكر المخرج الصواف أن يكون الفيلم من شركة إنتاج أردنية أو أي جهة عربية، فهناك حلول أخرى وأفكار خلاقة للمحافظة على الرواية الفلسطينية وتقويتها وتقديم تجربة الأسرى النضالية وتسليط الضوء على معاناتهم، "قد يكون مقبولًا لو كان المنتج شركة أمريكية أو غربية لا تتبنى القضية الفلسطينية".

ويرى أن تمرير الفيلم رسالة تمكّن الإسرائيلي من خداع الفلسطيني باستبدال والتلاعب بالنطفة فإنه يلغي جهدًا كبيرًا خاضه الأسرى عشرات السنوات في سبيل هذا الجهد النضالي، "وهذا قد يدفع بالأسرى للتراجع عن هذا الشكل النضالي".

ويشدد على أنه لا يوجد حالة لحق بها أي شك في قضية النطف المهربة، "لكن هذا الفيلم سيعود ليضع الشك في نفوس الأسرى وأهاليهم والمجتمع".

جهل فني وخدمة إسرائيلية

بدوره كتب المنتج نورس أبو صالح، عبر صفحته "فيس بوك " أن "مشكلة فيلم أميرة في إطلاق الخيال لأمر لا يمكن حدوثه في قضية مقدسة، تتعلق في الأسرى من جهة، وتسريب الشك إلى ذوات ولدت رغم أنف المحتل في ظروف مركبة".

ووصف أبو صالح، تحوير النص بعيدًا عن الواقع للوصول إلى سيناريو مفصل لخدمة هذا التحوير "بالسذاجة " و"الجهل الفني".

في حين قالت الفنانة الأردنية جولييت عواد في تصريح لها: إن فيلم أميرة كتب بسيناريو إسرائيلي محض، والمنتجون ومن عمل على تسويقه يستحقون الضرب، مضيفة أن بطلة الفيلم شاركت سابقًا في مسلسل تطبيعي.