فلسطين أون لاين

تقرير الانتفاضة الأولى.. مشاهد وحكايا في ذاكرة الشعب

...
صورة أرشيفية
قلقيلية/ مصطفى صبري:

لا تزال مشاهد الانتفاضة الأولى التي اندلعت في 8 ديسمبر 1987، حاضرة في أذهان وذاكرة الشعب الفلسطيني والجيل الذي عاصرها بتفاصيلها وأحداثها النضالية.

ويستذكر الحاج عبد الرحيم صوي (أبو صالح 78 عاما) من مدينة قلقيلية، ارتقاء أول شهيد في حي النقار وهو نجله "حسين"، بعدما تعمد أحد جنود الاحتلال قتله برصاص دمدم متفجر في الجزء العلوي من جسده خلال مواجهة في الحي.

وقال الحاج صوي: لقد كانت جنازته "ضخمة جدا" وقد صاحبتها مواجهات شاملة مع جنود الاحتلال الذين هربوا من حي النقار، عدا عن الإضراب الشامل.

ويستحضر أيضا تنفيذ نجله الآخر "صالح" عملية استشهادية في شارع "ديزنجوف" وسط "تل أبيب" التي أسفرت عن مقتل وإصابة عشرات المستوطنين، وذلك بعد مجزرة الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل.

وأشار إلى أن قوات الاحتلال هدمت منزله واعتقلت جميع أبنائه؛ انتقاما من العائلة بعد عملية الشهيد صالح.

وروى المهندس ياسر جعيدي (45 عاما) لحظات إصابته برصاص الدمدم المتفجر، وما زالت آثار الإصابة في قدمه.

وقال جعيدي: "كنا بعمر الأطفال وقتها، وكانت هناك مواجهات مع جنود الاحتلال، فأصبت خلال تلك المواجهات وحملني الشبان إلى المشفى قبل أن يتم اعتقالي".

وذكر أنه خضع لعدة عمليات جراحية لإنقاذ قدمه من البتر عدا عن الذهاب لأمريكا من أجل العلاج، مؤكدا أن الاحتلال استخدم الرصاص المحرم دوليا في قمع الانتفاضة.

أما محمد عدوان (55 عاما) فاستحضر وسيلة "المسامير المعكوفة" في مقاومة الاحتلال وإعطاب آلياته.

وقال عدوان: "كنا نضع (المسامير المعكوفة) في الطريق لإعطاب مركبات الاحتلال ومستوطنيه، فكان ضباط الاحتلال يصابون بالجنون ويقتحمون المنازل بحثا عن مصادر تصنيع المسامير ويطلبون من المواطنين جمع المسامير من الشوارع الرئيسة بشكل انتقامي".

ويختم المواطن عزام داود قائلا: "مشاهد التصعيد والمواجهة لا يمكن أن تنسى، فهي ملاحم ومعارك بين فرق الشبان الموزعة على الأزقة والشوارع وأخرى لرصد تحركات جنود الاحتلال ودورياته"، لافتا إلى أن الاحتلال كان يلجأ لفرض حظر التجوال "من أجل السيطرة على الوضع الميداني".