تحتفظ حركة حماس بعلاقات قوية تربطها بالمسيحيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة التي تشهد تصاعدًا لانتهاكات (إسرائيل) مستهدفةً المقدسات الإسلامية والمسيحية معًا، في أكثر مدينة فلسطينية، ولا سيما القدس ومدن الضفة الغربية.
ويؤكد متحدثون أن حركة حماس تنطلق في علاقتها بالمسيحيين في فلسطين، باعتبار أنهم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني والأمة العربية وهويتها الحضارية.
ويشدد عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات الأب مانويل مسلم، على أن حماس جزء أساسي من الشعب الفلسطيني المناضل والمقاوم.
وقال مسلم لصحيفة "فلسطين"، أنه عندما كان يسكن بغزة كان دائمًا يشعر بالأهلية والمحبة، وكذلك في الضفة عندما انتقل للإقامة فيها قبل سنوات، عادًّا أن "حماس تعمل على الحفاظ على مستقبله وحياته ومستقبل أبنائه المسيحيين".
وأضاف: "أشعر أنني أعيش بين أمة ماجدة عربية فلسطينية، ترتبط بأهداف كثيرة لها علاقة بقضايا وطنية، مؤكدًا أن ما يؤثر في حماس يؤثر فيه كرجل مسيحي".
وأشار إلى أنه عند تعرض حماس لأي تهديد بناءً على تبنيها مشروع المقاومة ضد الاحتلال، يجب على المسيحي أن يكون رأس الحربة في الدفاع عن حماس ومشروعها الوطني المقاوم.
ورفض مسلم القرار البريطاني باعتبار حماس "منظمة إرهابية"، وقال: إن ما تتعرض له الحركة من بريطانيا وأستراليا وغيرهما "ظلم"، وهي ليست "إرهابية"، بل إنها حركة تحرر وطني على جميع الفلسطينيين حمايتها من أي اعتداء سياسي أو اقتصادي أو علمي أو غير ذلك.
ونبَّه إلى أن حركة حماس عندما تتصدى لعدوان الاحتلال على المواطنين والأراضي والمقدسات، لا تفرق بين مسيحي ومسلم.
من جهته يؤكد أستاذ العلوم السياسية د. حسام الدجني، أن حركة حماس عبرت عن موقفها بالقول والفعل في كتيب حمل عنوان "حركة حماس بين آلام الواقع وآمال المستقبل"، وجاء فيه أن حماس جماهيرية الطرح، فهي حركة تستغرق كل أبناء الشعب الفلسطيني نظرًا لأن أبناء هذا الشعب أغلبهم مسلمون، إما تدينًا وإما حضارة، وينسحب هذا المفهوم على غير المسلمين كالمسيحيين الذين عاشوا على هذه الأرض جنبًا إلى جنب مع بقية أبناء الشعب المسلم.
ويشير الدجني لصحيفة "فلسطين"، إلى أن مسيحيي فلسطين لا ينتمون إلى مسيحيي الغرب في تاريخهم وأطوار حياتهم، ومعالم حضارتهم، وإن كانوا يشتركون معهم في الدين والمعتقد، فقد تعرض مسيحيو فلسطين كما تعرض المسلمون إلى مؤامرات الغرب وغزواته.
وذكر أن بيانًا صدر عن حركة حماس في ديسمبر/ كانون الأول 1990، عبرت فيه حماس عن احترامها للمسيحيين وأعيادهم. وقالت فيه حينها: "أيام عيد ميلاد المسيح عليه السلام أيام تتوافد فيها جموع المسلمين على بيوت المسيحيين مهنئين بالعيد مباركين وحدة أبناء شعبنا وتلاحمهم، وكان قد جسد ذلك مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين من الناحية العملية عندما قام برفقة قيادات الحركة الإسلامية لتقديم واجب العزاء لآل طرزي باستشهاد نجلهم على يد قوات الاحتلال الاسرائيلي الشاب المسيحي خضر طرزي".
وفي مناسبة أخرى، ألغت حركة حماس إضرابًا شاملًا كانت قد أعلنته بتاريخ 25 ديسمبر/ كانون الثاني 1989، في ذكرى استشهاد عبد الله عزام لأنه يوافق عيد لبعض الطوائف المسيحية.
ويرى الكاتب والأكاديمي الأردني الفلسطيني خالد الحروب، أن المبادئ الأساسية لعلاقات حماس مع المسيحيين، ترتكز إلى أن مسيحيي فلسطين جزءًا لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني وهويته، وأن لهم من الحقوق المدنية ما لبقية أبناء الشعب الفلسطيني والأمة العربية، مع ضرورة ارتباطهم بمقدساتهم وأرضهم من منطلقات دينية ووطنية، وإشراكهم في الحياة السياسية والكفاحية للشعب الفلسطيني في فترة الاحتلال وبعد التحرير، والعمل على استقطابهم في العمل والمؤسسات الوطنية.
ويثبت ذلك تصريحات الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل عندما قال: "نحن نتعامل مع الإخوة المسيحيين كمكون أساسي من مكونات الشعب والوطن، وكجزء فاعل في معركة النضال ضد الاحتلال، بعيدًا عن حسابات أن هذا مسلم وهذا مسيحي. نحن شركاء في الوطن، والجميع له حقوق وعليه واجبات".