فلسطين أون لاين

حمدان: أمن السلطة يتحكم بـ"الشبيبة" ويتحمل مسؤولية الفوضى

البرغوثي: لا حلول لخلافات الأطر الطلابية في بيرزيت حتى اللحظة

...
منسق الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت برام الله إسماعيل البرغوثي (أرشيف)
رام الله-غزة/ نور الدين صالح:

نفى منسق الكتلة الإسلامية في جامعة بيرزيت برام الله إسماعيل البرغوثي التوصل إلى أي حلول بشأن الخلافات بين الأطر الطلابية مع كتلة الشبيبة التابعة لحركة "فتح"، التي أفضت إلى تعليق الدراسة يوم السبت.

وأغلقت إدارة جامعة بيرزيت برام الله وسط الضفة المحتلة، أمس، الحرم الجامعي أمام الطلبة، وحوّلت التعليم إلى تعليم إلكتروني نتيجة الخلافات بين الكتل الطلابية.

وأوضح البرغوثي لصحيفة "فلسطين"، أن إدارة الجامعة عقدت عدة اجتماعات من أجل حل الخلافات القائمة، لكن لم يتم التوصل لأي حلول حتى اللحظة، "ولا تزال أبواب الجامعة مغلقة".

وبيّن أن الخلاف اندلع في إثر إصدار الأطر الطلابية بيانا استنكرت فيه الاعتقالات السياسية التي تشنها أجهزة أمن السلطة، واقتحام مساكن الطلبة وملاحقتهم وتهديدهم، وهو ما أثار غضب كتلة الشبيبة الفتحاوية، ودفعها لافتعال تلك المشكلة.

وأشار إلى أن عناصر من الشبيبة اعتدوا على منسق كتلة الوحدة الطلابية التابعة للجبهة الديمقراطية ونشطاء آخرين من الكتلة، بالضرب المبرح، وقد شجّوا رأسه، لافتاً إلى أنهم اعتدوا على طلبة الكتل الطلابية الأخرى أيضاً.

وبحسب البرغوثي، فإن عناصر كتلة الوحدة الطلابية اعتدوا أيضاً على حرس الجامعة وأدخلوا الأسلحة إلى حرمها، "وهذا أمر مرفوض"، مؤكداً أن إدارة الجامعة لم تتخذ أي إجراء بحق هؤلاء الأشخاص حتى الآن.

وانتقد دور أجهزة السلطة في فض هذه المشكلة، حيث أقدمت على اعتقال أحد طلبة الكتلة الإسلامية وهددته بعدم الاستمرار بالتعليم في الجامعة، وأرسلت تهديداً لعائلته، بدلاً من اعتقال المتسببين في المشكلة.

وجدد التأكيد أن عناصر الكتلة الإسلامية يتعرضون للتهديد والاعتقال والضرب والشبح وكل أساليب الترهيب من أجهزة أمن السلطة.

وشدد على أن "أجهزة السلطة وإدارة الجامعة أصبحت تشكل غطاءً لعناصر الشبيبة الفتحاوية، وممارساتهم ضد الكتل الطلابية الأخرى".

يذكر أن عناصر في أجهزة السلطة أقدمت على تحطيم سكن جامعي تابع للكتلة الإسلامية وملاحقة نشطائها؛ بغرض اعتقالهم، وصادرت مواد إعلامية من السكنات.

واستنكرت الكتل الطلابية في بيانات منفصلة حملات القمع والملاحقة التي تشنها الأجهزة الأمنية، وعناصر الشبيبة بحق مختلف الكتل في الجامعة.

ضرب النسيج

واستهجن الناشط السياسي عامر حمدان حالة الفوضى والفلتان التي تشهدها الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية، معتبرا أن المسؤول الأول عن ذلك، هو "الجهل العارم" الذي يصيب الطلبة وانجرارهم وراء الحزبية وخلافاتها.

وبيّن حمدان خلال حديثه مع "فلسطين"، أن الخلافات الحزبية باتت تُسيطر على طلبة الجامعات وقطاع التعليم، عدا عن التدخلات المباشرة لأجهزة السلطة في عمل الجامعات مثل الانتخابات وغيرها.

وأكد أن أمن السلطة هو الذي يسيطر الآن على حركة الشبيبة الفتحاوية، وهو ما يعزز التبعية الأمنية والتحركات الخارجة عن الإطار الطلابي، قائلاً: "من المؤسف أن تصبح الجامعات وساحاتها مكاناً لتصفية الحسابات".

وحمّل حمدان، أجهزة أمن السلطة المسؤولية الكاملة عما وصلت إليه الحالة في جامعات الضفة، مشدداً على أنها "تضرب النسيج الوطني في المجتمع الفلسطيني، فقد كانت الجامعات مصنعاً للرجال والقيادات والشهداء".

وأشار إلى أن حركة الشبيبة كانت سابقاً تأخذ قرارها بنفسها من خلال الطلبة القائمين عليها، لكنها اليوم باتت ترتهن لقرارات أجهزة أمن السلطة.

وجدد تأكيده أن المستفيد الأول من هذه المشكلات هو الاحتلال، خاصة أن الجامعات كانت تشكل خط دفاع أول مع الاحتلال، مستدركاً "لكنها أصبحت اليوم تتصادم فيما بينها على قضايا ليست لها قيمة، مثل رئاسة المجلس أو الانتخابات".

وطالب الناشط حمدان، أجهزة السلطة بضرورة الكف عن التدخل في شؤون الطلبة، وتعزيز الأمن والأمان لهم.

وختم حديثه "لا يجوز بأي حال أن تبقى أوضاع الجامعات على هذه الحال، ويجب تفعيل قوانين شديدة وصارمة ومحاسبة مرتكبي الجرائم".