أكد مدير وحدة مراقبة الاستيطان في معهد "أريج" سهيل خليلية أن المشاريع التي تعمل حكومة الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذها في مدينة القدس المحتلة من شأنها إعادة صياغة ورسم الشكل الديموغرافي والجغرافي في قلب المدينة وحولها.
وأوضح خليلية لصحيفة "فلسطين"، أن المشاريع الاستيطانية التي تُنفذ في مدينة القدس عالية الأهمية عند الاحتلال، حيث ستتوسع حدود بلديته في مدينة القدس وتضم تكتلات استيطانية ضخمة في شرق وشمال غرب، وجنوب غرب القدس.
وأضاف أن هذه المساحات الاستيطانية ستعمل على مضاعفة مساحة القدس التي يتبعها الاحتلال إداريا لبلديته، ما سينجم عنه جلب نحو 160 ألف مستوطن للمدينة المحتلة، وهو ما سيغير من ديموغرافيتها، لافتا إلى أن معظم المشاريع التي يتحدث عنها الاحتلال مشاريع قديمة كانت مجمدة أو أُنجز بعضها، وبدأ يستأنفها لتنفيذ مخططاته الاستيطانية.
وذكر أن الموقف الأمريكي وإن كان مناهضًا للمستوطنات غير الشرعية من وجهة نظره وهي التي يقيمها الاحتلال على أراضي الضفة الغربية وشرقي القدس، إلا أنهم طالبوا السلطة بالتعايش مع هذا الواقع والبحث عن طرائق للالتفاف حوله.
ونبه خليلية إلى أن العقلية الأمريكية دعت السلطة إلى القبول بالأمر الواقع في الاستيطان وغيرها من المواضيع الحساسة في القضية الفلسطينية، وهذا ليس جديدا على الموقف الأمريكي في كل ما يتعلق بالفلسطينيين وقضيتهم.
وأعرب عن أسفه لتلاشي الامتداد الإستراتيجي والعمق الإقليمي للفلسطينيين بالتدريج، وذلك من خلال حدوث تغيرات كبيرة على صعيد التطبيع مع الاحتلال وغيره من الأمور التي تحدث من تحت الطاولة، ما يضعف أي حراك يمكن أن يحصل من أي طرف فلسطيني.
وأكد أن الفلسطينيين يفقدون تدريجيًّا كل أسلحتهم الحقيقية لمواجهة انتهاكات الاحتلال، بسبب حالة الانقسام وتشتت الجبهات الداخلية، ما أتاح الفرصة لكثير من الدول بالتحجج بعدم قدرتها على تقديم المساعدة والوقوف مع الفلسطينيين، مشددا على أن الأمر بحاجة إلى حل جدي وليس تجميليًا، لإنهاء حالة الانقسام والتشرذم التي يعيشها الفلسطينيون.
وكان المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان بين أن حكومة الاحتلال تواصل تركيز نشاطاتها الاستيطانية في مدينة القدس، دون إبطاء وتيرتها في بقية محافظات الضفة الغربية.
ومن أبرز هذه المشاريع هو مشروع قديم أعاد الاحتلال الدفع به مجددا، يتضمن بناء مستوطنة جديدة تضم آلاف الوحدات السكنية والتجارية الاستيطانية على أراضي مطار القدس بمنطقة قلنديا شمال المدينة المقدسة.
وتُقدر المساحة التي ستقام عليها المستوطنة الجديدة بـ 900 دونم من أصل 1200 دونم، وهي المساحة الإجمالية لأراضي المطار، ومن المتوقع أن تتسع لـ 40 ألف مستوطن يتوزعون على 10 آلاف وحدة سكنية استيطانية.
كما يسعى الاحتلال إلى تعزيز الاستيطان في عدد من مدن الضفة الغربية كجنين ونابلس والخليل وبيت لحم وسلفيت وقلقيلية والأغوار، بإقامة مشاريع استيطانية جديدة يستولي من خلالها على آلاف الدونمات الفلسطينية.