فلسطين أون لاين

​"قاوم بصلاتك" حملة إسناد رمضانية للمسجد الإبراهيمي

...
الخليل - خاص "فلسطين"

بينما يشتدّ عود ارتياد المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل جنوب الضّفة الغربية، مع توالي أيّام شهر رمضان المبارك؛ لا يرى نشطاء مقاومة الاستيطان والناشطون المجتمعيون في الخليل بدًّا من استغلال هذا الحراك الرمضاني، لدفع عجلة وحراك التضامن مع المسجد الواقع تحت نير العزل والإخلاء لمصلحة المستوطنين؛ فأطلقوا حملة بعنوان: "قاوم بصلاتك".

وتستهدف الحملة بالدرجة الأولى رفع لواء حقّ إنساني يتمثل في الحقّ في الصّلاة والتنقل، للوصول إلى المسجد، مع ما يمارسه الاحتلال من حرمان لهؤلاء النّشطاء من الوصول لأداء الصّلاة تحت لواء هذه الحملة.

يقول النّاشط في حملة "قاوم بصلاتك" عبد الرحيم أبو حديد: "إنّ الحملة باتت سنوية، وتأتي في رمضان هذا العام للعام الرابع على التوالي، وتستهدف إحياء الذكرى الرابعة والعشرين لمجزرة المسجد الإبراهيمي، إضافة إلى تذكير المواطنين بمجزرة المسجد".

ويشير إلى أنّ مجزرة المسجد باتت مجزرة مستمرة، لأنّها ارتكبت بحقّ السكان، الذين مازالوا خاضعين تحت الإجراءات العسكرية المشددة، التي تحيط بهم وبالمسجد الإبراهيمي أيضًا، وتمارس صنوف شتّى من العقابات والاستهداف بحقّهم.

ويلفت أبو حديد إلى أنّ النّشطاء يحاولون الإشارة إلى أنّ هذه المجزرة لم تتوقف عند قتل المصلين فحسب، بل كانت مجزرة طالت الواقع التاريخي والسياسي والجغرافي في قلب مدينة الخليل.

وفيما يخصّ منعهم من الوصول إلى أداء الصلاة داخل المسجد يقول النّاشط: "إنّنا ذاهبون للصلاة ولا نريد أيّ شيء آخر، وهم ينتهكون هذا الحقّ الأساسي، وهو الحقّ في العبادة، وهذا إجراء يمارسه الاحتلال علنًا، كما بقية الحقوق الأخرى المنتهكة، كالحقّ في التنقل، والحقّ في التعليم، وغيرها".

من جانبه يرى النّاشط في مجال حقوق الإنسان فريد الأطرش في حديثه لـ"علم" أنّ الاحتلال لا يزال مستمرًّا في المجزرة بحقّ المسجد الإبراهيمي، وبحقّ سكان البلدة القديمة، في عمليات التهويد الجارية على الأرض.

ويتابع: "جئنا لنرفع الصوت عاليًا لوقف حالة التمييز العنصري التي يمارسها الاحتلال في هذا المكان، ومن أجل وقف سياسات الاحتلال بحقّ الأهل في البلدة القديمة بالمدينة، من حصار وتضييق واستيطان ومحاولات للطرد والإجلاء للسّكان عن منازلهم، فضلًا عن حرمانهم مختلف الحقوق المكفولة في القوانين والأعراف الإنسانية كافة".

ويشدّد الأطرش على أنّ هذه الإجراءات تتناقض مع كل القوانين والأعراف الإنسانية، داعيًا إلى تفعيل مختلف الأنشطة الشعبية والقانونية للتصدّي لها، والعمل على مجابهة المخططات، بهذا العمل الميداني، لفرض الوقائع على الأرض، معقبًا: "إنّ المطلوب هنا ممارسة الحقّ في التنقل والعبادة".

أحد المشاركين بالفعالية يقول: "جئنا إلى هنا لتذكر شهدائنا الذين ارتقوا في المجزرة، ولنؤكد تمسكنا بالبلدة القديمة، مع محاولات الاحتلال السيطرة عليها وعزلها وإخلائها من أصحابها الفلسطينيين".

ويلفت إلى أنّ المشاركين يحاولون ممارسة حقّهم الطبيعي في الصلاة والعبادة في هذا المسجد، مع إجراءات الاحتلال وتعدّياته ومحاولاته المستميتة لمنعها.