"أوميكرون عباس" المزمن متحور صك إذعان أوسلو وهو ليس مثيلا لأوميكرون وآخر متحورات كوفيد 19، فالأول لم يجد لقاحا وطنيا شافيا حازما، والأخير ما زال الأطباء يحاولون وقد عقدوا النية على مواجهته وقطع دابره.
ومنظمة الصحة العالمية، وحتى تقلل المضار غير الضرورية لتسمية الوباء باسمه الحقيقي وما يعنيه كي لا يُحدث صدمة صاعقة على التجارة، أو السياحة، أو السفر، وكذلك تجنب المس بأي مجموعة ثقافية، أو وطنية، أو عرقية، أو إقليمية، أو مهنية، ونحن أيضا وحتى نتجنب القول إن متحور عباس هو خيانة، وفضيحة، ويمس بكروموزوماته أبناءه، وعائلته، ومن حوله بأنهم عصابة مرتزقة، وكلاب أثر، وخونة أيضا.
بالنسبة لمنظمة الصحة العالمية فقد آثرت التسمية -استنادا إلى ما توافقوا عليه- بالذهاب إلى الأبجدية اليونانية فـ"الدلتا" هي الحرف الرابع، والأوميكرون هي الحرف الخامس عشر، وهنا حلوا المعضلة شكلا على الأقل، أما نحن فلم نزل نراوح مكاننا دون أن نجد طبيبا يدلنا على مخرج موائم لما نحن فيه من متوالية تتكاثر كلما اقتربنا من وأدها أو نكاد!
فلم يسعفنا الحل حين قلنا: يا عباس عد إلى حضن الشعب فهو حصنك الذي به تستجير وستجد فيهم حكيما تستشير، فأصر على اللجوء لبعض من يتمتعون بأنكر الأصوات، وهكذا!
وحين أذكر هذه الحقيقة المرضية أمامنا، فأنا لا أقترب أبدا من العائلة المالكة، فهي مصونة دوما كتقليد اجتماعي، ولا أقترب كذلك من امتدادها إذا كانوا متورطين في أفعال أبيهم أو أنهم يطمحون لوراثة أبيهم كما حال كثير في نظامنا العربي، ولا أغمز هنا إلى مرافقة ياسر عباس لأبيه محمود في الوفد الرسمي إلى قطر، إلا إذا كان له تاريخ رياضي حافل كجبريل الرجوب مثلا وهم في الدوحة لحضور دورة الرياضات العالمية!
ولكن الأهم هنا هو: إلى أين ستأخذنا جائحة سلطة فتح كرزاي ونحن نطوي كل يوم واحدا أو أكثر من ضحايا هذا الوباء المعدي الذي يضرب كل يوم واحدة من مدننا المحتلة على طول الضفة الفلسطينية وعرضها دون أن يكون لأي من اللقاحات التي جربتها الفصائل أثرا يذكر حتى اللحظة وللأسف ما يشير إلى أنها لم تكن مجدية أو ناجعة حتى اللحظة.
لقد حاول الكثير من شركات الأدوية والصيدلة والجامعات اختراع لقاح ينهي هذه الجائحة الممتدة بمتحوراتها، وكان من بينها: إسترا زينيكا، وفايزر، ومودرنا، وجونسون أند جونسون، وجلاسكو سميث وجلعاد الأميريكية، نجح بعضها ولو في الحد من انتشارها.
وحتى اللحظة تحاول الفصائل وتحديدا تلك الحية والفاعلة منها تجريب فتاواها والكثير من تصريحاتها ولكنها لم تقترب بعد من إيجاد الحلول المناسبة والفعالة أو التوحد على ما يمكن أن يشل أو حتى يضعف من الفعل الآسن والهدام لوباء سلطة عباس ببتر هذا العضو السرطاني حتى يتطهر هذا الجسد من هذا المتحور المدمر والخطير الذي يتجاوز كل القيم والأعراف الدينية والوطنية والأخلاقية.
لقد تابع شعبنا الفلسطيني المرابط الصامد والصابر ما قد ارتكب منذ يومين من عدوان آثم مجرم حين انتهكت كلاب الأثر السائبة لماجد فرج وحسين الشيخ وعرابهم عباس حرمة بيت المحرر المجاهد إسلامبولي بدير وسط مدينة طولكرم، على مرأى ومسمع من الجميع، وقد قالت زوجته الصابرة المحتسبة، إن ملثمين اختطفوا زوجها بعد أن أوسعوهم ضربا وأمام طفلتهم التي لم تتجاوز الرابعة على الرغم من محاولتهم الدفاع عن أنفسهم أمام الهمجية الخرقاء لهؤلاء الساقطين الرعاع، التي لم يرتكب بمثل فظاعتها دمويو جيش الاحتلال النازي الكولونيالي، وكيف وصل قطعان هؤلاء السفلة إلى هذا الحد من الحقد وعمى الكراهية، وهذا الاستحمار والاستذلال الأسود لعدو يدوسهم على مدار الساعة!
وتؤكد الزوجة المكلومة أنه تم اعتقال زوجها المجاهد إسلامبولي على يد هؤلاء المارقين القتلة أكثر من ثلاثين مرة، نعم تذكَّروا، أكثر من ثلاثين مرة ولم تلن له قناة، وهي واحدة من مئات تعرضن لهذا العذاب الإنساني ولآلاف يقبع أزواجهن اليوم وبعضهن لعقود في براثن موت المجرم عباس وزبانيته ومعتقلات العدو الصهيوني.
وتختم زوجة البطل: ما ضاع حق وراءه مطالب، وهي على ثقة أن أبطال المقاومة في ضفة يعبد القسام يعيشون بين مطرقة الاحتلال الصهيوني الظالم وسندان القتلة في مقاطعة عار أوسلو وأزلام عباس وأدواته الأرخص لإرضاء سيدهم النازي.
إن ما يقوم به مستعربو زمرة عباس يقتضي ردا حاسما يلجم ويوقف هذا المد الوبائي حتى لا يصيب أحدا بآثاره القاتلة، وحتى يعلم الذين يلوثون مجتمعنا التقي النقي الطاهر من هذا الخبث إلى أي منقلب سينقلبون.
كما أنه بات ملحا الابتعاد عن التوصيفات "الدقيقة" ولكنها لا تغني ولا تسمن من جوع، كما حين يقال: "إن ما يجري هو عمل جبان، ومدان، ولا يمت لأخلاق شعبنا، ووو، وهذا كله صحيح وفي الصميم، ولكنه إن لم ينتقل إلى واقع الفعل الملموس فلا قيمة له، وسيبقى ظاهرة صوتية خاوية!
أعتقد أنه من واجبنا أن نسمي الأشياء بمسمياتها، ونقدم لها علاجها الذي تستحقه وأن نكف عن الصراخ مهما كان صاخبا بأن ما يجري لا يخدم إلا المحتل!! نعم هذا صحيح، ولكن من يفعله يعلم أنه خائن وعميل وأداة لهذا المحتل، وهم يعملون بفاعلية وسط قلعتنا، وبين ظهرانينا، وهم الذين يطعنوننا في الظهر وغالبا من أمامنا وفي القلب!
لقد أزفت الساعة، وحان الحين لقبر آثامهم وولوغهم في دمنا، فقد هاجم هؤلاء الأنذال وأهانوا واعتقلوا المحرر إسلامبولي تماما في الوقت الذي كان فيه حلفاؤهم في جيش الاحتلال النازي الكولونيالي يقتحمون منزل الشيخ عمر بدير ويعتقلون ابنيه مصطفى وبراء!
أليس هذا هو التقاسم الوظيفي، واستمرار عمليات الاختراق والاسترقاق للأحرار، بل والقتل كما فعلوا مع الشهيد وابن الشعب الفلسطيني البار والبطل نزار بنات الذي آثر الاستشهاد دفاعا عن كرامة هذا الشعب الذي ابتُلي بوباء هذه الآفة الخائنة.
إن الأيتام من أبناء شهداء هذا الشعب وأطفال أسراه في زنازين التحقيق لسلطة عبيد الاحتلال وفي مقابر معتقلات العدو الصهيوني يقولون لكم، لقد طال انتظاركم كي تدكوا حصونهم المتهاوية، بل ويذكرونكم بأن أبناء نيلسون مانديلا في المؤتمر الوطني الإفريقي لم يهادنوا نظام التمييز العنصري، بل حاصروه وعزلوه حتى أسقطوا أركانه على رؤوس قاطنيه، وهكذا كان تاريخ كل حركات التحرر الوطني التي انتصرت.
رحم الله الشهيد صلاح خلف الذي قال: سيأتي اليوم الذي تصبح فيه الخيانة وجهة نظر، وهكذا غادرنا أبو إياد وأبو جهاد وعلى رأسهما الشهيد الكبير يأسر عرفات وكثير غيرهم اغتالتهم أيادي الجبناء الخونة التي اختطفت حركة فتح من تاريخها الوطني المعبّد بدماء العشرات من الفرسان العظام، حركة تقود اليوم قضيتنا الوطنية إلى متاهات التفاوض والتخابر الخياني.
إن ما جرى في طولكرم وما يجري في جنين وفي كل الوطن المحتل يقول: أيها المقاومون الأبطال، يا رجال القسام والسرايا، يا أبطال المقاومة الوطنية، وفرسان الشهيد "أبو علي" مصطفى، ويا أيها المجاهدون، وأبناء المقاومة الشعبية... اتحدوا على قلب رجل واحد، وتقدموا، ودكوهم، وليصبحوا أثرًا بعد عين، أما أسيادهم فإن وعد الله لهم بالمرصاد، وعلى أياديكم تتبرون ما علوا تتبيرا.