فلسطين أون لاين

تقرير "مسيرة الأعلام".. محاولة إسرائيلية لاستعادة الهيبة المفقودة في "سيف القدس"

...
صورة أرشيفية
غزة/ جمال غيث:

يحاول الاحتلال الإسرائيلي جاهدًا من خلال "مسيرة الأعلام" المقرر تنفيذها من جماعات صهيونية متطرفة الأحد المقبل في مدينتي اللد والرملة داخل الأراضي المحتلة عام 1948، استعادة هيبته التي فقدها في معركة "سيف القدس" في مايو/ أيار الماضي، وفشل مشروعها في معركة "كي الوعي" الفلسطيني.

وتعد "مسيرة الأعلام" في مدينتي اللد والرملة، وفق مختصين، محاولة إسرائيلية جديدة للنيل من الفلسطينيين هناك، ومنع الانتفاض بوجه الاحتلال في معارك مقبلة مع المقاومة الفلسطينية، ودفعهم للهجرة قسرًا من أراضيهم.

وإفشال نوايا الاحتلال يتطلب وحدة الفلسطينيين، وتوفير مقومات الدعم والصمود، وتنشئة الأجيال على حب فلسطين، وأن الاحتلال هو من سلب الأرض وطردهم من ديارهم، وفق المختصين.

ورأى المختص في الشأن الإسرائيلي وديع عواودة أن "مسيرة الأعلام" محاولة إسرائيلية للنيل من الفلسطينيين المقيمين في الداخل المحتل بسبب انتفاضهم في وجه الاحتلال خلال معركة "سيف القدس"، التي خاضتها المقاومة في غزة دفاعا عن القدس والمسجد الأقصى، واستمرت 11 يومًا.

وقال عواودة لصحيفة "فلسطين": بعدما فشل الاحتلال طوال السنوات الماضية في تدجين الفلسطينيين وكي وعيهم بقضيتهم، يحاول استخدام القوة ضدهم لمنعهم من الانتفاض في وجهه مجددًا، ومنع تكرار ما حصل خلال معركة "سيف القدس"، وانتفاض سكان الداخل المحتل وطرد المستوطنين من المدن المحتلة.

وأضاف أن المسيرة وسيلة ضغط جديدة يلجأ لها الاحتلال مستخدمًا في ذلك الجماعات الصهيونية المتطرفة، بحماية جنوده، للنيل من صمود وعزيمة الفلسطينيين هناك، ولتأكيد وجوده، وأن ما يعرف بالمدن المختلطة التي يقيم فيها مستوطنون وفلسطينيون، تخضع لسيطرته التامة.

وأشار إلى أن الاحتلال ومستوطنيه يحاولون من خلال تلك المسيرة دفع الفلسطينيين للهجرة قسرا من أراضيهم، ومنع أي محاولات فلسطينية لرفض القرارات والقوانين الإسرائيلية التي تفرض عليهم بالقوة، التي تخالف كل الأعراف والقوانين الدولية.

ودعا الفلسطينيين في الداخل المحتل إلى التوحد لصد تلك المسيرات وإفشال مخططات الاحتلال للنيل من صمودهم، وتوعية الأجيال بحب فلسطين وأنهم أصحاب الأرض الأصليون.

رسالة إسرائيلية

ويتفق المختص في الشؤون الإسرائيلية عليان الهندي مع سابقه، إذ رأى أن المسيرة رسالة إسرائيلية للفلسطينيين، لإخضاعهم لسياسة الأمر الواقع، وعدم مخالفة السياسات الإسرائيلية أو الخروج عنها، ومحاولة لاستعادة هيبته التي فقدها في معركة "سيف القدس".

وقال الهندي لـ"فلسطين": إن التحريض الإسرائيلي ضد سكان الأراضي المحتلة عام 1948 لم يتوقف في يوم من الأيام، بل زاد بعد أحداث معركة "سيف القدس" وانتفاض الفلسطينيين ضد الاحتلال، وما كشفته من فشل مشاريعه في تجهيلهم وإشراكهم في المجتمع الإسرائيلي.

وأضاف أن الاحتلال جند المئات من المستوطنين طوال الفترات الماضية في جميع المناطق لتنفيذ اعتداءات على الفلسطينيين ودفعهم للهجرة قسرا من أراضيهم، ومنع نموهم الديموغرافي في المناطق المشتركة كاللد والرملة ويافا وحيفا وعكا والقدس والخليل.

وبين أن الاحتلال حاول إقامة مشاريع عديدة لسكان الداخل المحتل لقتل روح النضال في نفوسهم، كإشراكهم في الحياة السياسية، معتقدا بذلك أنهم سينسون قضيتهم، لكن "سيف القدس" أظهرت ولاء الفلسطينيين لقضيتهم.

وبين أن مخاوف الاحتلال تزايدت في الآونة الأخيرة، وبات يخشى من عودة المدن المحتلة لأصحابها الأصليين، لذلك يحاول ممارسة التضييق على الفلسطينيين ودفعهم للهجرة إلى ثلاثة أماكن اقترحها رئيس وزراء الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو خلال فترة حكمه، لإضعاف الوجود العربي وسهولة السيطرة عليه.

وحث الفلسطينيين على التوحد ومواجهة تلك المسيرات وعدم التهاون معها، وإيجاد السبل المناسبة لمنع محاولات الاحتلال طمس هويتهم وقتل روح النضال في صفوفهم.