فلسطين أون لاين

منازل "الشيخ جراح" تتحول إلى منصات ثقافية لإحياء التضامن

...
القدس-غزة/ مريم الشوبكي:

تحولت بيوت الشيخ جراح المهدد بالإخلاء إلى محاضن ثقافية، تحتضن أي فعاليات ترغب المؤسسات بتنظيمها.

تخلل اليومَ الأول لفعاليات "شارع حي الشيخ جراح" التي انطلقت السبت الماضي، افتتاحُ بازار يحمل اسم الحي نفسه، وعرض موسيقي، وآخر ثقافي شمل عرضًا لفيلم "لن نرحل" الوثائقي.

ويقول القائمون على الفكرة إنهم يريدون تقريب الناس أكثر، وإعادة إحياء أنشطة التضامن الشعبي مع قضية الحي الذي تهدد سلطات الاحتلال بإخلاء العشرات من المنازل فيه لمصلحة المستوطنين.

ويقول كرمل القاسم من داخل بيته المهدد بالإخلاء: "نهدف من هذه الفعالية إلى فتح بيوتنا للناس لتتقرب منا أكثر وتتعرف إلينا بإقامة فعالياتهم الثقافية والفنية، وهي دعوة لكل المؤسسات والنشطاء لإجراء أي نشاط يريدونه".

ويضيف القاسم لـ"فلسطين": "نسعى لخلق حركة وجذب لنا نحو الشيخ جراح، وعدم نسيان قضيتنا العادلة، فجميع أهالي الحي يعيشون في خطر كبير وهذه الوسائل والطرق نقيمها من أجل المحافظة على بقائنا في بيوتنا".

واستضاف منزل عائلة الداودوي بازار حي الشيخ جراح، وفي منزل عائلة القاسم عُرِض فيلم وثائقي عن الحي حمل اسم "لن نرحل"، وفي بيت آخر نظم معرض للرسوم الكاريكاتورية، وعلى جدران بيت آخر عقلت قطعة قماش من أجل كتابة رسائل لأهالي الحي.

ويشير القاسم إلى أنه داخل بيته حضر مخرج فيلم "لن نرحل" رائد دزدار، وناقش مع الحضور الفيلم وشهد النشاط الثقافي تفاعلًا لافتًا مع الفيلم.

ويوضح أن الفعاليات الثقافية ستقام دوريًّا، للمحافظة على حالة التضامن الشعبي مع أهالي الحي، وستُعرض مسرحيات، وفقرات فنية، في المدة القادمة.

ويتوقع أن تشهد هذه الخطوة تفاعلًا كبيرًا من المتضامنين مع أهالي حي الشيخ الجراح، إذ سيفتح أهالي الحي بيوتهم للفعاليات الصباحية بما لا يؤثر في أعمال الناس وانشغالاتهم.

ومضى إلى القول: "يمكن لأي مؤسسة أن تعقد دورات تدريبية في الصباح وممارسة أنشطتهم اليومية، وفي المساء يمكنهم عرض أنشطة ترفيهية".

ويوضح القاسم أن الهبة الجماهيرية والإعلامية التي خاضها أهالي الحي في إبريل ومايو الماضيين، خلقت نوعًا من الضغط العالمي على الاحتلال الإسرائيلي، "لذا نريد أن نعيد اسم الشيخ جراح إلى الواجهة مرة ثانية".

ويطالب القاسم فلسطينيي الداخل المحتل والعالم أجمع، بالوقوف مع أهالي حي الشيخ جراح، لما له من رمزية عالية، لجميع قضايا التهجير القسري التي يمارسها الاحتلال على كل المناطق الفلسطينية.

مبادرة شبابية

ومن جهته يقول عارف حماد صاحب أحد البيوت المهددة بالإخلاء: "القائم على هذه الفعاليات هم شباب الحي ونحن نساندهم فيما يفعلونه، فالهدف الأساسي هو الإبقاء على حالة التضامن الشعبي والعالمي مع أهالي الحي".

ويضيف حماد (70 عامًا) لـ"فلسطين": "نتائج الافتتاح مميزة ووجدنا تفاعلًا وحضورًا كبيرين، وسنكرر الأمر دوريًّا، من أجل جلب المتضامنين للحي وإقامة فعالياتهم فيه".

ويؤكد أن الحق لن يضيع ما دام وراءه مطالب، "لذا ندعو جميع المؤسسات منها حقوق الإنسان، بالوقوف مع أهالي الشيخ جراح في مقاومتهم السلمية".

ويختم حديثه: "نطالب الجميع بالوقوف مع الحق، فنحن سكنَّا ضمن اتفاقية مع الحكومة الأردنية ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)".

وتدرك عائلات الشيخ جراح مدى أهمية التضامن الشعبي معها، وتأثيره على هذه القضية ولا سيما أنها ما تزال تنتظر قرار محكمة الاحتلال الإسرائيلية العليا بعد أن رفضت هذه العائلات مقترحًا لتسوية قدمته المحكمة يتم بموجبه إلغاء أوامر الإخلاء على أن يحول السكان المقدسيون إلى مستأجرين لمنازلهم، وهو ما رفضته تلك العائلات بشكل قاطع.

المصدر / فلسطين أون لاين