عاد الدولار للارتفاع بعد أن هبط قبل أيام لأدنى مستوياته أمام الشيقل. قالوا إن الارتفاع جاء بسبب احتمالات اندلاع حرب مفاجئة بين (إسرائيل) وإيران. ربما كانت هناك أسباب أخرى، ولكن ما يعنينا هنا هذا السبب فحسب، لأن الأسباب الأخرى تعني رجل الاقتصاد، وما يعنيني هنا هو الجانب السياسي.
ما فتئت قيادات إسرائيلية وزارية وغير وزارية تدلي بتصريحات ساخنة عن إتمام استعدادات (إسرائيل) لتوجيه ضربة سريعة للمنشآت النووية الإيرانية. بعض المصادر الأمريكية المنخرطة في هذه اللعبة تسأل: هل لدى (إسرائيل) الإمكانات اللازمة للقيام بهذا الهجوم المباغت؟! وهل تملك معلومات كافية عن أماكن التصنيع؟!
هذه الأسئلة وغيرها تعرضت لها الصحافة الأمريكية، وجاءت الإجابات رمادية غالبًا تجمع بين وجود القدرة، وحاجة (إسرائيل) لأشهر إضافية للإعداد، وكأنه ثمة تصريحًا أمريكيًّا مبطنًا بالموافقة على الضربة الإسرائيلية!
الحديث عن تداعيات هجوم إسرائيلي على إيران لم تتعرض له الصحف الأمريكية والعبرية بشكل مفصل، وجاء البيان مجملًا من إيران نفسها بتهديد الأعداء بنيران لا تنطفئ، وبنهاية لوجود (إسرائيل)!
ما من شك أن إيران لن تقف مكتوفة الأيدي، أو متفرجة، إذا ما باغتتها (إسرائيل) بهجوم مفاجئ، وأحسب أن لدى إيران قدرات عسكرية ذات مغزى وقادرة على إيلام المعتدين، وتدفيعهم ثمن عدوانهم، وهذا في الوقت نفسه سيشعل نارًا كبيرة في المنطقة لها بداية معلومة، وليس لها نهاية معروفة!
هذا سيناريو خطير، وخطير جدًّا، ولكن فيه نظر ولا سيما في إمكانية حدوثه الآن أو في الفترة القريبة، وذلك لأن كل المعطيات الموضوعية تقول إن إيران بعيدة مسافة طويلة عن إنتاج سلاح نووي، وعليه فإن التهديدات التي تنطلق الآن تستهدف في تقديري للموقف ابتزاز إيران لتقديم تنازلات في الملف في مفاوضاتها مع أمريكا، وهي تنازلات تستهدف إرضاء (إسرائيل) قبل تحقيق مصالح أمريكا. إن المعركة الإعلامية الدائرة هي لعبة شراكة بين (إسرائيل) وأمريكا، وتساندها مؤسسات إعلامية قوية داخل البلدين، وخارج البلدين من حلفاء الدولتين، وربما كان لدول عربية شراكة إعلامية في هذه المعركة. ومع ذلك فالحذر واجب.