يواجه العدو الإسرائيلي تحديات كبيرة تجعله عاجزا عن توفير الأمن لجنوده ومستوطنيه على الرغم من كل التدابير والاحتياطات التي يتخذها في كل المناطق، ومن أبرز هذه التحديات (العمليات الفردية) لكونه لم يفلح حتى الآن في وقفها في ظل استمرارها في التنامي بصورة زائدة وغير مسبوقة، ففي كل مرة يتلقف ضربات مختلفة بوسائل عدة يستخدمها المنفذون تتنوع ما بين الطعن، وإطلاق النار، والدهس، الأمر الذي يؤدي لإرباك صفوف جنوده ومستوطنيه ويزيد من حالة الغضب ضد حكومة الاحتلال ومنظومتها الأمنية؛ بسبب عجزها التام عن وقف الهجمات.
هذه الهجمات شكلت معضلة حقيقية يصعب القضاء عليها لاعتبارات مختلفة: 1- بسبب عدم ارتباطها بخلايا تنظيمية كبيرة، 2- صعوبة التنبؤ بها لأنها ترتبط بنوايا الشخص ذاته، 3- قدرة الفرد على التمويه وإمكانية إخفاء أدواته التي ينوي استخدامها، 4- صعوبة الحصول على أي إنذارات ساخنة من الأراضي الفلسطينية لأن فريق التنسيق الأمني لا يستطيع كشف نوايا ودوافع الأشخاص في ظل تركيزه على نشطاء الفصائل، 5- تنفيذ العمليات من قبل أشخاص لا تدور حولهم الشبهة ولا يكونون تحت الملاحظة والمتابعة الأمنية إلا القليل منهم، 6- بعض العمليات تتم كردة فعل فوري ودون تخطيط مثل عمليات الدهس.
وعليه فإن هذه الاعتبارات تجعل مهمة الأجهزة الأمنية للاحتلال (عسيرة)، فلا يمكن متابعة كل شخص على حدة، ومن الصعب جدا رصد سلوك ونوايا الأفراد في كل لحظة، وهذا بدوره يعطي "العمليات الفردية" ميزة خاصة في توجيه "ضربات متتالية" في العمق الصهيوني حسب رغبة المنفذ، فهو من يختار طريقته، ويحدد هدفه دون أن يعوقه شيء، وهذا بدوره يزيد من مستوى الخوف لدى قيادات العدو التي تعتقد أن استمرار مثل هذه العمليات يمكن أن ينقل المشهد (لمراحل خطرة)؛ إذا ما تطورت طرق تفكير هؤلاء المنفذين ووسائلهم المستخدمة، سواء من ناحية اختيار الأهداف أو الأسلحة فضلا عن طرق التمويه؛ بمعنى أن العمليات الفردية قد تطيح بشخصيات صهيونية كبيرة في ظروف غير متوقعة.
فيمكن تنفيذ مهمة اغتيال "لقيادي سياسي"، أو "أمني"، أو "مرجعية دينية" يهودية بسهولة حال توفرت طرق تمويه مناسبة من قبل فدائي فلسطيني إذا ما تنكر بزي يهودي أو بزي جندي أو ضابط أمن، الأمر الذي يمكنه من تجاوز الاحتياطات الأمنية والوصول لأهداف إستراتيجية، وحينها تكون الخسارة في صفوف الاحتلال كبيرة ونوعية، وهذا أحد أهم (السيناريوهات المرعبة) التي تساور العدو ويخشى من الوصول إليها في أي لحظة، لذلك: فإن العدو الإسرائيلي زاد مؤخرا من إجراءات الفحص والتدقيق خشية من تسلل أي فدائي فلسطيني متنكرًا بين صفوف الجنود والمستوطنين.
هذه الظروف التي يعيشها العدو الإسرائيلي في ظل خوفه وارتباكه تدفعنا لتصعيد العمليات الفردية وتحفيز الشباب لاستهدافه في كل مكان بالوسائل المتاحة، بل والعمل على تطوير هذه الأدوات بما يحقق أكبر الخسائر في صفوف العدو لتحقيق عدة أهداف: 1- إجباره على وقف جرائمه وعدوانه بحق الفلسطينيين، 2- تدفيعه الثمن ورفع كلفة الاحتلال، 3- تذكير العالم بأننا نناضل لطرد الاحتلال وأنه لا يمكن القبول بواقع الاحتلال، 4- جعل أرض فلسطين مقبرة للجنود والمستوطنين وليست نزهة، 5- النيل من أمنه وجعله في حالة استنزاف دائمة، 6- دفع المستوطنين للرحيل ووقف الهجرات الجديدة.
لذلك فإننا بحاجة (لإستراتيجية وطنية)، تستهدف زيادة وتيرة هذه العمليات، وترفع من مستوى الدافعية للشباب، وتجعلهم في حالة من التزاحم للنيل من العدو الإسرائيلي، وتضمن تنفيذ عمليات نوعية، ويمكن ذلك: من خلال الإعلان عن حالة من التعبئة العامة في وسائل الإعلام الرسمية، ووسائل التواصل الاجتماعي، من خلال الاستمرار في عرض جرائم العدو، ومخاطبة الشباب للثأر والرد على الجرائم، ونشر مواد مختلفة تقدم شروحات عن كيفية تنفيذ عمليات ضد أهداف العدو، ويمكن عرض وسائل التمويه، وطرق استخدام السلاح، وكذلك العرض الدائم لصور الجنود القتلة والمستوطنين الذين يستهدفون الأطفال والنساء؛ كي يستدل عليهم المنفذون ويعدونهم أهدافا ساخنة تتطلب الاستهداف كأولوية في العمليات.