فلسطين أون لاين

يتعرضون لاعتداءات بالنيران ويجبرون على عبور طرق وعرة

تقرير طلبة اللِبَن الشرقية والتعليم في دائرة استهداف الاحتلال وقطعان مستوطنيه

...
صورة أرشيفية
نابلس-غزة/ أدهم الشريف:

ما إن يأتي موعد انطلاق طلبة المدارس إلى مقاعدهم في مدارس قرية اللبن الشرقية قضاء نابلس في شمالي الضفة الغربية المحتلة، حتى تبدأ مشاعر القلق والخوف تداهم رجا عويس وزوجته، خشية على نجليهما عمر ومحمد، من أي مساس بهما من قوات الاحتلال ومستوطنيه.

وهذان الطالبان في الصف التاسع والثانوية العامة في مدارس القرية، هما اثنان فقط من أصل قرابة ألف طالب يتعرضون لاعتداءات وانتهاكات مستمرة ينفذها المستوطنون أو جنود جيش الاحتلال أو الاثنان معًا تحت حراسة مشددة يوفرها الجنود لقطعان المستوطنين.

ويقول عويس لصحيفة "فلسطين": إننا نعيش أجواءً من القلق والرعب على أبنائنا بسبب انتهاكات الاحتلال بحق طلبة المدارس وسير العملية التعليمية.

وأضاف: "إن الاحتلال يصعد انتهاكاته باستمرار ضد الطلبة، حتى وصل الأمر إلى سد الطرقات أمام الطلبة وإطلاق النيران وقنابل الغاز لإجبارهم على اتباع طرق التفافية بعيدة جدًّا، المرور عبرها يستغرق وقتًا طويلًا ويتخلله مخاطر كبيرة".

ويضطر نجلاه ومئات الطلاب والطالبات في كثير من الأحيان إلى عبور طرق زراعية جبلية للوصول إلى مقاعد الدراسة، كما يقول عويس، يتخللها اعتداءات ويندلع على إثرها مواجهات يطلق في أثنائها جنود الاحتلال نيران أسلحتهم الرشاشة وقنابل الغاز المسيل للدموع.

وتقع قرية اللبن الشرقية على مسافة 22 كم للجنوب من نابلس، ويربطها طريق قصير طوله 500 متر بطريق نابلس-القدس، تبلغ مساحتها الكلية 12500 دونم، في حين أن المساحة العمرانية تصل إلى 360 دونمًا.

ومدارس اللبن الشرقية، (3) هم؛ السادية اللِبَن، واللِبَن الثانوية، والساوية، اثنتان منها للطالبات وواحدة للطلبة، ويتوزع فيها قرابة ألف طالب وطالبة

يدير نشطاء على موقع "فيس بوك"، صفحة ينشرون عليها ما يتعرض له أهالي القرية وطلبة المدارس من انتهاكات إسرائيلية مستمرة منذ سنوات طويلة.

وتصاعدت هذه الانتهاكات في الأشهر الأخيرة وتحديدًا منذ آب/ أغسطس الماضي.

ونشر نشطاء الصفحة، صورة طالب الثانوية زيد سلامة جهالين، وهو ممدد على سرير للعلاج، إذ ظهر مغطى الرأس باللفافات والضمادات البيضاء بعد إصابته في الجمجمة وجرح أسفل العين، نتيجة استهداف الاحتلال والمستوطنين المتعمد للطلبة.

وقال طلال عزام أستاذ التاريخ في مدرسة السادية اللبن، والمسؤول عن رصد الانتهاكات التي يتعرض لها الطلبة: إن قوات الاحتلال والمستوطنين ينفذون انتهاكاتهم انطلاقًا من ذرائع وهمية، بهدف تعطيل المسيرة التعليمية.

وأضاف لـ"فلسطين"، وهو متطوع في منظمة "بتسيلم" الإسرائيلية، أن الاحتلال يلجأ إلى إغلاق الطرقات أمام الطلبة في أثناء ذهابهم وإيابهم من وإلى المدارس، وتندلع مواجهات ضد جنود الاحتلال والمستوطنين، وعلى إثر ذلك أيضًا يلجأ الطلبة إلى سلوك طرق جبلية وعرة.

وأشار إلى أن هذا المشهد يتكرر منذ سنوات طويلة، إذ أنشئت مدرسة السادية اللبن، قبل إنشاء ما يسمى (إسرائيل)، وخرجت عشرات آلاف الطلبة.

وبيَّن أن هذه الانتهاكات تسببت بتداعيات خطيرة على العملية التعليمية، وينجم عنها في أحيان كثيرة إغلاق المدارس حال تصاعدت المواجهات بين الطلبة من جهة وجنود الاحتلال والمستوطنين من جهةٍ أخرى.

وطالب فئات الشعب جميعها بضرورة مساندة أهالي اللبن الشرقية، وطلبة المدارس وتمكينهم من مواجهة الاحتلال حرصًا على استمرار العملية التعليمية التي يتطلع المستوطنون وبحراسة جيش الاحتلال إلى تعطيلها بالكامل.

وتلجأ إدارات المدارس الثلاث إلى تنظيم جلسات دعم نفسي للطلبة، وخاصة فئة الطالبات، بهدف تقليل نسبة الخوف لديهم، وتشجيعهم على الاستمرار في التعليم رغم تصاعد انتهاكات الاحتلال.

من جهته، قال رئيس مجلس قروي الْلِبَن الشرقية يعقوب عويس: إن تعمد استهداف الاحتلال للمدارس الثلاث، لهدف وحيد وأساسي بالنسبة لهم، وهو الاستيلاء والسيطرة عليها وتحويلها إلى مدارس يهودية للمستوطنين.

ونبَّه عويس لصحيفة "فلسطين"، إلى حملات تحريض واسعة ينفذها المستوطنون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تثبت تطلعاتهم إلى السيطرة على المدارس وتحويلها لمراكز ومدارس خاصة بهم.

وأكد أن الاحتلال يسعى إلى مصادرة حق الطلبة الفلسطينيين في التعليم ووقف المسيرة التعليمية من خلال الاستهداف المباشر يوميًّا.

وذكر أن مواجهات اندلعت، مؤخرا، نجم عنها إصابة أكثر من 150 طالبًا وطالبة، غالبيتهم بالاختناق، في حين نقلت 20 حالة منها على الأقل إلى المستشفيات لتلقي العلاج بعد إصابتهم في منطقة الرأس، وذلك على إثر اندلاع مواجهات بعد هجوم أزيد من مئة مستوطن على مدارس الطالبات.

وبيَّن عويس أن لدى أهالي الطلبة حالة قلق وفزع شديدة على أبنائهم وبناتهم بسبب الهجوم المستمر من المستوطنين بحماية جنود الاحتلال عليهم، وكثيرًا ما تلجأ إدارات المدارس إلى تعليق الدراسة.

لكن في مقابل ذلك، شدد عويس على أن الأهالي والمجلس القروي وإدارات المدارس، سيبذلون ما بوسعهم في استنفاذ كل الوسائل المتاحة من أجل استمرار العملية التعليمية كما سارت في السنوات الماضية رغم نيران الاحتلال واعتداءات قطعان المستوطنين.