فلسطين أون لاين

تحتجزه سلطات الاحتلال

عائلة "العمور" تطالب بتدخل دولي للإفراج عن جثمان ابنها الشهيد

...
تصوير/ محمود أبو حصيرة
غزة/ صفاء عاشور:

بعيون ذابلة تحمل هموم الدنيا بأكملها، تقف "غادة أبو جامع" خطيبة الشهيد سامي العمور أمام مقر الصليب الأحمر تحمل صورته واسمه الذي سبقه لقب "شهيد"، ولم تكن تتصور يومًا أن ينتهي صبرها على سنوات الاعتقال الطويلة بوفاة العمور داخل معتقله في سجون الاحتلال.

كانت تُمني نفسها بيوم اللقاء والاجتماع مع خطيبها ولكن كان للاحتلال رأي آخر، فبعد أشهر خاض فيها الشهيد إضرابًا عن الطعام احتجاجًا على اعتقاله الإداري، ارتقى العمور شهيدًا وذهب معه كل أمل بلقاء بين الأحبة.

ورغم استشهاده فإن الاحتلال الإسرائيلي يرفض تسليم جثمان العمور، ما غرس غصة جديدة ونغص على عائلته راحتهم، بتوديعه ودفنه بطريقة لائقة حسب الشريعة الإسلامية.

وقالت خطيبته غادة لصحيفة "فلسطين": "يكفي أنه مات وهو داخل السجن ونحن لم نرَه منذ سنوات طويلة، والآن يحرموننا من لقائه بعد موته"، مطالبةً جميع المسؤولين والجهات الحقوقية والدولية بالضغط على الاحتلال للإفراج عن جثمان خطيبها وإرجاعه إلى أهله لإلقاء نظرة الوداع عليه.

مذكرة ضغط

من جانبه، سلم رئيس مجلس عشائر البادية والمتحدث باسم عائلة الشهيد سامي، عودة العمور، مذكرة للصليب الأحمر تطالب بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتسليم جثمان ابنها الشهيد.

وأوضح خلال مؤتمر صحفي لعشيرة العمور بالتعاون مع القوى الوطنية والإسلامية، عقد أمس، أمام مقر الصليب الأحمر بمدينة غزة أن مطالباتهم تشمل المرضى الأسرى الذين يعانون الموت البطيء نتيجة الإهمال الطبي والإفراج عن المعتقلين الإداريين المضربين عن الطعام منذ أكثر من مائة يوم إضافة إلى الإفراج عن الأسرى الأطفال والنساء.

وأكد العمور أن الأسرى في عيون كل فلسطيني ولن ينساهم أحد وأن آلامهم هي آلام الشعب الفلسطيني كله ولا يمكن أن يتركوا فريسة للاحتلال الإسرائيلي، لافتًا إلى أن العائلة ستُطرق كل الجدران حتى يتم الضغط على الاحتلال للإفراج عن جثمان نجلها الشهيد.

ودعا العمور الهيئات الدولية العمل التواصل مع الاحتلال للعمل على تحقيق هذا المطلب، حتى تستطيع عائلته دفنه بكرامة.

في السياق ذاته، أوضح المتحدث باسم لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية القيادي في حركة حماس، زكي دبابش أن عائلة الشهيد سامي العمور توجد في خيمة اعتصام الأسرى الأسبوعية من أمام الصليب الأحمر للمطالبة بالإفراج عن جثمانه وإرساله إلى ابنه.

وبين في حديث لـ"فلسطين" أن ما تعرض له الأسير العمور هو عملية اغتيال بامتياز إذ تعمد الاحتلال الإسرائيلي تعريضه لظروف قاسية على صحته من احتجاز لساعات طويلة على معبر بئر السبع وعدم إرساله للمستشفى حتى أشرف على الموت.

ونبه دبابش إلى أن العمور وصل إلى المستشفى وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة ليكون ما تعرض له عملية إعدام بامتياز نفذتها إدارة السجون، لافتًا إلى أن عائلته والكل الفلسطيني يطالب بجثمان الشهيد ليدفن بين أهله في مقابر القطاع وليس في مقابر الأرقام.

وذكر أن عدد الأسرى الموجودين في مقابر الأرقام هي سبع جثامين والشهيد العمور هو الثامن، مطالبًا المؤسسات الدولية والصليب الأحمر بالضغط على الاحتلال للإسراع في تسليم جثمان العمور هو وغيره من الشهداء من مقابر الأرقام.