فلسطين أون لاين

بدءًا من "بلفور" ووصولًا لإعلان حماس "منظمة إرهابية"

تقرير بريطانيا.. "تاريخ أسود" حافل بالعداء للشعب الفلسطيني وداعم للاحتلال الإسرائيلي

...
صورة أرشيفية
غزة/ نور الدين صالح:

منذ أكثر من قرن تُسجل المملكة المتحدة البريطانية محطات تاريخية سوداء امتلأت صفحاتها بالعداء الواضح والصريح للشعب الفلسطيني وقضيته، إرضاءً "للحركة الصهيونية العالمية" ولا سيما المنتشرة في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.

وبدأت أولى محطات العداء البريطاني بإعلان "وعد بلفور" في 2 نوفمبر عام 1917، الذي منحت بموجبه أرض فلسطين إلى "الحركة الصهيونية"، وليس انتهاءً بإعلان وزارة الداخلية البريطانية حظر حركة المقاومة الإسلامية حماس، وتصنيفها "منظمة إرهابية" بشقيها العسكري والسياسي.

وكان هذا الوعد الأساس الذي أُنشئت بموجبه دولة الاحتلال على أرض فلسطين التاريخية، وتسبب بتشريد الشعب الفلسطيني، وعدم تمكنه من تأسيس دولته المستقلة حتى الآن.

ففي عام 1917 احتلت القوات البريطانية القادمة من مصر، القسم الجنوبي من فلسطين، وفرضت عليها حكما عسكريا.

واستمر هذا الاحتلال لما يزيد على عقدين ونصف العقد أي حتى عام 1948، وما بين تلك السنوات، ارتكبت الحكومة البريطانية سلسلة من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.

فقتلت 300 فلسطيني في ثورة البراق، وآخرين في ثورة النبي موسى في العام ذاته.

وفي عام 1930 أعدمت الحكومة البريطانية ثلاثة فدائيين شنقا في سجن عكا، هم: محمد جمجوم وعطا الزير وفؤاد حجازي، كما قتلت الشيخ عز الدين القسام عام 1935.

وما بين عام 1936- 1939، قتلت بريطانيا 12 ألف فلسطيني خلال الثورة الفلسطينية الكبرى، وحكمت بإعدام 146 فلسطينياً، ودمرت 50 ألف بيت، واعتقلت عشرات الآلاف.

وأعلنت بريطانيا القرار (181) الخاص بتقسيم فلسطين عام 1947، عدا أنها المسؤول الأول عن نكبة الشعب الفلسطيني وتهجيره من البلدات الفلسطينية عام 1948، وإعلان قيام دولة الاحتلال.

تجدر الإشارة إلى أن بريطانيا كانت قد أدرجت في عام 2001، كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس على "اللائحة السوداء"، لكنها تعود الآن لحظر الحركة بأكملها وتصنيفها "منظمة إرهابية".

كما منحت بريطانيا بين عامي 2016-2020، تراخيص تصدير فردية لمبيعات أسلحة لـ (إسرائيل) بقيمة 400 مليون جنيه إسترليني، حسب ما أفادت حملة "مناهضة تجارة الأسلحة" في حينها.

تاريخ أسود

ويعلّق على ذلك، رئيس قسم التاريخ والآثار في الجامعة الإسلامية د. غسان وشاح، قائلاً: "لم يكن مستغرباً على بريطانيا اتخاذ مثل هذا القرار، فقد اعتادت على تلطيخ يدها بدماء الشعب الفلسطيني منذ عشرات السنوات".

وأوضح وشاح خلال حديثه لصحيفة "فلسطين"، أن الحكومة البريطانية أرادت أن تقدّم قرباناً لحكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، إرضاءً "لـلوبي الصهيوني"، وذلك عبر وزارة داخليتها بإعلان حماس "منظمة إرهابية".

وأكد أن التاريخ يشهد العداء البريطاني للقضية الفلسطينية، إذ تُعد المتسبب الأول بكل مآسي الشعب الفلسطيني على مدار أكثر من قرن، بدءاً من "وعد بلفور" والنكبة وليس انتهاءً بقرارها ضد حماس.

وبيّن أن بريطانيا فتحت أبواب فلسطين للصهاينة وعملت على تجميعهم من أكثر من 91 دولة في العالم وتسكينهم على أرضها، عدا عن مصادرة أراضيها وإضعاف حياة الفلسطينيين الاجتماعية والصحية والتعليمية.

في المقابل دأبت بريطانيا على تأسيس ما يُسمى "جيش الدفاع الإسرائيلي"، واعتمدت فيلقا كاملا من العصابات الصهيونية، ودرّبته على الجوانب العسكرية خلال الحرب العالمية الثانية، ومدّتهم بالسلاح والعتاد العسكري، وفق وشاح.

كما أعطت الصهاينة، بحسب وشاح، شركات المياه والكهرباء وانتزعت أراضي الدولة العثمانية وسلمتها لدولة الاحتلال.

وأشار إلى أن بريطانيا احتلت فلسطين لأكثر من عقدين ونصف العقد، قتلت خلالها آلاف الفلسطينيين، مشدداً على أن "تاريخها أسود ويجب ألا يُنسى، فهي أساس نكبات الشعب الفلسطيني".

في الأثناء، عدّ القرار البريطاني بحظر حركة حماس، انتهاكاً للقانون الدولي الإنساني ومواثيق الأمم المتحدة التي كفلت أكثر من 50 مرّة حق الشعب التي ترزح تحت الاحتلال بالقتال والدفاع عن نفسها بكل السبل حتى تحرير أراضيها.

ولفت الأكاديمي الفلسطيني إلى أن حماس حركة تحرر وطني ولم يكتب التاريخ أنها ارتكبت أو نفذت عملاً عسكرياً مسلحاً في الأراضي البريطانية أو دولة أخرى خارج حدود فلسطين، بل إنها تقاتل من أجل دحر الاحتلال عن أرض فلسطين.