منحت منظمة "مراسلون بلا حدود" جائزتها المرموقة لعام 2021 للصحفية الفلسطينية مجدولين حسونة عن فئة الحرية.
وقالت حسونة في حوار مع DW عربية إنها "تنتقد الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان والجرائم الإسرائيلية بحق الصحفيين، وإنها تكتب كصحفية ولا تنطلق من موقف سياسي".
وأكدت "أنها تنتقد فساد السلطة الفلسطينية وتقييدها لحرية الرأي والتعبير، ما ألحق بها الأذى من الجانبين".
وأوضحت حسونة أن السلطات تطاردها وتهددها وأنه جرت أكثر من محاولة لاعتقالها وتعرضت لهجمات من جانب رجال الأمن في أثناء عملها الصحفي.
وقالت: "اعتقلوا إخوتي للضغط عليَّ للتوقف عن الكتابة، ودائمًا ما تقوم (إسرائيل) باستجوابي في أثناء سفري ومنعت أكثر من مرة من السفر".
وفي يونيو 2021، أعلنت عائلة الناشط نزار بنات المعروف بانتقاده السلطة الفلسطينية عن وفاته في إثر تعرضه لضرب حتى الموت على أيدي قوات أمن السلطة.
وذكرت مجدولين حسونة أنها حين كتبت عن القضية والاحتجاجات على وفاة بنات، تعرضت هي أيضًا للضرب على أيدي ضباط أمن السلطة.
وعن شعورها إزاء ما تتعرض له بسبب عملها الصحفي، قالت: "أشعر بأني محاصرة من كلا الجانبين وتلاحقني هذه الانتهاكات.. أشعر أنني أعيش في سجن كبير، لأن (إسرائيل) تمنعني من السفر، ولا أستطيع العودة إلى عملي في القناة التركية أو إكمال دراستي لنيل درجة الماجستير".
وأكملت: "لا يمكنني العيش في منزلي في الداخل المحتل، لأن زوجي فلسطيني ويحمل الجنسية الإسرائيلية، ومن ثم فإن الأمر أثر في حرية التنقل وحياتي الشخصية".
والتحقت حسونة بالعمل لدى محطة TRT التركية أواخر 2015 وانتقلت إلى إسطنبول، وعملت سابقًا بعديد وسائل الإعلام الفلسطينية -منها محررة رئيسة لموقع Dooz News، وهي بوابة إخبارية تديرها أكاديمية دويتشه فيله DW Akademie والجمعية الألمانية للتعاون الدولي (GIZ) وجامعة نابلس.
وقالت إن أهم شيء بعملها الصحفي هو الموضوعية، "فعندما تأخذ رأي طرف ما بشأن قضية معينة، يجب أن تأخذ رأي الطرف الآخر، وهذا ما أفعله في كتاباتي الصحفية".
وأكدت "أهمية الأخلاق في العمل الصحفي، كما أنني أتحقق من كل المعلومات قبل نشرها، وأحاول مساعدة المتضررين من الفساد والاعتقالات".
وزارت حسونة فلسطين في أغسطس 2019، لكن عند نقطة تفتيش إسرائيلية، منعت من المغادرة "لأسباب أمنية"، وفرضت مخابرات الاحتلال عليها حظر الخروج.
ومنذ ذلك الحين وهي عالقة في الضفة الغربية، لكن ذلك لم يمنعها من الاستمرار في العمل كصحفية من هناك.
وأوضحت حسونة أن أهم ما يجب أن يتحلى به الصحفي هو الإنسانية، "لكن العاطفة لا يجب أن تجبره على الابتعاد عن الحقيقة، فالحقيقة هي أهم شيء في عملي الصحفي".
وبشأن منحها جائزة "مراسلون بلا حدود"، بينت أن "جائزة الحرية تعني لي الكثير، فهي مقدمة من منظمة مرموقة مثل مراسلون بلا حدود، والتي تساعد جميع الصحفيين".
وقالت: "أشكر المنظمة لمنحي الفرصة للترشح لهذه الجائزة، لأنها من الممكن أن تساعدني بعد أن منعتني (إسرائيل) من السفر بعد كتابتي عن الانتهاكات التي تعرضت لها".
وأعربت حسونة عن أملها أن تسهم الجائزة في رفع حظر السفر المفروض عليها وأن تتوقف الملاحقات بحقها، "لأنها لا تمنح لأي صحفي، بل لكل صحفي تعرض لقيود بسبب عمله، بوقت يستحق الصحفي أن يمارس عمله وحياته بحرية".
ومنذ عام 1992، تمنح "مراسلون بلا حدود" هذه الجائزة لتكريم عمل الصحفيين ووسائل الإعلام التي قدمت إسهامات ملحوظة في الدفاع عن حرية وسائل الإعلام وتعزيز في جميع أنحاء العالم.