يتعرض المواطن إيهاب أبو حق أحد سكان حي "فاطمة الزهراء" بمدينة اللد المحتلة، منذ مدة طويلة من إهمال متعمد من قبل حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
ويُحرم أبو حق كغيره من سكان الحي الخدماتِ الحكومية والبلدية، لإجبار الفلسطينيين على الخروج من الحي، فضلا عن إغراءات مالية لشراء بيوتهم القديمة منذ ما قبل النكبة، بمبالغ خيالية من قبل المستوطنين.
وقال إن بلدية الاحتلال في المدينة تتعمد إهمال رياض الأطفال والمدارس التابعة لفلسطينيي الداخل المحتل؛ بهدف إجبار الطلاب على تركها واستبدالهم بالطلاب اليهودية وبدعم من الجمعيات الاستيطانية.
وذكر أبو حق لصحيفة "فلسطين" أن هذه الإجراءات وغيرها توجتها البلدية بـ"مخطط لتطوير الحي"، حسب زعمها، لكن الحقيقة أن الهدف منه هو هدم بيوت الفلسطينيين القديمة وبناء عمارات شاهقة بدلاً منها.
وأوضح أن "هذا يعني أن الفلسطينيين سيصبحون أقلية حيث ستكون فيها الأغلبية لليهود".
وشرح قائلا: "بصفتي مواطنًا فلسطينيًّا سأجد نفسي في مستوطنة يهودية؛ ما سيدفعني بعد مدة قليلة للخروج من الحي بأكمله"، مشيراً إلى أنه وسكان الحي الفلسطينيين بعد "هبة الكرامة" في مايو/ أيار الماضي تعرضوا لعنف وحشي من قبل جنود الاحتلال والمستوطنين.
عرقلة المخطط
وتابع: تعرضنا لاعتداءات وحشية من قبل المستوطنين في الحي -وهم أقلية، فماذا يمكن أن يحدث لنا إذا أصبحوا أغلبية فيه؟– لافتا إلى أن "هذا السيناريو المرعب جعلنا جميعا أكثر تصميما على عرقلة المخطط".
ولفت إلى أن الاحتلال ماضٍ في مخطط إستراتيجي هدفه تهويد الأحياء الفلسطينية في اللد لكونها المدينة الأكبر في الداخل المحتل.
وأكمل أبو حق: "المواطنون يدركون أنهم لو سمحوا بمضاعفة أعداد المستوطنين (...) فإن كل مظاهر الثقافة الإسلامية والعربية ستنتهي منه"، لافتا إلى أن المستوطنين حاليا منزعجون من أذان الجامع العمري ودائماً يحتجون مطالبين بوقفه.
تصدٍّ للمخططات
وداخل بلدية اللد، هناك ستة أعضاء مجلس بلدي منهم عضو اللجنة الشعبية في اللد محمد أبو شريقي يقودون حملة للتصدي للمخططات الإسرائيلية ورئيس البلدية المتطرف يائير رفيفو.
وأوضح أبو شريقي أن حي "فاطمة الزهراء" و"تلة الزيتون" مستهدفين في المدينة.
وقال: "نبذل جهودا كبيرة لتوعية الفلسطينيين بما يُحاك لهم من مؤامرات داخل البلدية، تهدف لجعل الميزان الديموغرافي يميل لصالح المستوطنين في هذه الأحياء".
وبين أن حي "فاطمة الزهراء" المذكور يسكن فيه 95% من الفلسطينيين في اللد، وأن رئيس البلدية رفيفي منذ الهبة الجماهيرية لأهل اللد نصرة للقدس وغزة في مايو الماضي، وهو يضع نصب عينيه الإسراع في تهويده.
ونبه إلى أن سلطات الاحتلال والمستوطنين (الذين جاؤوا للحي من غلاف غزة والضفة) يمارسون مضايقات يومية بحق سكان الحي، ويحاولون بمختلف الطرق دفعهم لترك بيوتهم ومنها الإغراءات المالية الباهظة، لكن سكان الحي صامدون ورفضوا تلك الإغراءات.
مخططات جديدة
وأشار أبو شريقي إلى أن بقاء الحي بطابعه العربي الفلسطيني والجامع العمري الأثري وغيرها من الآثار التي تثبت عروبته وفلسطينيته "يزعج المستوطنين، لذلك لجؤوا لسلوك طريقة جديدة لتهويده وهي مخطط يهدف لإعادة بنائه".
وقال: "المستوطنون يريدون استبدال البيوت العربية القديمة (مكونة غالباً من أربعة طوابق) بعمارات شاهقة (فيها قرابة مئة شقة) وسيجلبون مستوطنين للعيش في الشقق الجديدة فتصبح نسبة الفلسطينيين في العمارة الواحدة ضئيلة جدا".
وأشار إلى أن تنفيذ هذا المخطط يعني أن "إدارة العمارات ستكون لصالح اليهود، وسيفرضون طقوسهم اليهودية فيها، ما سيضيق سبل العيش على الفلسطينيين ويدفعهم للرحيل للقرى العربية في المثلث والنقب".
ونبه إلى أن "رفيفي" (من حزب الليكود) ومعاونيه من المستوطنين (من أحفاد كهانا) يزعجهم نسبة الفلسطينيين التي تقارب الـ33% من سكان اللد، فيرون فيهم "قنبلة موقوتة" بسبب الزيادة السكانية المتسارعة.
ولفت أبو شريقي إلى أن 6 أعضاء في مجلس البلدية وبمعاونة محامين ومهندسين فلسطينيين، أفشلوا مشروع الترحيل وأحبطوا عملية جمع البلدية تواقيع سكان الحي للموافقة على المشروع، وبينوا للسكان المخاطر التي ستترتب على تنفيذه. (يوجد في الحي قرابة 5000 فلسطيني يسكنون في 400 بيت).
ويبين في الوقت ذاته أن سلطات الاحتلال لا تزال تحاول تنفيذ المشروع بتخفيض نسبة التواقيع اللازمة لإقراره من 70%-50% من سكان الحي.
وشدد عضو المجلس البلدي على ضرورة دعم صمود الفلسطينيين أمام الإغراءات الإسرائيلية المالية فضلا عن الدعم الباهظ للمستوطنين لزيادة أعدادهم في المدينة المحتلة.