تستمر معاناة سكان قرية واد رحال جنوب محافظة بيت لحم نتيجة اعتداءات مستوطني "افرات" والجدار الفاصل الجاثم على أراضي القرية.
وتزحف المستوطنة والجدار نحو مزيد من أراضي القرية التي تفتقد أبرز مقومات البنية التحتية والخدمات، وعلى رأسها المياه وتعبيد الشوارع الرئيسة وإقامة عيادة طبية.
ويعد عدم وصول المياة لمنطقة واد رحال من المشكلات الصعبة جدا التي تهدد وجود الأهالي فيها، جراء سياسات الاحتلال الجائرة التي تسهدف إلى تعطيش القرية من خلال هدم الآبار والاستحواذ على المياه.
أساس الحياة
وأكد رامي أبو عاهور رئيس مجلس قروي واد رحال، أهمية المنطقة الواقعة إلى الجنوب من بيت لحم، مبينا أنها تقسم إلى 4 تجمعات سكانية هي: البيضا، ثبرا، عبدالله إبراهيم، واد النخلة.
وأشار أبو عاهور إلى أن مشكلة المياة بواد رحال ليست وليدة اليوم، بل من 6 سنوات تقريبا خاصة منطقة ثبرا بسبب ارتفاع تضاريسها الجغرافية.
ولفت إلى أنهم كمجلس قروي تواصلوا مع سلطة المياه ووزارة الحكم المحلي ودعوا الوزارة لضرورة الضغط على الاحتلال لحل مشكلة المياه، لكن بدوى جدوى.
وأضاف أبو عاهور أن المياه أساس الحياة وعدم وجودها في واد رحال يعني عدم وجود الحياة.
وتابع: "أقل برميل مياه حجمه 20 كوبا يكلّف العائلة الفلسطينية حوالي 500 شيكل، وهذه الكمية لا تكفي العائلات مدة 10 أيام فقط".
مشكلة كبيرة
وأشار أيضا إلى أن الأوضاع المالية والاقتصادية في واد رحال صعبة جدًا فلا يكاد دخل المواطن الشهري يصل إلى ألفي شيكل، وهذا لا يسمح للعائلات بشراء الماء إلى جانب باقي ضروريات الحياة.
وبين أن من يسكن على منطقة جبلية يواجه مشكلة كبيرة في توصيل المياه بينما من هم في منطقة منخفضة يمكنهم توصيل المياه إلى بيوتهم لكن بمستوى ضعيف.
ونوّه أبو عاهور إلى أن الاحتلال هدم أكثر من 5 آبار مياه، كما أرسل إخطارات هدم لآبار أخرى، بينما يعتمد السكان على تلك الآبار لتجميع مياه الشتاء لاستخدامها في الصيف.
ولفت الانتباه إلى أن الاحتلال يهدف للتضييق على المواطنين الفلسطينيين وعدم تعمير واستصلاح الأراضي المجاورة للجدار الفاصل في واد رحال.
وناشد كل المؤسسات الحقوقية والحكومية لدعم المواطنين في المنطقة وتعزيز صمودهم ليتمكنوا من استصلاح أراضيهم وتثبيت وجودهم في مواجهة التمدد الاستيطاني.
وتسلب قوات الاحتلال مئات الدونمات من أراضي القرية لصالح الجدار والاستيطان، وتهدد حوالي عشرات دونمات أخرى بالسلب الكامل في الجهة القريبة من الجدار الفاصل ومستوطنة "أفرات".
وتمتد المستوطنة والجدار حول القرية بطول يزيد عن ثلاثة كيلو مترات، من الجهتين الغربية والشمالية، فارضين بذلك إغلاقًا كاملًا وشاملًا على القرية التي أقفل الاحتلال طريقها الرئيس الواصل مع مدينة بيت لحم.