تستيقظ فاطمة الدريني من غيبوبتها، لتعود مجددًا لتنادي بأعلى صوتها على ابنها "تامر" الذي يمضي حكمًا بالسجن 20 عامًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، المحرومة من زيارته منذ أعوام بذريعة جائحة كورونا و"المنع الأمني".
لم يمنع مرض السبعينية الدريني، التي ترقد على أَسرَّة العناية المركزة في المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة، ودخولها في غيبوبة طوال الأيام الخمسة الماضية، السؤال الدائم عن ابنها الأسير وأحواله.
وتحلم الدريني، والقول لابنها عمار (52 عامًا)، بزيارة نجلها "تامر" والاطمئنان عليه قبل أن تفارق الحياة، خاصة أنها وعدت بزيارته قبل عامين، لكن الاحتلال يتذرع في كل مرة بذرائع واهية ويحرمها من لقائه.
يقول الدريني لصحيفة "فلسطين": قبل نحو عامين تلقت والدتي وعدًا بزيارته، بعد حرمانها 3 أعوام سابقة من معانقته في سجن "نفحة"، بذريعة "المنع الأمني"، لكن الاحتلال حرمها من الزيارة هذه المرة بذريعة كورونا.
ويضيف أن والدته لم تنسَ ابنها تامر، رغم اشتداد المرض عليها ومعاناتها من إصابتها بتسمم في الدم، وتردي وضعها الصحي، وكل يوم تبدو مشغولة البال عليه وترجو الله في دعائها ألا يتوفاها قبل أن تكحل عينيها برؤيته وتعانقه.
والأسير الدريني (39 عامًا) من سكان مشروع بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، معتقل منذ 1 أكتوبر/ تشرين الأول 2005، ومحكوم بالسجن 20 عامًا.
رسائل شوق
ويحاول خليل السيلاوي والد الأسير خالد، الاطمئنان على ابنه من خلال الأسرى المفرج عنهم من السجون، أو عبر اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي توصل إليه كل شهر أو أكثر رسالة من ابنه.
ويعرب الستيني السيلاوي عبر "فلسطين" عن شوقه الشديد لنجله خالد المعتقل في سجن "شطة"، الذي لم يزره منذ خمسة أعوام تواليا بحجة "المنع الأمني" وما تلاها من جائحة كورونا.
ويؤكد أن الاحتلال يتذرع بظروف الجائحة ليمنع زيارات الأهالي والاطمئنان على أبنائهم، لافتًا إلى أن ذلك محاولة إسرائيلية للضغط على المقاومة للكشف والإفراج عن الجنود الأسرى والمفقودين لديها في غزة.
ويشير إلى أن الاحتلال يتذرع أيضًا بذرائع أمنية، داعيًا "الصليب الأحمر" والمؤسسات الحقوقية الدولية إلى ممارسة دورها والسماح لهم بزيارة أبنائهم في السجون.
واعتقل السيلاوي في 30 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 بتهمة تنفيذه عملية استشهادية، والانتماء لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وحكم بالسجن 18 عامًا، قضى منها 6 أعوام.
ولا تزال نجاة الأغا (71 عامًا) تستذكر معالم وجه ابنها "ضياء" منذ آخر زيارة له قبل 3 أعوام في سجن "نفحة"، لكنها لا تستطيع زيارته اليوم بسبب منع الاحتلال لها، دون إبداء الأسباب.
وتشير الأغا لـ"فلسطين" إلى أن شوقها يزداد يومًا بعد الآخر لنجلها، وأنها باتت تتخوف أن تفارق الحياة قبل أن تزوره أو تعانقه خارج أسوار السجن.
ولا تترك الأغا أي وسيلة إعلامية أو موقع إلكتروني إلا وتتابعه لتبقى على تواصل مع قضية الأسرى، وتزور المحررين في القطاع وتتصل بالمفرج عنهم في الضفة الغربية لتطمئن على نجلها الذي تغيبه السجون منذ 29 عامًا.
واعتقل جيش الاحتلال الأغا في 10 أكتوبر 1992، وأصدرت المحكمة العسكرية الإسرائيلية حكمًا بسجنه مدى الحياة، بعد سنتين من اعتقاله.
ويحرم الاحتلال أهالي أسرى القطاع من زيارة أبنائهم في السجون، تارة بذريعة "المنع الأمني" وأخرى بذريعة جائحة كورونا، رغم انخفاض أعداد المصابين بالفيروس، والسماح لأهالي أسرى الضفة الغربية والقدس المحتلتين بالزيارة.