فلسطين أون لاين

خلال وقفة في غزة

متقاعدون قسرًا يتهمون السلطة بالتلكؤ في صرف رواتبهم ويطالبون برحيل حكومة اشتية

...
غزة/ جمال غيث:

سيطرت حالة من الغضب على صفوف المتقاعدين العسكريين التابعين للسلطة في رام الله، بعد تأخر صرف رواتبهم دون إبداء أي أسباب، مع مطالبات للرئيس محمود عباس بإلغاء التقاعد القسري المبكر، وإعادة حقوق الموظفين، ورحيل حكومة محمد اشتية.

واتهم المتقاعدون خلال وقفة أمام مقر هيئة التأمين والمعاشات في مدينة غزة، أمس، السلطة وهيئة التأمين والمعاشات التابعة لمنظمة التحرير، بالتلكؤ في صرف رواتبهم، ومحاولة معاقبتهم لرفعهم قضية لدى القضاء على حكومة رام الله، احتجاجًا على إحالتهم إلى التقاعد القسري المبكر.

افتعال الأزمات

وقال المتقاعد عصام -فضل عدم الكشف عن اسمه كاملا- إن السلطة تحاول محاسبة المتقاعدين العسكريين بتأخير صرف رواتبهم، بعد رفعهم قضية على الحكومة في الأشهر الماضية بسبب تحويلهم إلى التقاعد القسري المبكر.

وأضاف عصام لصحيفة "فلسطين": لن يتخلى المتقاعدون عن مطالبهم بإعادتهم إلى أماكن أعمالهم ومساواتهم بغيرهم من موظفي السلطة في رام الله.

واتهم شخصيات متنفذة في الحكومة بسلب رواتبهم وافتعال الأزمات تلو الأخرى لإجبارهم على الرضوخ لمطالبها وسحب القضية المرفوعة على الحكومة والقبول بإملاءاتها التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

عرض مرفوض

وقال المتقاعد شحادة -فضل عدم ذكر اسمه كاملا-: إن الحكومة تواصلت معهم وقدمت لهم عرضًا مقابل سحب قضيتهم، ومنها صرف جزء من مستحقاتهم، وتعويضهم عن سنوات الخدمة، مؤكدًا أنهم رفضوا العرض لأنه ينتقص من حقوقهم.

وبين شحادة لصحيفة "فلسطين" أن الحكومة تحاول سرقة سنوات خدمتهم بمنعهم من تلقي بعض المستحقات، خاصة في السنوات التي شهدت تسلم حركة حماس إدارة القطاع بعد الأحداث الداخلية.

وعدَّ تأخر صرف رواتب المتقاعدين العسكريين إلى منتصف الشهر بعد أن كانت تصرف مع بداية كل شهر بمنزلة إهانة لهم، بزعم أن سلطات الاحتلال اقتطعت 100 مليون شيكل من أموال المقاصة.

وتساءل: "لماذا نتحمل العبء في غزة بعيدًا عن الضفة؟ ولماذا يتم حرماننا من أبسط حقوقنا في الترقيات والعلاوات السنوية منذ أعوام؟ وما الذنب الذي ارتكبه المتقاعدون ليتم حرمانهم من رواتبهم؟".

من جانبه قال الناطق الرسمي باسم الحملة الشعبية والتجمع الوطني لإلغاء التقاعد القسري فريد السباخي: "أوقفوا سيل الترقيات العليا، ألسنا في أزمة مالية؟ لقد سئمنا مناشداتكم والتوسل إليكم".

وأضاف موجهًا حديثه للسلطة والحكومة: "أنتم تعديتم حدود العقل في التعامل معنا، وما تفعلونه مع فئة مناضلة يصيب النفس بالريب"، في إشارة إلى الموظفين الذين تم تحويلهم للتقاعد القسري.

وتساءل: "لمصلحة من يتم إذلالهم؟"، مشددًا بالقول: "إن الموظفين لن يثقوا بوعود أو قضاء وفقدوا الثقة بالجميع خاصة بعد تأجيل الانتخابات".

وتابع "الآن لا نريد كلامًا، وانتهى عصر المناشدات والإيمان بالوعود، وقضيتنا واضحة والجميع يعلم أننا ظُلمنا، وهم أنفسهم اعترفوا بظلم أبنائهم ومستقبلهم، وبتقليل فاتورة غزة وحقوقنا".

كما قال: "لن نقاتل أحدا إلا عبر القضاء الوطني الشريف، ولن نؤمن بعد اليوم إلا بأوراق وكتب وقرارات منشورة في الصحف الرسمية، وكلمتنا واضحة، وأبناؤكم ليسوا أفضل من أبنائنا، ونحن مستمرون ولن نحيد وسنأخذ حقنا".

وأحالت السلطة في رام الله خلال مراحل آلاف الموظفين في قطاع غزة إلى التقاعد القسري.

وتسبب التقاعد القسري بخصم 30% من رواتب الموظفين، إضافة إلى 15% خصم علاوات ورتب مستحقة، ما جعل معظم الموظفين يتقاضون راتبًا متدنيًا خاصة في ظل وجود التزامات سابقة لديهم للبنوك.