فلسطين أون لاين

مؤتمر بروكسل.. تجديد التمويل وسط مخاوف التسييس

...
صورة أرشيفية
غزة/ أدهم الشريف:

يعلِّق آمالهم على المؤتمر الهادف إلى جمع التمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "أونروا" المقرر عقده في مدينة بروكسل هذا الأسبوع، في وقت جددت فيه دائرة شؤون اللاجئين في حركة حماس رفضها تسييس المؤتمر.

وبقدر ما يبدي مسؤولان تأييدهما الشديد لعقد المؤتمر بهدف جمع التمويل، فهما يبديان مخاوفًا كبيرة من وضع شروط سياسية مقابل التمويل على غرار التمويل المقدم من إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن والمرهون بما يسمى "اتفاق الإطار".

ومن المقرر أن تلتئم غدًا الثلاثاء وبعد غد الأربعاء، أعمال المؤتمر الدولي لدعم "أونروا"، الذي تنظمه بلجيكا والسويد في بروكسل، واجتماعات ‎لجنة الاتصال المخصصة لتنسيق المساعدات الدولية المُقدمة إلى الشعب الفلسطيني.

ميزانية مستدامة

وقال رئيس قطاع المعلمين في أونروا -إقليم غزة- د. محمود حمدان: إن المؤتمر يحظى بأهمية كبيرة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها وكالة الغوث.

وإذ يؤكد حمدان لـ "فلسطين" أن الأصل توفير ميزانية مستدامة وعدم انتظار مؤتمرات سنوية يتخللها تجاذبات سياسية، يبين أن المؤتمر المزمع عقده يحظى بأهميته هذه المرة نظرًا للوضع الحالي في الوكالة بسبب الأزمة المالية الكبيرة، والحاجة الملحة لتوفير الرواتب لموظفيها، والخدمات الإغاثية كذلك.

وتابع: "نأمل أن يؤدي المؤتمر دوره بما يساعد أونروا على تأدية واجباتها ومهامها الرئيسة في إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، ومنح الفرصة الكاملة للوكالة لتأدية مهامها كاملة التي وكلت بها من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وضمان إغاثة اللاجئين تعليميًّا وصحيًّا وخدماتيًّا حتى حل قضية اللاجئين وعودتهم إلى ديارهم".

وعبّر حمدان عن أمله ألا يُسيَّس المؤتمر أو تمارس عليه الضغوط، وأن يعقد ويخرج بنتائجه بشكل قانوني، وألا تتدخل فيه السياسات الدولية من الأطراف الهادفة إلى تصفية قضية اللاجئين، وأن يكون إغاثيًّا بحتًا.

ونبَّه إلى أن الاستهداف السياسي لوكالة "أونروا" دفعها إلى اتخاذ تقليصات شديدة في خدمات الوكالة صحيًّا وتعليميًا وخدماتيًّا نتج عنها عدم تثبيت موظفين، والاكتفاء بـ 27 ألف موظف بدلًا من 32 ألفًا، إضافة إلى تقليص القسائم الغذائية التي كانت ضمن مشروع إغاثة اللاجئين.

وذكر حمدان أن عدم إيفاء الكثير من الدول بالتزاماتها تجاه الوكالة الأممية، يعطي مؤشرات على أنها تتعرض لضغوط كبيرة تهدف لتصفية وجودها.

وحول الإضراب الجزئي المقرر غدًا في مؤسسات وكالة "أونروا"، قال إنه حال لم يتوفر التمويل اللازم للوكالة، سنتخذ العديد من الخطوات الاحتجاجية في إطار حقنا في النضال النقابي، ومن الممكن أن يصل الأمر إلى إضرابات واعتصامات مفتوحة.

وقرر اتحاد موظفي وكالة الغوث بغزة، تعليق العمل في جميع مدارس الوكالة غدًا الثلاثاء، ابتداءً من الساعة 9 صباحًا للفترة الصباحية، و2 مساءً للفترة المسائية.

وأوضح الاتحاد في بيان له، أن الإضراب سيشهد اعتصامًا للطلاب والمعلمين بهذا الوقت في الطابور لمدة ربع ساعة يرفعون خلالها اليافطات والشعارات المطالبة بحقوق اللاجئين والموظفين.

وهدد الاتحاد بالبدء بإضراب مفتوح حال لم تصل "أونروا" إلى حل بعد مؤتمر المانحين في بروكسل.

تراجع الإغاثة والتشغيل

وقال رئيس دائرة شؤون اللاجئين في حماس د. محمد المدهون: إن مؤتمر بروكسل هام وحيوي وضروري لوجود أونروا، مشددًا على ضرورة استمرار المانحين في تقديم الدعم للوكالة في أقرب وقت، لأنها تعاني أزمة مالية انعكست على أدائها في تقديم الخدمات للاجئين.

وأكد المدهون لـ"فلسطين" أن الهدف من تأسيس أونروا منذ نشأتها هو إغاثة وتشغيل اللاجئين إلى حين عودتهم، لكن هذا العنوان تراجع كثيرًا خاصة فيما يتعلق بالإغاثة والتشغيل، تزامنًا مع عدم عودة اللاجئين إلى ديارهم التي هُجّروا منها قبل 73 سنة إبَّان نكبة الـ48.

وذكر أن الذي يمنح مؤتمر بروكسل زخمًا كبيرًا، هو عودة الإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن، لتمويل الوكالة الدولية بشروط تجعل أونروا خاضعة للابتزاز المالي والسياسي والأمني، بعدما أوقفت إدارة دونالد ترامب تمويل الوكالة بقيمة 360 مليون دولار.

وأكمل: حتى ننقذ أونروا من ذلك؛ مطلوب توفير التمويل من المانحين بعيدًا عن الارتهان إلى السياسة الأمريكية "الخاطئة"، واعتبارها مظلة للوضع الإنساني الذي نشأ بعد النكبة.

ودعا المدهون الدول المانحة إلى التحرر من القيود الأمريكية وتقديم التمويل اللازم لـ"أونروا" على أن يصبح عبر الأمم المتحدة بشكل دائم وليس عبر الدول المانحة، لأن هذا النوع من التمويل جعلها تخضع للابتزاز السياسي من خلال السياسية الأمريكية الظالمة. وحال تقرر ذلك، سيشكل حماية لأونروا على المدى البعيد من أن تبقى رهينة لأي اشتراطات.

وطالب بتمديد تفويض وكالة الغوث الممنوحة إياه منذ نشأتها عام 1949، وينص بندًا على تجديد التفويض كل ثلاث سنوات، وهذا أخضع أونروا سياسيًّا إلى الابتزاز، لأنه حال عدم حصولها على التصويت الكافي في الأمم المتحدة بتجديد التفويض، ستصبح مؤسسة غير شرعية؛ وهذا يشكل خطرًا شديدًا في ظل المتغيرات السياسية السريعة الخاصة بالقضية الفلسطينية تزامنًا والمتغيرات السياسية الخطيرة والسريعة بشأن القضية الفلسطينية تزامنًا وهرولة أنظمة عربية للتطبيع مع (إسرائيل).

واستدرك: "مطلوب من الأمم المتحدة التصويت لوكالة أونروا، بأن يتحول تفويضها من تفويض مؤقت إلى دائم حتى يتحقق الهدف الذي أُنشئت من أجله وعودة اللاجئين".

وحول إمكانية رهن نتائج مؤتمر بروكسل بشروط على غرار اتفاق الإطار؛ قال رئيس دائرة شؤون اللاجئين في حماس: "بالتأكيد هذا الأمر مرفوض كما نرفض اتفاق الإطار، وقد شكلنا اللجنة الوطنية لمواجهة اتفاق الإطار لأن هذا الاشتراط ظالم وابتزاز رخيص".

وتابع المدهون: "المطلوب أن تُقدَّم الأموال لأونروا بعيدًا عن الاشتراطات، وتقديرنا السياسي أن سياسة الدول التي تقدم الدعم لوكالة أونروا تختلف عن السياسة الأمريكية، وبالتالي لن تضع اشتراطات، لأن أمريكا تشكل المظلة والغطاء لوجود دولة الاحتلال التي اغتصبت أرضنا".

وأكمل: "نتوقع أن الموقف السياسي مختلف لدرجة كبيرة بين أمريكا وكثير من الدول التي تفهم القضية الفلسطينية وأبعادها الإنسانية، وجميع هذه الدول بمن فيها الولايات المتحدة الأمريكية تقدر حجم المخاطر المترتبة على عدم تفويض أونروا وتمويلها، لأن عدم تمديد التفويض لأونروا أو توفير التمويل يحمل مخاطر كبيرة لا تستطيع المنظومة الدولية تحمل تبعاتها".