فلسطين أون لاين

خاص المحرومون من "لم الشمل" في غزة يستصرخون لإنهاء معاناتهم

...
غزة/ صفاء عاشور:

لا يتوقف عقل "لينا أبو شاويش" عن التفكير بمصير ابنها المريض ذي السنوات العشر والذي يحتاج إلى السفر للعلاج بمستشفى المقاصد في مدينة القدس المحتلة، بعد رفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي السماح لها بمرافقته في سفره للعلاج، بحجة أنها لا تمتلك بطاقة هوية.

وخرجت "أبو شويش" مع العشرات من العائلات الفلسطينية في اعتصام أمام مقر "الشؤون المدنية" بمدينة غزة، أمس، للمطالبة بحقهم في الحصول على لم الشمل ونيل الهوية الفلسطينية التي تتيح لهم السفر والعلاج مساواة بغيرهم من الفلسطينيين.

تقول "أبو شويش" لـ"فلسطين":" كل يوم أرى ابني يتنقل بين المستشفيات في مدينة غزة دون أن أستطيع أن أفعل له شيء، ورغم أن الحل بسيط وكان بإمكان وزارة الشؤون المدنية في السلطة أن تعطيني الحق بالحصول على هوية فلسطينية تسمح لي بالسفر ومرافقة ابني ولكن يبدو أن أهالي غزة ليسوا من ضمن الأولويات".

وتضيف: "جئت من الأردن إلى غزة بتصريح زيارة عام 1997، وتزوجت فيها، وبسبب عدم امتلاكي هوية فلسطينية مُنعت من مرافقة ابني الذي يحتاج إلى علاج بالخارج"، لافتةً إلى أنها قدمت طلب لم الشمل منذ 23عاماً ولم تحصل عليه.

ولفت إلى أنها كانت على أمل أن يكون اسمها وأبناؤها وزوجها مدرجاً في الكشف الماضي لكن جميع الأسماء التي حصلت على لم الشمل كانت من سكان الضفة الغربية ولم يكن لغزة أي نصيب من الـ5 آلاف اسم.

أمجد حمتو من مواليد العراق، جاء برفقة والدته لزيارة إخوتها عبر تصريح ووثيقة سفر مصرية للاجئين الفلسطينيين، إلا أنه منذ دخوله لغزة لم يستطع الخروج منها بتاتاً، كما أن والدته توفيت وهي بعيدة عن عائلتها.

ولا يزال حمتو يعيش حياة شبة متوقفة فهو يرفض أن يتزوج أو يبدأ حياته في قطاع غزة لأنه لا يعرف ماذا سيكون مصير أبنائه وأبيهم لا يحمل أي إثبات شخصية؟، لافتاً إلى أنه قدم للشؤون المدنية طلب لم الشمل خمس مرات ولكن دون جدوى.

ويقول: "حرمت من أن أعيش حياتي الطبيعية فقدت عملي وأمي دون أن يكون أحد من أهلها بجوارها، غزة اخدت مني كل حاجة ومش عارف أطلع منها، وكل ما لها الدنيا بتعد علينا أيام من عمرنا دون أي جديد".

أما مها أبو سويرح فقد وصلت إلى قطاع غزة بطريقة غير شرعية قادمة من ليبيا في 2007، بعد وفاة زوجها، ورغبتها أن يرى أهل زوجها أبنائه، فتركت ورائها عائلتها كاملة وبقيت في غزة "تعاني مرارة العيش ومنع السفر والبعد عن الأهل والأحباب"، كما تقول.

تضيف لـ"فلسطين": " جئت لغزة وكنت أظن أن بإمكاني الخروج والعودة إليها بسهولة ولكن بسبب عدم حصولي على الهوية الفلسطينية أصبحت عالقة في غزة منذ 15 عامًا، وأصبح موضوع السفر خارج الحسابات، مشيرةً إلى أن والدها توفي ولم تكن متواجدة بقربه.

حنان الصفدي قدمت إلى غزة عام 2012 من السعودية مع زوجها وأولادها عبر تصريح زيارة، دون أن يكون معهم إثبات شخصية، لتبدأ المعاناة حيث حرمت من السفر وزيارة أهلها، كما حرمت من لقاء بناتها المتزوجات اللواتي بقين في السعودية.

تقول إنها منذ 10 سنوات وهي تسعى وتحاول الحصول على لم الشمل عبر "الشؤون المدنية"، ولكن المماطلة والتأجيل هو دائماً ما تلقاه أمامها، لافتة إلى أن أكثر ما يُحزنها هو بعدها عن والدتها المريضة التي يمكن أن تفقدها في أي وقت دون أن تكون بجوارها.

أما السبعيني سليمان بركة جاء من قطر إلى غزة بتصريح زيارة رسمي في عام 1998، يقول إنه منذ عام 2008 لم يحصل على هوية شخصية أو بطاقة تعريف، مما يجعله غير قادرة على التحرك من بيته لأنه لا يحمل أي أوراق ثبوتية.

ورغم مرور 13 عاماً على تقديم طلب لم الشمل ومراجعته في مكاتب الشؤون المدنية لطلبه إلا أنه لم يحصل عليه حتى الأن، رغم الوعود المستمرة أن اسمه سيخرج في القائمة القادمة، كما يقول لـ"فلسطين".

يضيف بركة: "أحتاج للعلاج ولا أجد أي أمل في الخروج من القطاع والعودة إلى قطر في ظل مماطلة الجهات المسؤولة عن إنهاء هذا الملف.

ولا تملك السلطة في رام الله ولا الحكومة في قطاع غزة سلطة إجراء أي تغيير على السجل السكاني للفلسطينيين، سوى تسجيل المواليد والوفيات واستبدال بطاقات الهوية الشخصية التالفة.

وتشترط سلطات الاحتلال للاعتراف بقانونية وجود الفلسطينيين، في الضفة وغزة، أن يكونوا من المقيمين في المنطقتين إبان احتلالها لهما في يونيو/حزيران 1967، وهو ما أدى إلى تشتت شمل عشرات الآلاف من العائلات الفلسطينية.