نشرت قناة الجزيرة يوم الجمعة الماضي تحقيقًا استقصائيًّا مصورًا ضمن برنامج ما خفي أعظم بعنوان: الطريق إلى الحرية، كشف فيه الصحافي الفلسطيني تامر المسحال عن مقاطع مصورة لما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون من تعذيب وإهانات على يد الاحتلال الصهيوني في مشاهد مشابهة لما تعرض له سجناء عرب في سجون الولايات المتحدة بالعراق وأفغانستان، (سجني أبو غريب وغوانتانامو).
وقدم التحقيق شهادات موثقة لأسرى فلسطينيين من داخل السجون الإسرائيلية ومحررين أيضًا تؤكد حالات التعذيب في مشهد يخالف القوانين الدولية الإنسانية والمواثيق والأعراف الدولية ويعكس صورة (إسرائيل) الحقيقية كدولة احتلال وإرهاب.
لكن الجديد هو مشهد لمواطنين إسرائيليين هما: ديفيد بيري وديفيد بن روزي، تأسرهم حركة تطلق عليها اسم حركة حرية، وتشترط الإفراج عن أسرى فلسطينيين مقابل عودتهم لدولة الاحتلال.
قبل عام نشرت حركة حرية مقطعًا مصورًا للمواطنين الإسرائيليين ديفيد بيري وديفيد بن روزي، ولكن المادة الجديدة التي قدمها ما خفي أعظم تحمل دلالات ورسائل سياسية مهمة من حيث التوقيت والمحتوى.
من حيث التوقيت جاءت قبل أقل من شهر على موعد الزيارة المرتقبة لوزير المخابرات المصري اللواء عباس كامل لتل أبيب ورام الله، وبعد يومين من إقرار الموازنة الإسرائيلية والتي منحت حكومة بينيت قوة وصلابة، وأضعفت من فرص عودة زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو.
من حيث المحتوى يختلف الفيديو المنشور قبل عام عن الفيديو الذي قدمه تامر المسحال والذي تضمن إضافات جديدة تتضمن الاسم وبعض المقاطع الأخرى، وهو ما يعني أن التنظيم الجديد حركة حرية، تواصل مع الجزيرة بشكل مباشر أو غير مباشر، بما يعني أن هناك طرفًا معلومًا يمكن أن يتحدث بملف الجنود، وأحد الاحتمالات المرجحة أن تكون الرسالة داعمة لجهود الوزير عباس كامل في إتمام صفقة شاملة ومشرفة، وأن التنسيق في هذا الملف يمكن أن يساهم في الضغط على حكومة بينيت للتوقيع على صفقة مشرفة، ويبقى ذلك احتمالًا مرجحًا.
وفي نهاية المقال يمكن أن نجمل الرسائل لتحقيق ما خفي أعظم في ثلاث رسائل هي:
1- حجم المعاناة التي يعانيها أسرانا كفيل بأن يحتضن شعبنا مقاومته للوصول إلى صفقة مشرفة.
2- قدم البرنامج إضافة عن الفيديو الذي نشرته قبل عام حركة حرية وهو ما يعني أن ملف الإسرائيليَّين في الخارج أصبح له عنوان قد يكون عند المقاومة الفلسطينية أو الإسلامية في الخارج.
3- يشكل البرنامج ورقة دعم لتحرك الوزير عباس كامل عبر الضغط على بينيت وحكومته بعد إقرار الموازنة لأن يتخذ قرارات مؤلمة بالنسبة للمجتمع الصهيوني والموافقة على صفقة تبادل قد تكون شاملة.
الخلاصة: نتمنى أن تكون صفقة تبادل قريبة من خلالها يتم تبييض السجون الصهيونية، وما تحدثنا به هو تحليل سياسي قابل للصواب أو الخطأ، ولكن في المحصلة أرى في التحقيق ملفًا مهمًّا يمكن أن يساهم في دفع ملف صفقة التبادل إلى الأمام.