فلسطين أون لاين

10 عائلات مهددة بالتهجير في حي الطور

مقدسيون يتشبثون بمنازلهم رفضًا لقرار الاحتلال تهجيرهم منها

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

"أثقلوا كاهلنا بالمخالفات والضرائب المالية طيلة عشر سنوات مضت.. اليوم يأتون لطردنا من بيوتنا للشارع"، هكذا يصف المواطن المقدسي فايز خلفاوي (60 عاماً) حاله، الذي بدا حائراً هو وتسع عائلات أخرى تسكن عمارة سكنية في حي الطور شرق القدس المحتلة، طلبت سلطات الاحتلال الإسرائيلي منهم إخلاءها فورا تمهيدا لهدمها.

لكن هؤلاء يتشبثون بمنازلهم "حتى الرمق الأخير" في ظل انسداد أفق قضاء الاحتلال الظالم أمامهم.

وتسلمت 10 عائلات الخميس الماضي قرارات من بلدية الاحتلال تقضي بإخلاء منازلها خلال أسبوع، بزعم البناء دون ترخيص.

حياة مأساوية

فالعمارة السكنية التي تسكنها عائلات (خلفاوي، وبدر، والغوج، وأبو سبيتان، وجودة، وعاشور، وأبو الحلاوة" تتكون من خمسة طوابق، تضم عشر شقق سكنية في حي الطور الذي يقع حاليا في بؤرة الاستهداف الإسرائيلي؛ بهدف تهجير سكانه وإخلائه بالكامل لصالح المستوطنين.

ومنذ أن وطِئت أقدام تلك العائلات العمارة "بعد شرائها الشقق بالتقسيط" وهي تعاني "سيلًا" من المخالفات والضرائب الباهظة التي "صبتها" بلدية الاحتلال عليها.

وقال خلفاوي: "لم نعتقد أن المأوى الذي بالكاد حصلنا عليه في ظل ندرة العقارات للمقدسيين بالقدس سيكون وبالاً علينا".

وذكر أن سكان العمارة تقدموا بطلب لبلدية الاحتلال لترخيصها خمس مرات، لكن جميعها قُوبلت بالرفض، في حين تكرر وصول طلبات الإخلاء إليهم، فيتوجهون لقضاء الاحتلال الذي يؤجل التنفيذ.

وأضاف خلفاوي: هذه المرة فوجئنا بقرار إخلاء محدد بفترة زمنية معينة "حتى الخميس القادم" وإلا ستأتي سلطات الاحتلال وتهدم العمارة، مشيراً إلى أن مصير العائلات "المكوث في العراء".

وإذ يبين أن ملاحقة الاحتلال للعائلات تأتي ضمن حملة استهداف إسرائيلي لحي الطور بأكمله الذي يقع بالقرب من جدار الفصل العنصري، ولا يبعد سوى خمس دقائق بالسيارة عن المسجد الأقصى المبارك، "فمنذ بداية العام وهدم البيوت وعشرات الإخطارات بهدم بيوت أخرى تجري على قدم وساق في الحي".

وليس أمام خلفاوي وجيرانه سوى انتظار "الصمود" وسط غياب المؤسسات الفلسطينية الرسمية وكذلك الدولية عن دعمهم ومنع الهدم.

وشرح: سلطات الاحتلال كانت تأخذ سنويا 75 ألف شيقل مخالفة عن كل شقة بزعم البناء دون ترخيص و82 ألف شيقل ضريبة "أملاك"، بجانب أقساط ثمن الشقة التي لم تنتهِ تلك العائلات من تسديدها، ما يعني "أن كل شقة عليها التزامات مالية قرابة 5000 شيقل شهرياً".

وأكد خلفاوي أن سكان العمارة لن يخلوها مهما كان الثمن، وسيسكنون في خيام على أنقاضها (إذا هدمها الاحتلال)، "فهذه قرارات تعسفية وجزء من معاناة المقدسيين الهادفة لتهجيرهم من المدينة المقدسة".

يأس تام

ولا تبدو الأوضاع أحسن حالا لدى المقدسي وائل بدر -يسكن العمارة ذاتها- فقد كان يعتزم تزويج ابنيه حسام وحاتم في الشقة ذاتها، "اقتطعتُ لكل واحد منهما غرفة وبدأت في تأثيثهما، ليقع قرار الاحتلال كالصاعقة على العائلة".

ووصف بدر الوضع النفسي له ولأسرته بـ"المأساوي" حيث سُدت أمامهم السبل وقتل الاحتلال "فرحتهم" في مهدها.

وأشار إلى أن الأمر الوحيد المجمع عليه من السكان "هو العيش في خيام على أنقاض العمارة في حال تم هدمها".

كما يشارك المواطن المقدسي موسى أبو الحلاوة سابقيْه في وصف الوضع المأساوي الذي تعيشه أسرته منذ تسلم قرار الإخلاء، "أعيش في البيت أنا وزوجتي وبناتي الثلاث اللاتي يعانين حالة نفسية صعبة منذ تسلمنا القرار".

ودلل أبو الحلاوة على ذلك برفض ابنته "مريم" الذهاب للمدرسة -على الرغم من أنها متفوقة- معبرة عن اعتقادها أنها إن سكنت في خيمة فلن تكون هناك ظروف مناسبة للدراسة.