فلسطين أون لاين

المقبرة اليوسفية الإسلامية بالقدس في دائرة الاستهداف والتهويد

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث:

لا يتوانى الاحتلال الإسرائيلي عن مساعيه للسيطرة على مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى، حتى المقابر والأموات لم يسلموا من بطشه، بعد أن عمد مؤخرًا إلى نبش المقبرة اليوسفية، في الجهة الشرقية للأقصى، ما أدى لانكشاف قبور عدد من الشهداء والموتى المدفونين فيها.

ويقول مختصان في شؤون القدس، لصحيفة "فلسطين": إن الاحتلال يهدف من عمليات تجريف المقبرة إلى السيطرة على القدس والأقصى، ومنع وصول المقدسيين إليها، وتسهيل انقضاض المستوطنين عليه، في مقدمة لإقامه "الهيكل" المزعوم على أنقاضه.

وواصلت قوات الاحتلال أمس أعمال التهويد والتجريف في المقبرة اليوسفية، الملاصقة لأسوار البلدة القديمة لليوم الثاني عشر على التوالي.

وقال رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية في القدس مصطفى أبو زهرة: إن "بلدية الاحتلال بالقدس أغلقت المدخل المؤدي إلى صرح الشهداء في المقبرة اليوسفية بصفائح حديدية، وأحكمت إغلاقه من الجهة الغربية".

وأضاف أبو زهرة، أن "قوات الاحتلال بدأت بتسييج المنطقة المحيطة بصرح الشهداء، ونشرت قوات خاصة على الأسوار، ومنعت المواطنين والصحفيين من الدخول".

وأوضح أن بلدية الاحتلال تحاول التسريع بتهويد المقبرة وطمسها.

وأشار إلى أن طواقم بلدية الاحتلال واصلت أعمال التجريف والقمع بعد أن طمست أجزاء من المقبرة وشواهد القبور، ودمرت ونبشت عددًا منها.

وتنبع أهمية الموقع الجغرافي للمقبرة بقربها من سور القدس وباب الأسباط الذي يعد أهم مداخل البلدة القديمة، إضافة إلى أنها تضم قبور جنود أردنيين وضريح الجندي المجهول.

إقامة حدائق تهويدية

ويقول مدير مركز القدس للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، زياد الحموري: "المقبرة اليوسفية تقع على ربوةٍ مرتفعةٍ، على يمين الداخل إلى المسجد الأقصى من باب الأسباط، وتمتد على مساحة نحو 16 دونمًا في الجهة الشمالية الشرقية لسور القدس التاريخي".

وبين الحموري لصحيفة "فلسطين"، أن المقبرة يحدها من الناحية الشرقية كنيسة "الجثمانية" وشارع يؤدي إلى باب العمود، فيما يحدها من الجهة الشمالية البلدة القديمة، وتقع مقبرة باب الأسباط إلى الجهة الجنوبية والغربية من مقبرة اليوسفية.

ويؤكد أن الاحتلال يستهدف أي قطعة أرض في محيط القدس والأقصى من أجل إقامة حدائق توراتية تهويدية فيها بهدف تغيير كل المعالم الإسلامية في المكان، داعيًا المقدسيين وأحرار وشرفاء العالم للانتفاض لحماية القدس والمسجد الأقصى المبارك.

اقتلاع المقدسيين

من جانبه، أكد رئيس أكاديمية الأقصى للوقف والتراث، د. ناجح بكيرات، أن الاحتلال يشن حربًا على المقدسيين لاقتلاعهم من أرضهم أحياءً أو أمواتًا، وإقامة مشاريعه العنصرية والسيطرة على مدينة القدس.

وأوضح بكيرات أن الاحتلال يعمل جاهدًا لتهجير المقدسيين من أراضيهم، لتكريس الطابع اليهودي المزيف في القدس، وربط مشاريع التهويد معًا، خاصة التي تمر حول القدس، إلى جانب إنشاء طرق التفافية حول أسوار المدينة المحتلة.

وأشار إلى أنه يحاول إلغاء المشهد الحضاري، ويخلخل الجغرافية التي نشأت منذ آلاف السنين في الأقصى، كما قطع الأراضي الفلسطينية بالشوارع الالتفافية والبؤر الاستيطانية.

وقال بكيرات: "إننا أمام مشروع تحضير لخنق المسجد الأقصى ثم الإجهاز عليه وإقامة الهيكل المزعوم على أنقاضه"، داعيًا الكل الفلسطيني وأحرار وشرفاء العالم لمساندة المقدسيين ودعم صمودهم لإفشال مخططات الاحتلال بالمنطقة.

ودعا الكل الفلسطيني للتصدي لمحاولات الاحتلال تجريف المقبرة، وإقامة "حدائق تهويدية" على أنقاض قبور شهداء وعلماء دفنوا فيها.