فلسطين أون لاين

رغم مرور 104 سنوات على وعد بلفور المشؤوم

بالصور مؤتمر بغزة يؤكد تمسك اللاجئين الفلسطينيين بحق العودة لديارهم

...
جانب من المؤتمر (فلسطين)
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

الحركة الأسيرة شعبنا سيبقى متمسكًا بالمقاومة بكل أشكالها وفي مقدمتها المسلحة

الزهار: الثوابت تعني الحديث عن أمور راسخة لا تتغير بزمان أو مكان

حبيب يدعو لإعادة الاعتبار للبرنامج الوطني للتوحد في وجه الاحتلال

المرزوقي: التطبيع ليس سلامًا بل استسلامًا

أكد قادة فصائل ومختصون بشؤون اللاجئين أن حق العودة للاجئين الفلسطينيين أحد أهم الثوابت التي لم ولن يفرط فيها شعبنا مهما طال الزمن، داعين لوحدة فلسطينية تسهم في دحر التحديات الداخلية والإقليمية والدولية أمام العودة ومحو كل تداعيات وعد بلفور المشؤوم على القضية الفلسطينية.

جاء ذلك خلال مؤتمر "اللاجئون وتحديات العودة" الذي نظمه مركز دارسات اللاجئين الفلسطينيين في الذكرى الـ104 لوعد بلفور المشؤوم في فندق الكومودور بغزة أمس.

وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس هيئة الثوابت الفلسطينية د. محمود الزهار: "إن حق كل إنسان مكفول في كامل أرضه وعقيدته ومقدساته حسب ديانته، فالثوابت تعني الحديث عن أمور راسخة لا تتغير بزمان أو مكان".

وأضاف: "لكن للأسف البعض يتلاعب بالثوابت كما يفعل الغرب بالثوابت الفلسطينية التي يريد محوها، لكنها غير خاضعة للجدل داخل الأمة الإسلامية عموماً والشعب الفلسطيني على وجه الخصوص".

وبين أن الثوابت كانت وما زالت قواعد راسخة في كل شبر من الأرض وعلى مدى الزمان، وأهمها الإنسان دون تمييز بين جنس أو لون" الذي فضله الله على كثير من الخلق، فسخر له الأرض والسموات بما فيها من شمس وأقمار ونجوم .

جرائم الاحتلال

وتابع الزهار: "بعد أن هيأ الله الأرض والمقومات التي تحقق غاية الإنسان ترك له أن يحدد مساره في الأرض ومصيره في الآخرة، ليكون هناك من يفسد في الأرض وأكثرهم فساداً هم اليهود يقتلون الإنسان ظلماً وعدواناً ومعصية للخالق".

وأكمل: "وقد توعد الله المجرمين المنحرفين عن تعاليمه بالخسران، وأخبر أن قتل النفس البريئة كالتي تُقتل اليوم في كل مكان في فلسطين جريمة عظمى وأمر أن يحافظ الإنسان على الإنسان بالقصاص".

واعتبر أن التاريخ الإنساني شاهد على ارتكاب الاحتلال كل أنواع الجرائم بحق شعبنا، مؤكداً أن من حق كل لاجئ -دون استثناء- العودة لأرضه وشعبه وعقيدته ومقدساته الإسلامية والمسيحية.

بدوره، أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب أن وعد بلفور جاء من قوى استعمارية معادية لشعبنا وأمتنا وما زال يمثل جرحاً عميقاً ودامياً، فـ(إسرائيل) أُقيمت على أنقاض شعبنا طبقاً لهذا الوعد المشؤوم في ظل معادلة دولية ظالمة كانت ضحيتها شعبنا.

وأشار حبيب إلى أنه رغم ذلك فإن شعبنا بإمكاناته المتواضعة واجه هذا الوعد وقدم الشهداء تلو الشهداء لمنع قيام (إسرائيل)، لكن دعم قوى الاستكبار العالمي وفي مقدمتها بريطانيا والولايات المتحدة دعمت إقامة هذا الكيان ليكون خنجراً مسموماً في خاصرة أمتنا.

وقال: "هذا الوعد جاء بعد هزيمة دولة الخلافة العثمانية وفي لحظة انحسار للأمة كلها، ليصدر قرار التقسيم في عام 1949 الذي منح الاحتلال أكثر من نصف مساحة فلسطين".

ودعا حبيب لإعادة الاعتبار للبرنامج الوطني الفلسطيني للوقوف موحدين في وجه الاحتلال الإسرائيلي، عبر حوار وطني شامل يضع ملامح المستقبل القائم على مقاومة الاحتلال وعدم الاعتراف بشرعيته على ذرة تراب من أرض فلسطين.

هرولة التطبيع

في حين أعرب الرئيس التونسي السابق د. المنصف المرزوقي عن تفهمه لما يشعر به الفلسطينيون من مرارة عندما يرون هرولة المطبعين العرب للتطبيع مع (إسرائيل)، وقال: "هم يحاولون إيهام أنفسهم والعالم بأن التطبيع عملية سلام، أنه بالأساس استسلام".

وأكد أن التطبيع لا علاقة له بالشعوب، "وإنما مسألة أنظمة ولا علاقة له بالسلام الذي لن يكون دون عودة المهجرين الفلسطينيين لأراضيهم ونيل حقوقهم، وكسر الحصار الإسرائيلي عن غزة"، السلام يعني الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته وعاصمتها القدس واحترام حقوقه".

وتساءل: "أين السلام ونحن نرى (إسرائيل) تمارس " الأبارتهايد" والحصار الظالم الغاشم على غزة والأسرى الفلسطينيين منهم من يعيشون عقوداً في سجون الاحتلال في ظروف لاإنسانية؟! "أهذا هو السلام الذي يريدونه أن نقبل بما لا يمكن أن نقبل به؟".

وتابع: "ما ضاع حق وراءه مطالب والمُطالب هنا عظيم أعطى العرب دروساً في الإصرار والثبات رغم كل التحديات، فالشعب الفلسطيني يجب أن يرفع شعار إما النصر وإما النصر ويستمر في إعطاء الدروس للأمة جميعاً".

حق مقدس

من جانبه، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. زكريا الأغا أن قضية اللاجئين أحد أهم مفاصل قضيتنا الفلسطينية، "وحق العودة الركيزة الأساسية من ركائز قضيتنا الفلسطينية وحقوق شعبنا وثوابته".

وأوضح الأغا بأن حق عودة اللاجئين للقرى والمدن التي هُجروا منها هو قرار فردي وجماعي مقدس غير قابل للتصرف وللإنابة أو التفويض، "لا تستطيع أي فئة رسمية كانت أو غير رسمية أن تنوب عن صاحب الحق".

وشدد على أن العودة تعني العودة للمدن والقرى والبيوت حتى داخل فلسطين بما يشمل اللاجئين الموجودين في قطاع غزة والضفة الغربية، "هذا الحق لا بديل له، فقرار 194 ينص على العودة والتعويض معًا، فهو قرار شرعي حسب ميثاق الأمم المتحدة ولا يصح أن يُمنع اللاجئ من هذا الحق تحت أي ظرف من الظروف".

وإذ يؤكد الأغا في الوقت ذاته أهمية الحفاظ على استمرار عمل "وكالة الغوث" التي أُنشئت وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 302 حتى حل قضية اللاجئين.

حق شرعي وقانوني

في حين أكد المحرر رجائي الكركي –في أثناء تلاوته بيانًا للحركة الأسيرة في سجون الاحتلال– أن وعد بلفور تكذبه الحقائق على الأرض، فشعبنا منغرس في أرضه، "وحق العودة شرعي وقانوني، شعبنا لن يتراجع عنه أو يفرط فيه".

وشددت الحركة الأسيرة على أن شعبنا سيبقى متمسكاً بالمقاومة بكل أشكالها وفي مقدمتها المسلحة لمواجهة الاحتلال، وقال: "شعبنا لم يتخلف يوماً عن دفع ثمن حريته ابتداء من ثورته على بقايا الاحتلال البريطاني وحتى اليوم".

وقالت الحركة الأسيرة:" في الوقت الذي يستهجن فيه شعبنا اتفاقات التطبيع مع الاحتلال دون أن يسترد شعبنا حقوقه المشروعة، نؤكد أنه لا يمكن لهذه المحاولات أن تمنح أي شرعية للاحتلال".

وأردفت بالقول:" أثبتت التحديات حاجة شعبنا للوحدة الوطنية وجهد الأحرار من شعوب أمتنا للوصول للحرية والانعتاق"، محملة بريطانيا المسؤولية القانونية والتاريخية عن معاناة شعبنا خلال السنوات الماضية.

تواطؤ مفضوح

في حين نبه رئيس تجمع حكماء فلسطين اللواء مصباح صقر إلى أن مخطط وعد بلفور الاستيطاني نُفذ بالتواطؤ بين الاحتلال البريطاني والحركة الصهيونية، "وعندما أدرك شعبنا خطورة المخطط شن هبات وثورات متلاحقة سطر فيها أروع صفحات الفداء".

ونبه صقر إلى أنه بعد انسحاب بريطانيا من فلسطين صعدت العصابات الصهيونية جرائمها بحق الفلسطينيين بارتكاب أبشع المجازر فهجرت أكثر من ثلثي شعبنا بقوة السلاح، وقال: "لم يكن لهذه النكبة أن تحدث لولا الضعف والخذلان العربي والإسلامي وهزيمة سبع شعوب عربية".

وأكد صقر أن جرائم الاحتلال جسدت أبشع صور اللاإنسانية؛ ما يرتب عليه مسؤولية جنائية للاحتلال، لكون جريمة التهجير جريمة حرب لا تسقط بالتقادم؛ ما يحتم على كل الأطر الرسمية والمدنية ملاحقة المحتل دولياً.

وجدد تأكيده أن حق العودة والتعويض محصن بمجموعة من القرارات الدولية وفي مقدمتها قرار 194، مبدياً أسفه لأنه رغم انقضاء 73 عاماً على صدور هذه القرارات الدولية فما زالت حبراً على ورق.

تشريد وضياع

من ناحيته، أعاد رئيس مركز دراسات اللاجئين د. كمال الكحلوت تأكيد تمسك شعبنا بحق العودة بعد مرور 104 أعوام على وعد بلفور المشؤوم وما تسبب به من تشريد شعبنا وضياع وطنه، وخسارة مئات الألوف من أبنائه بين شهيد وجريح ومطارد.

واعتبر أن هذا الحق لا يختلف عليه اثنان من أبناء شعبنا، من كل توجهاته السياسية وفي كل أماكن وجوده، "فشعبنا لن يفرط ولن يتنازل عن حق العودة لوطنهم الذي هجروا منه عنوة".

وبين الكحلوت أن عدالة قضية اللاجئين جعلت لها مناصرين من أبناء الأمة العربية وأحرار العالم، "لكن هذا الحق يواجه بتحديات جسام تفرضها قوى دولية غاشمة تتنكر لهذا الحق وتعمل على شطبه، وتقوية دولة الاحتلال".

ونبه لوجود عوامل إقليمية وداخلية تشكل تحديات أمام حق العودة يجب تجاوزها لوضع قطار العودة على سكته الصحيحة للوصول لفلسطين كلها.

XQhsy.jpeg
i1irb.jpeg
mlcCI.jpeg
inbg1.jpeg
HPiIZ.jpeg
RttCA.jpeg
1A768.jpeg
 

المصدر / فلسطين أون لاين