فلسطين أون لاين

تقرير خريجون يستثمرون موهبتهم الفنية لإنقاذ أنفسهم من البطالة

...
غزة - هدى الدلو

استثمارًا لموهبتهم وطرقًا لباب رزق قد ينجون فيه من سوء الوضع المعيشي، اتجهوا إلى العمل لتخطي النفق المظلم الذي كان ينتظرهم بعد تخرجهم في الجامعة، والمتمثل في البطالة التي يعانيها غالبية الخريجين، فسلكوا مشوار إنشاء فرقة فنية متجاهلين عقبات البداية لإعانة أنفسهم وعائلاتهم.

صاحب الفكرة صلاح ماضي من مدينة غزة، البالغ من العمر (29) عامًا، خريج في كلية الإدارة بإحدى الجامعات الغزية، بعد تنقله بين العديد من الفرق الفنية والعمل فيها قرر تأسيس فرقة الأنوار، ليجتمع فيها مع من يواجهون المشكلة ذاتها بعد تخرجهم في الجامعة وبحثهم عن فرصة عمل.

وقد خطرت بباله الفكرة بعد عمله مع وزارة الأوقاف في فرقة خاصة بالمديح النبوي، إذ كانت تقيم الحفلات الشبابية مجانًا لتشجيع الناس على إقامة هذا النوع من الحفلات في القطاع، وذلك مقابل مكافأة مالية بسيطة، فتطورت الفكرة لديه ليشرع في تكوين فرقة خاصة به من الشباب الجامعيين الحاملين الشهادات وليس لديهم أي مصدر رزق.

ويبين ماضي أن الإقبال الشديد من الناس على إقامة الحفلات التي تأخذ طابع المديح النبوي كان أحد الدوافع لإنشاء الفرقة وتكوينها.

ويقول لصحيفة "فلسطين": "لم أكن سأنشئ الفرقة لولا وجود الموهبة لدي، والخبرة بعد عملي في المجال 10 سنوات تقريبًا، إلى جانب أن إنشاء فرقة للمدائح النبوية تذكير للناس بالصلاة على رسول الله، وتشجيعهم على بدء حياتهم الزوجية بالذكر والصلاة".

ويضيف: "الجميل أن المديح النبوي متعدد المجالات، فلا تقتصر الحفلات على الأعراس والأفراح فقط، بل تقام ابتهاجًا بقدوم مولود جديد، واحتفالًا بنجاح وتفوق، أو عند افتتاح محل تجاري أو معرض، ويقيمها بعضٌ عند العودة من أداء فريضتي الحج والعمرة، وعند تكريم حفاظ كتاب الله، فالمجالات فيه كثيرة ومفتوحة واسعًا".

وتتكون فرقة الأنوار للابتهالات والمدائح النبوية من 6 أشخاص، اثنان منهم على آلة الدف والطار، والآخرون منشدون. 

بصوتهم الجميل تخطوا البداية الصعبة رغم مواجهتهم العديد من المشاكل والعقبات، إذ تحدث ماضي بأن أكبر معيق يواجه فرقته هو عدم توافر بعض الآلات، فعدم امتلاك الفرقة جهاز صوت يدفعها لاستئجار جهاز بنصف الإيجار الذي تتقاضاه من الناس، إضافة إلى آلات أخرى؛ وتأثير الحصار والوضع المادي الصعب على العائلات وعدم تمكنهم من إقامة الحفلات.

ويلفت إلى أن الفرقة لا يتوافر لديها إلا لباس واحد مخصص، فهي ليس لديها إمكانية تغيير اللباس ليتلاءم مع طبيعة المناسبات والحفلات التي تحييها. 

وينبه إلى أن جائحة كورونا كان لها تأثير كبير عليهم وعلى مختلف الحفلات الغنائية، إذ حرمتهم الخروج لأي احتفال: زواج أو مولود أو ابتهال، بسبب حالة الإغلاق التي كانت مفروضة في القطاع.

وبصوت متفائل: "تبقى مصدر رزق لنا شبابًا خريجين، إذ استطعنا بالعمل في الفرقة إعالة أنفسنا وعائلاتنا في هذا الوضع الاقتصادي الصعب".

ويطمح ماضي أن تكون فرقته الأولى في فلسطين والوطن العربي، وتتمكن الفرقة من تحسين الوضع وامتلاك مختلف الأجهزة، وأن تشهد حفلات المديح النبوي انتشارًا كبيرًا في القطاع. 

أما الشاب محمود سكافي خريج كلية التمريض فإنه يرى التحاقه بالعمل في الفرقة لتنمية موهبته الفنية ومدح النبي، سبيلًا لإنقاذه من وحل البطالة.

وقد اكتشف موهبته وهو في العاشرة من عمره، عندما كان يرافق أشقاءه الأكبر منه في إحيائهم الحفلات، إذ تربى في عائلة فنية، وبدأ ممارسة موهبته بالمشاركة في أمسيات صغيرة تقام في المساجد والمدارس، ليمارسها حاليًّا على مستوى مهرجانات وأعمال فنية.