فلسطين أون لاين

تقرير دعوات لتحرك عاجل لوقف اعتداءات الاحتلال في القدس

...
صورة أرشيفية
غزة/ صفاء عاشور:

دعت شخصيات فلسطينية إلى تحرك عربي ودولي عاجل لوقف اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة، وتعزيز صمود المقدسيين الذين يواجهون محاولات تهويد المدينة وطمس معالمها وتهجير سكانها، دون أي دعم.

وقال خطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، إن الاحتلال يشن حربًا على الأموات كما الأحياء في مدينة القدس، مشيرًا إلى أن المدينة تشهد حربًا بكل معنى الكلمة، إذ لا تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية والتدمير في المقبرة اليوسفية في ظل صمت فلسطيني وعربي ودولي.

وبين صبري في حديث لـ"فلسطين" أن ما يقوم به الاحتلال هو اعتداء على التاريخ العربي الإسلامي المتمثل في المقبرة اليوسفية الموجودة منذ ما يقرب من 15 قرنًا على أرض فلسطين، وتأكيد الوجود الفلسطيني في تلك البقعة.

وشدد على أن ما يحصل في مدينة القدس يتطلب تحركًا عاجلًا من الدول العربية لتحمل مسؤولياتها تجاه المدينة"، مؤكدًا أنه لا يجوز ترك أهالي مدينة القدس وحدهم في الميدان في ظل ما يتعرضون له من انتهاكات واعتقالات وتدمير للبيوت والمقابر من قبل الاحتلال.

وأضاف: "إن المقدسيين يحاولون بكل جهدهم الوقوف في وجه الاحتلال وجرافاته دون أن يكون أمامهم أي حلول تضمن حقهم في هذه الأرض، حتى إن اللجوء إلى محاكم الاحتلال لا فائدة منه لأنها محاكم متحيزة تقف دائمًا بجانب الجماعات اليهودية المتطرفة".

ونبه صبري إلى تدخل الجانب الأردني للضغط على الاحتلال من أجل وقف ممارسته بحق المقابر والبيوت، إلا أن الاحتلال يتبع أسلوب المراوغة والخداع، فيعطي وعودًا للأردن في يوم ثم ينقضها في اليوم التالي.

وشدد على أنه لا دور للسلطة في رام الله فيما يحصل في مدينة القدس نهائيًّا، لأنها أجلت الحديث حولها للمرحلة النهائية من المفاوضات مع الاحتلال، "وحتى الآن لم تصل السلطة لهذه المرحلة ولن تصل إليها".

تطبيع عربي

من جانبه، أكد النائب في المجلس التشريعي د. ناصر عبد الجواد أن هرولة عدد من الدول العربية للتطبيع مع الاحتلال أسهم كثيرًا في توفير غطاء لتهويد مدينة القدس وتغيير معالمها.

وأوضح عبد الجواد في حديث لـ"فلسطين" أن التطبيع وفر غطاء للاحتلال ليسرع في تنفيذ مشاريع تهويد المدينة، لافتًا إلى أن ما يحدث في المدينة هو ترجمة لخطة واضحة ومتواصلة للاحتلال في استهداف المدينة ولتنفيذ المخططات الإسرائيلية.

وقال: "إن الاحتلال أصبح لا يعبأ بالرأي العام العالمي والإسلامي والعربي ونظرتهم لقدسية القدس، لذلك يواصل نهج السيطرة على القدس وضواحيها ومحاولة تهويدها على كل المستويات".

وأضاف: "إن ذلك يحدث في ظل تقصير كبير من الطرف المحلي الفلسطيني الواضح تجاه مدينة القدس التي يفترض أن تكون البوصلة والعنوان، إذ كان يجب ألَّا نقف مكتوفي الأيدي أمام كل هذه الاعتداءات".

وبين أن العبء الأكبر يقع على سكان مدينة القدس وحدهم، إلا أنه ليس باستطاعتهم مواجهة كل المخططات والمؤامرات المدعومة من دول كبرى وعشرات المؤسسات العالمية التي تدعم أنشطة التهويد.

ووجه عبد الجواد اللوم على السلطة في رام الله التي لا يُسمع لها أي صوت عندما يتعلق الأمر بمدينة القدس، إذ إنه لا يوجد لها أي دور أو ممارسات على أرض الواقع يمكن أن تقف بوجه مخططات الاحتلال أو حتى عرقلتها، إضافة إلى غياب أي دعم لأهالي المدينة لمواجهة تهويد المدينة.

خطوات داعمة

بدوره، قال القيادي بحركة الجهاد الإسلامي، خضر عدنان: إن ما تتعرض له مدينة القدس والعدوان الأخير على المقبرة اليوسفية يدمي القلب، ومطلوب من كل الساحات والمواقع الوقوف إلى جانب المقدسيين والضغط على الاحتلال للتوقف عن المساس بكل ما هو فلسطيني في القدس.

وأكد عدنان في حديث لـ"فلسطين"، أن ممارسات الاحتلال ضد القدس وأهلها الأحياء والأموات هو تجاوز لكل الخطوط الحمراء، مشددًا على أن المساس بالأموات كما الأحياء لهم قدسية في الدين الإسلامي.

وأضاف: "إن ما يحدث في القدس يستحق ردة فعل فلسطينية على كل المستويات سواء من الرسمية والشعبية والفصائلية ويستوجب قيام انتفاضة من أجل دعم أهالي مدينة القدس الذين يواجهون وحدهم التصعيد الإسرائيلي الخطير".

وشدد على أن ما يحصل في القدس هو تصعيد خطير يستدعي تحركًا فلسطينيًّا على قدر الحدث الذي يحصل في المدينة المقدسة، وأن تُقابل الجريمة الإسرائيلية بمزيد من التحدي والقوة في مواجهة هذه الممارسات التي لن تتوقف إلا بخطوات فلسطينية جادة.

ودعا عدنان إلى الخروج بمظاهرات عارمة في القدس والضفة وأراضي الـ48، إضافة إلى ممارسة ضغط عربي دبلوماسي وتحرك للعلاقات الخارجية مع أحرار العالم، مشددًا على أن الفلسطينيين لن يعدموا الوسيلة في تعزيز صمود المقدسيين في هذه الفترة.