إجراءات عباس القاسية في مجال الصحة لا تقل إضرارًا بحياة السكان من أزمة الكهرباء أو أزمة الرواتب . المرضى في المستشفيات لا يجدون الدواء اللازم، وغرف العمليات شبه متوقفة لعدم وجود المستلزمات الطبية، ولنستمع لشهادة صحيفة جيروزيليم بوست العبرية حيث قالت : إن السلطة الفلسطينية أوقفت إرسال شحنات الأدوية والمعدات الطبية لقطاع غزة منذ ثلاثة أشهر بهدف الضغط على حركة حماس لكي تتنازل عن حكمها لقطاع غزة. وأكدت الصحيفة وجود نقص كبير في الأدوية والمعدات الطبية في قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر طبي فلسطيني أن مشافي غزة تعاني من نقص كبير في الأدوية ونقص 270 غرضا من المعدات الطبية الخاصة بغرف العمليات الجراحية. واصفة الوضع الصحي في غزة بالخطير جداً.
نحن نلمس هذا الخطر ونمسكه بأيدينا كلما راجعنا مشافي غزة، فإذا وجدت الطبيب المعالج فإنك لا تجد الدواء، وعليك أو على ذويك شراءه من الصيدليات الخارجية إن كان متوفرا فيها.
ثم إن وزارة الصحة في حكومة رام الله أوقفت التحويلات الطبية الخاصة بمرض السرطان من قطاع غزة، وهذا يعرض حياة المرضى للخطر والوفاة. مئات حالات السرطان وغيره تحتاج للعلاج في الخارج، ولكن يد مكتب التحويلات الخارجية مشلولة بقرارات عباس السياسية الأخيرة.
الحرب العقابية التي يشنها عباس على غزة قاسية وغير مسبوقة، وهي تجري تحت لافتات سياسية لا علاقة للمرضى بها، فمريض السرطان لا تعنيه الخصومة بين حماس وفتح؟! ، ما يعنيه هو أن يجد تحويلة تسمح له بالعلاج المناسب في المستشفى المناسب، لذا فإنه من أعظم الخطأ إدخال القطاع الصحي دائرة العقوبات، وما هو قاس وغير مدروس التوقف عن دفع ثمن الكهرباء لغزة، وهو ثمن يدفع أصلا من مال المقاصة التي تتعلق بالواردات لغزة. إن غزة جديرة أن تجد الكهرباء والدواء كما تجدهما رام الله، لأن الوطن واحد، والسلطة واحدة، ويجب الخروج من الأزمات الصحية والاجتماعية والكهربية إلى آفاق الحوار الواسع التي يمكن أن تساعد في إيجاد حلول لما هو مختلف فيه وعليه.