فلسطين أون لاين

تقرير كتائب الـقسـام توجِّه رسالة للاحتلال في الذكرى الـ (20) لإطلاق أول صاروخ

...
غزة - جمال غيث

وافقت يوم أمس السادس والعشرين من أكتوبر، الذكرى العشرون لإعلان كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، إطلاق أول صاروخ محلي الصنع من طراز "قسام1" باتجاه مستوطنة "سديروت" شمال قطاع غزة، ردًا على الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين في مدينة بيت ريما شمال غرب مدينة رام الله وسط الضفة الغربية.

ويعد "قسام 1" أول صاروخ فلسطيني مصنع محليًّا في تاريخ المقاومة الفلسطينية، والذي كان تتويجًا لعشرات المحاولات والتجارب.

مرحلة جديدة

وقالت كتائب القسام على موقعها في تصريح صحفي نشرته أمس: "تتويجًا لعشرات المحاولات والتجارب، تمكن مجاهدو القسام في الـ26 من أكتوبر عام 2002م، من إطلاق صواريخ القسام الأولى صوب مغتصبات ومواقع الاحتلال العسكرية في القطاع، قبل تحريرها، ليؤسسوا لمرحلة جديدة من الجهاد والمقاومة".

وذكرت الكتائب أن الفضل في تصنيع صاروخ القسام الأول، يعود للشهيد نضال فرحات، قبل أن يطلع الشهيد صلاح شحادة، بإنجازه ورفيقه الشهيد تيتو مسعود، كما ساهم الشهيد المهندس عدنان الغول، بتصنيعه وتطويره، وقد أطلق عليه هذا الاسم تيمنًا بالشيخ الشهيد عز الدين القسام وتخليدًا لمسيرته الجهادية.

ولا يتجاوز الصاروخ طوله 70 سنتمترًا ومداه 3 كيلومترات، وفق الكتائب التي ذكرت أنه أضاف إلى المقاومة تكتيكًا جديدًا إلى جانب العمليات الاستشهادية واقتحام المستوطنات وإطلاق النار، حيث تطور الصراع إلى مستوى آخر.

بعد نجاح التجربة الأولى دأب مهندسو القسام، على إدخال التطويرات والتحسينات على أداء الصاروخ، فقد تطور إلى قسام 2 و3 حتى عام 2008، مرورًا بمعركة الفرقان وحجارة السجيل وسيف القدس.

ومرت رحلة تصنيع صواريخ القسام، بمراحل مختلفة، فكانت البداية بالتركيز على المدى بهدف تحطيم نظرية الأمن للاحتلال، لتنطلق بعدها مرحلة جديدة تركّزت في تطوير القدرة التدميرية للصواريخ بهدف زلزلة الاحتلال، وحققت الردع وزرع الرعب في قلوب المحتلين، والذي ظهر جليًا في الدمار الذي أحدثته الصواريخ خلال المعركة الأخيرة.

وبينت الكتائب أنها واجهت تعقيدات مختلفة، من دخول المواد اللازمة للتصنيع، مرورًا بمراحل التصنيع، وصولًا إلى الإطلاق ومواجهة القبة الحديدية، التي تحوّلت إلى قبة كرتونية وأضحت أضحوكة أمام أنظار العالم.

واختتمت الكتائب بيانها، بتأكيد أن عقول مهندسي القسام تستكمل إبداعها بالتركيز على تكتيك الزخم الناري والقوة التدميرية والضربات الصاروخية المركزّة والمكثّفة، تجهيزاً وإعداداً لمعركة يساء فيها وجه المحتل، وتكون حجر الأساس في معركة التحرير.

تهديد مستمر

ويقول المختص في الشأن العسكري يوسف الشرقاوي: إن صاروخ "قسام 1" دشن لمرحلة جديدة من مراحل المقاومة، وشكل مصدر قلق حقيقي ومتزايد للاحتلال.

وأضاف الشرقاوي لصحيفة "فلسطين": "سجلت حماس أسبقيتها قبل عشرين عامًا، في تصنيع الصواريخ وإطلاقها على الأراضي المحتلة، بأدوات ومعدات بدائية بسيطة إلى أن طورت نفسها وراكمت قدراتها التدميرية، حتى باتت تؤرق الاحتلال وتقض مضاجعه".

وذكر أن حماس سرعان ما طورت صاروخ "قسام 1"، إلى "قسام 2" واستخدمته لأول مرة في فبراير/ شباط 2002، وفي مارس 2002 تمكن هذا الصاروخ من تحقيق إصابات بين صفوف الإسرائيليين.

وأكمل الشرقاوي: سرعان ما زادت المقاومة من تطوير نفسها وتصنيع صواريخها، وباتت تهدد تهديدًا متزايدًا مناطق أوسع في الأراضي المحتلة، من خلال تهريب وتصنيع صواريخ وتطويرها بمعدات بسيطة وإيجاد بدائل لها في ظل منع الاحتلال دخول وسائلها للقطاع.

ورغم محاولات الاحتلال لإيقاف عجلة التصنيع من خلال قصف واستهداف مواقع حماس، وتضييق الحصار عليها، فإن القسام استمر في عملياته بالتصنيع وبلغ مداها من 2 كيلومتر، إلى 250 كيلو مترًا، كما راكمت قدرتها التدميرية.

وأكد الشرقاوي أن المقاومة باتت تشكل تهديدًا على الاحتلال لمواصلة تطور نفسها وأدائها حتى بات الاحتلال يحسب لها ألف حساب ويخشى وقوع مواجهة جديدة معها، مدللًا على ذلك من خلال اعتراف الاحتلال بقوة المقاومة والخسائر التي تعرض لها خلال اعتداءاته المتكررة على القطاع. 

مصدر قلق

وقال الخبير في شؤون الأمن القومي إبراهيم حبيب: إن المقاومة الفلسطينية قهرت المستحيل في ظل حصار إسرائيلي مفروض على القطاع، وتمكنت بإمكانات بسيطة من تحقيق قوة لردع الاحتلال.

وأضاف حبيب لصحيفة "فلسطين": لاقى صاروخ قسام1، الذي أطلق قبل 20 عاما، استهزاءً لدى بعض المرجفين، الذين وصفوه بأنه محاولة يائسة ومضيعة للوقت، ولن يكتب له النجاح، حتى بات مصدر قلق وخوف يخشاه الاحتلال ويحسب له ألف حساب.

وأكد أن المقاومة تواصل عملها وتجاربها في تطوير منظومتها الصاروخية، وتستعد للمعركة القادمة وفق ما يتوفر لديها من إمكانات، لتكبد الاحتلال مزيدًا من الخسائر وتقلب المعادلة لصالحها.

وعملت المقاومة، وفق حبيب، في ثلاث اتجاهات لتطور صواريخها: أولها العزيمة والهمة العالية لمقارعة الاحتلال، ثانيها استجلاب العلوم والمعارف الخاصة بصناعة وتطوير الصواريخ، وقد نجحت في ذلك.

وثالثًا -بحسب حبيب- "اختيار أشخاص قادرين على الصناعة والابتكار والتطوير والتدريب وتقديم أرواحهم للدفاع عن مشروعها حتى نجحت في عملها وغيرت معادلة نظرية الأمن الإسرائيلي التي كانت تعتمد على الحرب الخاطفة ونقل المعركة إلى أراض العدو".

وبين الخبير في شؤون الأمن القومي، أن المقاومة نجحت بمنظومتها الصاروخية نقل المعركة إلى الجبهة الداخلية الإسرائيلية وجعل الحرب ممتدة، وإطالة أمدها وجعلها لصالح المقاومة، وتكبيد الاحتلال مزيدًا من الخسائر.