أعلنت وزارة الزراعة في قطاع غزة، عودة أسعار بيع الدجاج الطازج إلى الاستقرار في الأسواق المحلية، وذلك بعد سماحها للتجار بإدخال أجزاء الدجاج المجمدة والدجاج المبرد من الأسواق الخارجية، مفصحة في الوقت نفسه عن خطة سنوية لتنظيم قطاع الدواجن.
وأوضح مدير دائرة الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة عايش الشنطي، أن سعر بيع كليو الدجاج الطازج للمستهلك يسجل اليوم في الأسواق المحلية (11- 11.5) شيقلًا، منخفضاً عن (13-13.5) شيقلًا.
وبين الشنطي لصحيفة "فلسطين" أمس، أن سبب الانخفاض هو سماح وزارة الزراعة بإدخال الدجاج المبرد والمجمد من أسواق الضفة الغربية والداخل المحتل لكسر حدة ارتفاع الأسعار.
وتطرّق الشنطي في حديثه إلى العوامل التي ساهمت في ارتفاع أسعار الدواجن الطازجة في الأسواق، ومن أهمها، انخفاض كمية البيض المخصب المخصص للدجاج اللاحم الوارد إلى قطاع غزة في شهر أغسطس الماضي.
وأوضح الشنطي في هذا الجانب أن حجم البيض المستورد في أغسطس الماضي لم يتخطَّ 2 مليون و100 ألف بيضة، بيد أن الاحتياج الفعلي لقطاع غزة من (3-3.5) مليون بيضة، وسبب شح الكميات مصادرها الأم نظراً إلى صعوبة حركة الملاحة الجوية بين الدول بسبب تداعيات جائحة كورونا، والإقبال المتزايد حول العالم على البيض المخصب.
وأضاف أن نصف كمية البيض المخصب يُجلَب من السوق الإسرائيلي، والبقية من دول أوروبية كإسبانيا واليونان والمجر، إذ إن هذه المناطق تعاني أيضاً شحَّ البيض حاليا.
وأشار الشنطي إلى أن شح البيض رفع سعر الصوص محلياً، إذ قفز السعر من (2.5) شيقلاً إلى (3.5-4) شيقلاً؛ ما أدى إلى ارتفاع أسعار الدجاج الطازج في السوق المحلي أيضاً.
كما أرفق الشنطي في حديثه عاملاً وراء ارتفاع أسعار الدواجن في السوق المحلي بغزة، وهو ارتفاع مدخولات العملية الإنتاجية وأهمها الأعلاف، حيث قفز سعر الطن الواحد من (2200- 3000) شيقلاً.
وفي سياق ذي صلة، أوضح الشنطي أن الثقافة الاستهلاكية تغيرت لدى المستهلك، حيث بات يفضل اقتناء لحوم الحبش بجوار الدجاج.
وبين الشنطي أن استيراد قطاع غزة من البيض المخصص للحبش ارتفع من (400) ألف بيضة -قبل خمس سنوات- إلى مليون و400 ألف بيضة باليوم.
ونبّه الشنطي إلى أن وزارة الزراعة حددت خطة سنوية لتنظيم قطاع تربية الدواجن اللاحمة، التي تهدف بدرجة أساسية إلى توفير الدواجن بكميات كافية للمستهلكين، وأن يكون التوازن قائم بين الكميات المستوردة والاحتياج.
وأشار الشنطي إلى وجود (1600) مزرعة دواجن لإنتاج الدجاج اللاحم في قطاع غزة.
من جانب آخر أهاب الشنطي بمربّي الدواجن إلى اتباع الإرشادات الصادرة عن وزارة الزراعة بشأن أعمال التربية خلال فصل الشتاء لتفادي حدوث خسائر، منها التأكد من تغطية المزرعة بالنايلون وشوادر بلاستيك لمنع تسرب المياه إلى الداخل، وتوفير تهوية وتدفئة ملائمتين، والمواظبة على تقديم الفيتامينات والتقاوي المطلوبة للدجاج في فصل الشتاء.
كما طمأن الشنطي المستهلكين باستقرار أسعار اللحوم الحمراء في السوق المحلي، مبيناً أن استقرار الأسعار المحلية مرتبط باستقرار الأسعار في السوق الإسرائيلي والأسواق الدولية.
تجدر الإشارة إلى أن القطاع الزراعي في قطاع غزة تعرض لخسائر فادحة في عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع في مايو المنصرم، إذ سجلت الخسائر بنحو (204) ملايين دولار، وخلال العدوان تعمد الاحتلال استهداف مزارع تربية اللحوم الحمراء والبيضاء، وتدمير دفيئات زراعية، وطرق زراعية وردم آبار مياه، ثم أتبع ذلك بوقف إدخال المدخلات الإنتاجية اللازمة للزراعة ومنع الصادرات قبل أن يعدل عن ذلك القرار.