فلسطين أون لاين

مبادرة بشراكة عالمية

"جيل طليق" يحفز طاقات الشباب للازدهار في عالم الأعمال

...
غزة/ مريم الشوبكي:

لتقليل الفجوة بين التعليم وسوق العمل، وزيادة الوعي بأهمية الابتكار والريادة بين الشباب، ينفذ مركز العمل التنموي "معًا" في غزة، بالشراكة مع "اليونيسيف" المبادرة العالمية "جيل طليق".

ويسعى المشروع لتنفيذ تدريبات نوعية تستهدف 1000 شاب وشابة من جميع محافظات قطاع غزة، تساعدهم في إطلاق مشاريع ريادية في مجالات الأعمال المجتمعية.

ويُعنى "جيل طليق" بطلبة المدارس والجامعات لتدريبهم على كيفية استنباط أفكار لمشاريع ريادية قابلة للتطبيق على أرض الواقع، لتضعهم على أول درجة في سلم النجاح، وتخطي الأزمات الاقتصادية بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، وفقًا للمحاضرة الجامعية وإحدى مدربات المشروع د. رناد الحلو.

وتبين لـ"فلسطين" أن التدريب يهدف لبناء قدرات الشباب وتطوير الأدوات والممارسات في موضوعات تتناول مهارات القرن الـ21، وتمكنهم من تحويل أفكارهم الريادية والمبتكرة إلى مشاريع ومبادرات قابلة للتنفيذ تخدم المجتمع المحلي وتجمع الشباب حولها.

وتوضح الحلو أن المشروع يُعنى بالشباب من سن 16 إلى 25 سنة، إذ يتلقون تدريبات عبر تطبيقات برامج الاجتماعات الافتراضية، وأخرى وجاهية.

وتشير إلى أن 40 مدربًا يقومون على تنفيذ التدريبات التي تركز على مهارات الاتصال والتواصل، والتفكير الإبداعي الناقد، وتشجيع المشارك على طرح أفكار ريادية ليصنع لنفسه من خلالها فرصة عمل، "حتى لو لم يشارك بأفكار ريادية، هذا المشروع يفتح أمام المشاركين للتفكير خارج الصندوق".

وتلفت الحلو إلى أنه تم تقسيم المتدربين لمجموعات، كل مجموعة مكونة من خمسة أشخاص تقدم فكرة ريادية، حيث سيتم اختيار ستة أفكار في النهاية ليتم تمويلها.

وتذكر أنه تم تدريب المتدربين على مهارات التعامل مع برنامج "زوم"، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي، والتعاون، والإبداع، وفن التواصل خصوصا مع الناجين من الأزمات والكوارث، والقيادة.. مفاهيم وتطبيقات عملية، وتحديد الاحتياج وتحليل الفجوة لا سيما للمجتمعات الناجية من الأزمات والكوارث.

وتنبه الحلو إلى أنه تم تدريب المشاركين على مفاهيم الاستدامة، ومهارات تجنيد الأموال للمشاريع الناشئة والمبادرات المجتمعية، وتصميم وتطوير المبادرات المجتمعية، وتصميم وتطوير نماذج الأعمال (BMC).

وترى في المشروع نقلة نوعية للطلبة، إذ يحفزهم على الإبداع في الأفكار الريادية وتطويرها حتى يمكن تطبيقها.

وتقول الحلو: "خلال مرحلة التدريب تم اكتشاف طاقات كامنة لدى الطلبة، والمرحلة الثانية سيتم اختيار وتقييم تلك الأفكار الريادية المقدمة"، مشيرة إلى المشاريع التي سيقع عليها الاختيار، يجب أن تكون إبداعية، وواقعية، وجديدة غير مستنسخة عن أخرى.

وفي نهاية المشروع الذي من المقرر اختتامه نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2021، ستخضع المشاريع الريادية المقدمة للتقييم لاختيار ستة منها، حيث سيتم تمويل كل مشروع ما بين 5000 إلى 6000 دولار.

وتأمل الحلو استمرار المشروع وتوسعته ليشمل أكثر من 6 أفكار ريادية إبداعية، لتعين الشباب على إيجاد فرصة عمل في ظل حصار وأوضاع اقتصادية صعبة للغاية.

يشار إلى أن مبادرة "جيل طليق" هي مبادرة بشراكة عالمية تعمل على إعداد الشباب ليصبحوا مواطنين منتجين ومشاركين منخرطين في التعليم أو التدريب أو العمل بحلول عام 2030.

وتربط المبادرة بين التعليم والتدريب في سن الثانوية وفرص العمل وريادة الأعمال، ليتمكّن كل شاب من الازدهار في عالم العمل.

الافتقار إلى الفرص

وتفيد معطيات منظمة "اليونيسيف" بأن ثمة 1.8 مليار شاب وشابة في العالم، لا يستطيع عدد كبير منهم تحقيق أهدافهم، وليس في وسعهم المساهمة في مجتمعاتهم المحلية.

وتوضح في تعريف المبادرة التي أطلقت عام 2018، أن هناك أكثر من 200 مليون مراهق ومراهقة على مستوى العالم غير ملتحقين بالمدارس، كما أن العديد من المراهقين الملتحقين بالمدارس يشعرون أنهم لا يتعلمون المهارات التي يحتاجون إليها. "وثمة ملايين منهم متأثرون بالفقر والعنف، ويعيشون حياتهم وسط الخوف. ويشعر الكثير منهم أن لا صوت لهم".

وتضيف: "نريد أن نرى عالماً يشعر فيه جميع الشباب بالتمكين، وأن يتعلموا دون خوف، وأن يكتسبوا المهارات والمعارف التي يحتاجون إليها كي يزدهروا. نحتاج إلى استثمار، نحتاج إلى عمل، نحتاج إلى تغيير".

في حين تلفت مبادرة "جيل طليق" عبر موقعها الإلكتروني إلى أن 267 مليون شاب في سن (15-24 عاماً) عاطلون عن العمل أو غير ملتحقين بأي نظام تعليمي أو تدريبي، وأن 429 مليون شاب يشكلون أكثر من ثلاثة أرباع الشباب حول العالم، يعملون في وظائف في القطاع غير الرسمي، "وإذا استمرت الاتجاهات الحالية في البلدان منخفضة الدخل، لن يحقق سوى 8% من الشباب الحد الأدنى من المهارات الثانوية بالمقارنة بما نسبته 70% في البلدان مرتفعة الدخل".

وتؤكد أن أكبر التحديات التي تواجه الشباب الافتقار إلى الفرص المتكافئة التي من شأنها أن تمكنهم من أسباب القوة سواء على المستوى الشخصي أو من أجل دفع المبادرة نفسها، "كما ينقصنا توافر الحيز الذي يتيح تولي زمام صنع القرار وتحقيق أثر حقيقي".

وعلى مستوى قطاع غزة تلامس نسبة البطالة حاجز 45%، في حين تقدر اللجنة الشعبية لكسر الحصار عدد المتعطلين عن العمل بنحو 300 ألف شخص.