تتطلع عائلة القائد في كتائب القسام الأسير عبد الله البرغوثي، إلى أن تدق فرحة الحرية باب منزلها قريبًا عبر صفقة تبادل مشرفة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
وكحال بقية عائلات الأسرى من ذوي المحكوميات العالية، تعيش عائلة البرغوثي على أمل اللقاء بـ"أمير الظل" المغيب قسرا في سجون الاحتلال منذ قرابة 19 عاما.
وتقول العائلة إنها لا تكاد تتخيل استثناء والدهم من أي صفقة تبادل قادمة.
والأسير البرغوثي هو أحد قادة القسام، ويعتبر صاحب أعلى حكم لأسير فلسطيني في تاريخ محاكم الاحتلال (67 مؤبدا).
مسؤولية مزدوجة
وتشرح سمر البرغوثي معاناة البعد عن زوجها، قائلة: مضت 19 عاما على اعتقال (أبو أسامة) 10 منهم قضاها في العزل الانفرادي كانت من أصعب سنوات حياتنا، فلا يوجد زيارات والتواصل فقط عبر الصليب الأحمر مرة كل 4 أشهر من خلال رسائل الاطمئنان فقط.
ونبهت "أم أسامة" إلى أن سنوات الاعتقال سبقها عامان من المطاردة، وهو أمر ضاعف من معاناتها وزاد من ثقل المسؤولية الملقاة على كاهلها.
وشددت على أن المرأة الفلسطينية دائما ما تتحمل الثقال وتثبت للعالم أنها تملك القوة الكافية لتربي أولادها رغم بعد الوالد، لافتة الانتباه إلى أنها ربتهم كما تمنى زوجها، الذي يتابع أحوالهم على الدوام.
صوت الأسرى
وتحاول "صفاء" ابنة الأسير عبد الله عبر منصات التواصل الاجتماعي وصف شعور أبناء الأسرى عمومًا حول حجم الفقد، كما تسعى لإيصال رسائل للمقاومة بضرورة إدراج اسم والدها ضمن أي صفقة تبادل قادمة.
وعبّرت "صفاء" عن فخرها الكبير بوالدها وتاريخه الجهادي، متمنية وجوده دائمًا بينهم، "فقد مرت الكثير من اللحظات التي افتقدتُ وجوده خاصة في لحظة فرحة النجاح في الثانوية العامة عندما حصلت على 98.3 %".
وقالت: "والدي يمثل قدوة وفخر وشخصية عظيمة بالنسبة لي، فهو البطل الذي استطاع صناعة التاريخ بإلحاقه الألم بدولة الاحتلال، إضافة إلى كونه أب عظيم ساعدني على تحقيق حلمي وحلمه بدراسة الطب".
وتمكن الأسير القائد قبل ثلاثة سنوات من التواصل مع العائلة وإرسال "روب الطب" لكريمته مكتوب عليه د. صفاء البرغوثي.
أما شقيقتها الأخرى "تالا" فتجد من وسائل الإعلام المحلية وسيلة للتعبير عن فخرها بوالدها والحديث عن معاناة الأسرى.
وأكدت أن أبناء الأسرى دائما يتمسكون بالنجاح من أجل إدخال الفرح والسعادة على قلوب آبائهم في السجن.
وتبدي "تالا" ثقتها بأن المقاومة التي تحتفظ بـ 4 أسرى من جنود الاحتلال، ستدرج اسم والدها ضمن صفقة التبادل القادمة رغم الحكم المرتفع المفروض عليه.
وقبل سنوات، أكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام في رسالة للبرغوثي أن "حريتكم واجب والتزام، وسجّانكم إلى زوال".
"أمير الظل"
والقائد البرغوثي (49 عاما) ولد في الكويت عام 1972م، وهاجرت أسرته إلى الأردن بعد الأزمة العراقية الكويتية حيث درس الثانوية العامة، ثم سافر إلى كوريا الجنوبية لإكمال تعليمه الجامعي، فبدأ عام 1991 دراسة الأدب الكوري بعد إتقانه اللغة آنذاك، ومن ثم دراسة الهندسة الإليكترونية.
بعد ذلك قرر العودة مرة أخرى إلى الأردن وعندها بدأ العمل مهندسَ صيانة في إحدى الشركات، وحصل عام 1998م على عقد عمل مع إحدى الشركات الفلسطينية في القدس.
تزوج عام 1998م، وهي العام ذاته الذي عاد فيه إلى قريته بيت ريما قضاء رام الله، وهناك شرع بتأسيس عائلة، واعتقلته قوات الاحتلال بتاريخ 5 مارس 2003.
ويقضي حاليا حكما من أعظم الأحكام في التاريخ بالسجن المؤبد 67 مرة، إضافة إلى خمسة آلاف ومئتي عام، لمسؤوليته عن سلسلة عمليات استشهادية نفذت خلال انتفاضة الأقصى بين عامي 2000 و2003م.
والبرغوثي هو أحد أعمدة الأدب في سجون الاحتلال، فقد ألّف عددا من الكتب والروايات التي خرجت إلى الفضاء الخارجي وشكلت علامة فارقة في تاريخ أدب السجون.