منذ أكثر من عام تواصل السلطة برام الله تقليص التحويلات الطبية الخارجية لمرضى قطاع غزة، ضمن إجراءاتها العقابية المتواصلة ضد القطاع، الهادفة إلى تحقيق غايات سياسية لصالح حركة فتح.
وتسببت تقليصات السلطة بشأن حصول مرضى غزة على حصتهم من دائرة العلاج بالخارج، في زيادة معاناتهم الصحة التي أدت إلى وفاة عدد من المواطنين أصحاب الأمراض المزمنة والخطيرة، كالسرطان والكبد الوبائي.
وبلغت تكلفة الحالات عام 2020، لقطاع غزة والضفة الغربية 825.7 مليون شيقل، إذ جاءت تكلفة الحالات المحولة من غزة بقيمة 126.8 مليون شيقل (15%)، وتكلفة الحالات المحولة من الضفة الغربية 689.9 مليون شيقل (85%).
كما جاء نصيب المستشفيات الخاصة في الضفة الغربية والقدس 86%، في حين المستشفيات الخاصة في قطاع غزة 7%، ومستشفيات الأردن 0.3 % ومصر 2.8%، وفي دولة الاحتلال 3.9% من مجمل التحويلات.
ويؤكد الستيني خالد سليمان، وهو مصاب بمرضى السرطان، أنه يحاول منذ 6 أشهر الحصول على تحويلة للعلاج في أحد مستشفيات الداخل المحتل، بناءً على توصية الأطباء في مستشفيات غزة.
ويقول سليمان في حديثه لصحيفة "فلسطين" إنه حصل قبل عام على تحويلة واحدة من دائرة العلاج بالخارج، وخضع لجلسة علاج وصلت إلى أسبوع واحد في أحد مستشفيات الداخل المحتل، وأوصاه الأطباء بالعودة بعد 3 أشهر لاستكمال العلاج، لكن لم تصدر الدائرة له تحويلة لإكمال علاجه، حتى اللحظة.
ولفت الرجل الستيني الذي يقطن مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، إلى أنه يذهب أكثر من 3 مرات أسبوعيًّا إلى مدينة غزة لمراجعة دائرة العلاج بالخارج، ويسلك مسافة طويلة تثقل كاهله بجهد متعب، ومصاريف طريق باهظة، دون تمكنه من الحصول على التحويلة العلاجية.
ويوضح أن دائرة العلاج بالخارج تدَّعي أن سبب عدم صدور تحويلة العلاج الخاصة به، انتظار موافقة سلطات الاحتلال، دون تقديم أي دليل حتى يقدّم شكوى في المؤسسات الحقوقية.
وكذلك الستينية عائشة عودة تشير إلى رفض دائرة العلاج بالخارج إصدار تحويلة لها لإجراء عملية قلب مفتوح في مستشفى بمدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، دون ذكر الدائرة أسباب ذلك.
تقول عودة في حديثها لـ"فلسطين": "بشكل واضح السلطة في رام الله تعاقبنا نحن المرضى من خلال رفضها إصدار تحويلات للعلاج بالخارج لنا، ضمن إجراءاتها العقابية ضد غزة منذ سنوات".
وتضيف عودة "حالتي الصحية تأثرت بشكل كبير بسبب عدم إجرائي العملية الجراحية، وأخشى أن أجريها في غزة لتقدمي في السن، وتوصية الأطباء بضرورة إجرائها في مستشفى متخصص في نابلس".
وتحمل المريضة عودة السلطة المسؤولية الكاملة عن حياتها، لكونها المسؤولة عن عدم إصدار تحويلة العلاج بالخارج.
ويؤكد مدير جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية د. عائد ياغي أن غزة تتعرض لظلم في ملف تحويلات العلاج بالخارج، إذ إن هناك مرضى يحتاجون إلى تحويلات ولا يتم منحهم إياها.
وأشار ياغي في حديثه لـ"فلسطين" إلى تراجع أعداد تحويلات العلاج بالخارج لغزة، إذ أنه تم إيقاف تحويلات أهالي القطاع إلى مستشفيات الداخل المحتل منذ 5 سنوات، في حين التحويلات إلى الأردن تكاد تكون معدومة، منبها إلى أن أكثر الفئات تضررا من ذلك مرضى السرطان، خاصة أنهم بحاجة إلى علاج وتلقي جرعاتهم بانتظام.
وأضاف أن عدم إعطاء المرضى تحويلات طبية من دائرة العلاج بالخارج له تأثيرات نفسية تؤثر على صحتهم.
يشار إلى أن رئيس السلطة محمود عباس يتخذ سلسلة من الإجراءات العقابية ضد أهالي قطاع غزة، منذ عام 2017، أبرزها تقليص رواتب الموظفين وإحالة الآلاف منهم للتقاعد الإجباري، ومنع إصدار جوازات السفر والتحويلات الطبية.