مضت سبعة أعوام على إعادة اعتقال سلطات الاحتلال الإسرائيلي نحو 70 أسيرًا من محرري صفقة "وفاء الأحرار" في ظل إصرار حركة حماس على إطلاق سراحهم قبل تنفيذ صفقة تبادل جديدة.
وفي الثامن عشر من حزيران/ يونيو عام 2014 أعادت قوات الاحتلال اعتقال نحو 70 محررًا ممن أُفرج عنهم ضمن الصفقة، وأعادت لغالبيتهم أحكامهم السابقة بالسجن المؤبد دون سابق إنذار أو أي محظور ارتكبه.
وكانت مؤسسات فلسطينية مختصة في قضايا وشؤون الأسرى والمحررين، أطلقت في حزيران/ يونيو الماضي، حملة استمرت لشهر، للتضامن مع محرري صفقة "وفاء الأحرار" المعاد اعتقالهم.
وتصر حركة حماس، على الإفراج عن الأسرى المعاد اعتقالهم عقب تحررهم في صفقة "وفاء الأحرار" من دون قيد أو شرط.
أوراق قوة
وأكد المتحدث باسم مركز حنظلة لشؤون الأسرى والمحررين، علي الصرفيتي، أن المقاومة الفلسطينية تصر على الإفراج عن الأسرى المعاد اعتقالهم من محرري "وفاء الأحرار" قبل البدء في صفقة جديدة.
وقال الصرفيتي لصحيفة "فلسطين": إن المقاومة لن تتخلى عن الأسرى وتواصل العمل من أجل تحريرهم وتضع قضيتهم على سلم أولوياتها، وتصر على إعادة إطلاق محرري "وفاء الأحرار"، عادة ذلك شرطًا أساسيًا لعقد صفقة جديدة.
وأشار إلى أن الاحتلال يتصرف بعنجهية ويخالف بوضوح القانون الدولي وشروط صفقة التبادل وضماناتها، داعيًا مصر إلى اعتبار أنها راعية الاتفاق لممارسة دورها والضغط على (إسرائيل) لإطلاق سراح الأسرى.
ولفت الصرفيتي النظر إلى أن المقاومة الفلسطينية ستكسر تعنت الاحتلال وتجبره على إطلاق سراح أسرى "وفاء الأحرار" وسيزيد من قوتها، وعقد صفقة جديدة بشروط أكثر قوة وإيلامًا.
وأكد أن المقاومة باتت أكثر قوة وصلابة وتمتلك الخبرة وأوراق القوة، الأمر الذي يمكنها من إدارة ملف تبادل الأسرى بقوة وبجدارة، في ظل محاولات الاحتلال لدفعها للقبول بإملاءاته والتي ستبوء في نهاية المطاف بالفشل وتستجيب لشروط المقاومة.
الرضوخ للمطالب
في حين يقول مسؤول ملف الأسرى في الجبهة الديمقراطية إبراهيم منصور، إن موقف المقاومة بالإصرار على إطلاق سراح من أعيد اعتقالهم من الصفقة الأولى قبل الشروع في تفاهمات حول صفقة جديدة بما تملكه من أوراق، يجبر الاحتلال على الرضوخ لمطالبها.
وأضاف منصور في تصريحات لصحيفة "فلسطين"، أن تمسك المقاومة بإعادة اعتقال محرري صفقة التبادل يجعلنا قادرين على إلزام الاحتلال تنفيذ جميع بنود الصفقة وعدم الإخلاء بها.
وشدد على ضرورة وضع المزيد من القيود على المحتل الذي يسيطر على الأرض الفلسطينية كاملًا ويعتقل من يشاء ويمارس ظلمه تجاه شعبنا، من أجل حماية المفرج عنهم ضمن صفقات التبادل.
وتابع: "علينا أن ننظر بعين الاهتمام لسلوكيات الاحتلال وأن نعمل بكل قوة لإجباره وإلزامه بالصفقة الجديدة وأن تكون برعاية وضمانات دولية".
وتحتفظ حركة حماس، بأربعة إسرائيليين، بينهم جنديان أُسرا في العدوان الأخير على غزة، صيف عام 2014 -دون الإفصاح عن مصيرهما ولا وضعهما الصحي- وآخران دخلا إلى غزة في ظروف غير واضحة في السنوات الماضية.
وتتوسط مصر بين حماس والاحتلال من أجل إبرام صفقة جديدة لتبادل الأسرى، وتتمسك الفصائل بمطلب الإفراج عن الأسرى المعاد اعتقالهم قبل الحديث في صفقة جديدة.