فلسطين أون لاين

تقرير ماذا وراء إصدار نقابة أردنية تعميمًا بعدم المساهمة في بيع أراضٍ فلسطينية؟

...

أثار تعميم أصدرته نقابة المحامين الأردنيين، يلزم منتسبيها بعدم تنظيم أي وكالة أو اتفاقية تعنى ببيع الأراضي الفلسطينية، تساؤلات حول الأسباب التي دعت النقابة إلى إصداره.

وأوضحت نقابة المحامين الأردنيين، أن التعميم الذي أصدرته، الاثنين الماضي، جاء بناءً على كتاب صادر عن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، ومذكرة طلب من سفارة فلسطين في العاصمة الأردنية عمّان.

وأفاد عضو مجلس النقابة إياد البَو، بأن مضمون هذا التعميم معمول به سابقًا ولا يضيف أي جديد ويندرج في سياق التذكير والتأكيد، لافتا إلى أن "الهيئة العامة للمحامين مناهضة للتطبيع بكافة أشكاله، ولا يمكن أن تشارك في عمليات تسريب أو بيع لأراضٍ في فلسطين المحتلة".

وقال البَو لـ"قدس برس" إن كاتب العدل في الأردن أساسًا، يضع بندًا واضحًا في أي وكالة عامة، ينص على أنه "يستثنى من أحكام هذه الوكالة البيع والرهن والشراء بالضفة الغربية، الواقعة تحت سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني، بما في ذلك مدينة القدس وضواحيها، وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتوكيل الغير في الأموال غير المنقولة".

وشدد على أن النقابة تحظر على المحامين التدخل في هذه البيوعات، ولا تتوانى في اتخاذ إجراءات ضد من يثبت تورطه فيها، مضيفًا: "طلبنا من الزملاء في نقابة المحامين الفلسطينيين تزويدنا بأي وثائق تكشف عن تورط محامين أردنيين، ولم يردنا منهم أي معلومات أو وثائق".

توضيح وتفصيل

وبيّن البَو أن "المشكلة تكمن في السماسرة داخل وخارج أراضي فلسطين المحتلة، الذين يقومون على إجراء صفقات بيوع"، لافتا إلى أن السفارة الفلسطينية في عمان تنظم عقود وكالات بيع، "فالموضوع كان بحاجة إلى شيء من التفصيل".

وتابع: ليست كل الأراضي الفلسطينية ممنوع إجراء وكالات بيوع فيها، فهناك مناطق (أ) و(ب) و(ج)، وهناك أراض عليها تسوية، وأخرى بلا تسوية، فكتاب وزارة الخارجية كان لا بد أن يكون أكثر تحديدا وتفصيلا.

وأكد البَو على موقف النقابة بعدم تسريب الأراضي لليهود، وإدراكها لوجود مشكلة في الأراضي الخاضعة للسلطة الفلسطينية، ولكن "ليس للمحامين الأردنيين أي طرف فيها".

وأضاف أن "النقابة تحظر على المحامين الأردنيين التطبيع بأي شكل من الأشكال، حتى الزيارات، وفي حال ثبوت حالة تحال فورا إلى مجلس تأديب وتوقع عليها العقوبة المناسبة، والتي تبدأ من التنبيه إلى الشطب النهائي من سجل النقابة".

وبحسب مواطن أردني فإنه اضطر إلى بيع أرض له في فلسطين المحتلة، وذلك لتسوية معاملة إرث يشترك فيها مع أولاد عمومته بالضفة الغربية، مشيرا إلى أن عملية البيع تمت بالتنسيق مع السفارتين الفلسطينية والإسرائيلية.

وذكر المواطن الذي شدد على عدم ذكر اسمه لـ"قدس برس" أن "مندوبا حكوميا إسرائيليا معنيا بعمليات التسجيل العدلي، تمم عملية البيع في زيارة قام بها إلى بيتي في عمان".

وأضاف أن العشرات من عمليات البيوع للأراضي تتم بهذه الطريقة.

خيانة عظمى

وقال عضو مجلس النواب الحالي صالح العرموطي، إن "هذا التعميم صادر عن الهيئة العامة منذ ما يزيد عن 25 عاما، وليس معمولا به في نقابة المحامين فحسب، إنما في جميع النقابات المهنية الأردنية، ويقضي بعدم التعامل مع العدو الصهيوني، بيعًا وشراءً وزيارةً وترافعًا".

وأضاف العرموطي أن "الموضوع محسوم سابقا، وموقف المحامين واضح، ولا يحتاج لكتاب من الخارجية والسفارة، ولجنة مقاومة التطبيع بتت في كل هذه الأمور مسبقا، وكذلك اتحاد المحامين العرب، ومسألة البيع أو المساهمة فيها تتجاوز التطبيع لتصل إلى حد الخيانة العظمى، ولذلك لا يقدم عليها أي محام أردني حر".

واستدرك بالتأكيد على أن "الكتاب المذكور إيجابي ووطني وعروبي وإسلامي، ولكن كان الأولى بوزارتي الخارجية والعدل مخاطبة النقابة والتنسيق معها مباشرة في هذا الصدد، كما أن التعميم الصادر عن النقابة يجب أن يعزَّز بقرار توكيدي من المجلس".

وأوضح نقيب المحامين الأردنيين الأسبق أن "تنظيم بيع أي عقار في الأردن أو فلسطين باطل وغير ملزم للأطراف، ما دام خارج دوائر التنظيم الرسمية".

ولفت إلى أن الاستثناء الذي يصدر في الوكالات من كاتب العدل يهدف إلى منع وصول الأراضي لـ"العصابات الصهيونية"، وذلك لوجود "جواسيس" يروجون لبيع الأراضي بوكالات أو من خلال التزوير.

وألمح إلى احتمالية وجود عبث في الوكالات التي تصدر، ما دفع وزارة الخارجية لإجراء تدابير احترازية، منها إصدار كتابها الأخير، ولكن ليس هناك معلومات عن حالات، ولو وجدت لتحركت نقابة المحامين الفلسطينيين بالتنسيق مع المحامين الأردنيين، "فالتنسيق قائم بين النقابتين، ولنا فروع في القدس كنقابات مهنية أردنية".

تجدر الإشارة إلى أن الأردن وقّع اتفاقية تسوية مع (إسرائيل) عام 1994، عرفت باتفاقية "وادي عربة" نصت على إنهاء حالة العداء بين الجانبين وتطبيق أحكام ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي بشأن العلاقات بين الدول.

المصدر / فلسطين اون لاين