أب معتقل داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وأم تتنقل بين المستشفيات ترافق نجلها بحثًا عن علاج طبي لحالته الصحية، وأبناء مشتتون بين أبناء أعمامهم.
هكذا تعيش حالة الأسير هشام أبو هواش (40 عامًا) من بلدة دورا قضاء الخليل، والذي يخوض الإضراب المفتوح عن الطعام لليوم الـ60 على التوالي.
ويعمل أبو هواش في مهنة البناء، ولديه خمسة أبناء، أحدهم يعاني مشكلات صحية في الكلى.
ويقول شقيقه عماد إن شقيقه الأسير "كان يعمل قرابة 13 ساعة في اليوم ليوفر مصاريف العلاج لابنه (عز الدين 6 سنوات) إذ كان الاحتلال يرفض منحه وزوجته تصريحًا لدخول القدس لمعالجته".
ويضيف عماد: "هشام كان يجمع المال ليحضر الأطباء من القدس المحتلة إلى الخليل على نفقته الخاصة لإجراء العملية الجراحية اللازمة لابنه".
واعتقلت قوات الاحتلال في أكتوبر 2020، أبو هواش، وحكمت عليه بالاعتقال الإداري لمدة ستة شهور وقبيل انتهاء مدة الاعتقال بثمانية أيام، مددت سلطات الاحتلال اعتقاله ستة شهور أخرى.
ويشير إلى أن "هشام" قرر الإضراب عن الطعام؛ لوقف الاعتقال الإداري ونيل الحرية من أجل الخروج لمواصلة علاج ابنه "عز الدين".
وعزلت إدارة السجون، الأسير أبو هواش في سجن "عوفر" ومنعته من زيارة المحامين.
وبعد مرور أربعين يومًا على إضرابه نقله الاحتلال لعيادة "سجن الرملة" لتدهور وضعه الصحي لكونه يرفض تناول المدعمات أو الخضوع للفحص الطبي، بحسب شقيقه.
ويلفت عماد إلى أن الحالة الصحية لشقيقه في تدهور مستمر فجسده هزيل ويتنقل عبر كرسي متحرك ويعاني آلامًا في الخاصرة ويتقيأ مادة صفراء مخلوطة بالدم وغيرها ما يجعله معرضًا في أي وقت للإصابة بجلطات أو توقف القلب.
ويزداد قلق العائلة على "هشام" بعدما فقد الوعي في أثناء لقائه بالمحامي في اليوم الـ57 للإضراب عن الطعام، وهو مصمم على الاستمرار في إضرابه؛ لكون جهاز "الشاباك" أبلغ محاميه بأن لديه نية لتمديد اعتقاله الإداري لمدة أربعة شهور أخرى.
ويصف عماد "الأمر المؤلم" أن العائلة بأكملها ممنوعة من زيارته؛ لأسباب أمنية واهية.
ويشير إلى أن أسرة هشام أصبحت مشتتة فزوجته ترافق حاليًا "عز الدين" الذي لم تنجح عمليته الجراحية "وهو الأمر الذي يتعمدون إخفاءه عن هشام حتى لا تتأثر نفسيته"، في حين يتشتت أبناؤهم الأربعة الآخرون بين بيوت أعمامهم، وكل ذلك يرافقه القلق الشديد على حياة والدهم.
وانتقدت عائلة أبو هواش عدم ارتقاء مستوى التفاعل الجماهيري مع إضراب الأسرى المضربين عن الطعام، متسائلة: "أما آن الأوان للسلطة أن تتحرك لإنقاذ المعتقلين الإداريين المضربين عن الطعام، هل تنتظر وقوعهم شهداء وعودتهم في توابيت لذويهم؟!".
ويخوض سبعة أسرى الإضراب المفتوح عن الطعام وهم: كايد الفسفوس منذ (92 يوما)، ومقداد القواسمة يواصل إضرابه لليوم (85)، وعلاء الأعرج منذ (68 يوما)، وهشام أبو هواش المضرب منذ (59 يوما)، وشادي أبو عكر ويخوض إضرابه لليوم (51 يوما)، وعياد الهريمي منذ (22 يوما)، وخليل أبو عرام مضرب لليوم الخامس على التوالي إسنادا للأسرى المضربين ولأسرى الجهاد الإسلامي، ويقبع في زنازين سجن "عسقلان".