حذر أحد قادة جيش الاحتلال أمس من أن الأوضاع في غزة قابلة للانفجار، خاصة بعد خضوع الاحتلال لطلب عباس تقليص كمية الكهرباء التي تصل لغزة من طرف الاحتلال، مما يشدد الأزمة الإنسانية، ويدفع باتجاه إمكانية انفجار الأوضاع المتوترة أصلاً بسبب استمرار الحصار منذ ما يزيد على 10 سنوات.
الجديد في الأمر هو الاعتراف الإسرائيلي، ومن أحد قادة الجيش، أن ما يتم هو ضغط كبير على صندوق البارود في 360 كيلو متر مربع، ويتعرض لحصار مشدد يخنق المواطنين ويمنعهم من ممارسة حياتهم الطبيعية في ظروف تكاد تنعدم فيها الكهرباء، وتلوث المياه، ومنع الأدوية، وازدحام سكاني يعد الأعلى على مستوى العالم، وارتفاع نسبة الفقر، ومعدلات البطالة الأعلى عالمياً، وغياب أي أفق للحل في المنظور القريب، مما يضيف عاملًا جديدًا للتوتر في المنطقة الجنوبية.
الضغط الثلاثي الذي يكاد يكون متوافقًا ومتقاربًا في استمرار الضغط وتتناغم فيه الأطراف الثلاثة نحو استمراره. الاحتلال الإسرائيلي الذي يغلق المعابر ويمنع الاحتياجات الأساسية وخاصة مواد البناء، وعدم إعادة الإعمار.
بينما الطرف الثاني الذي يعلن جهاراً نهاراً أنه يمارس ضغطًا لاستمرار حصار غزة هو رئيس السلطة محمود عباس، الذي اتخذ خطوات عديدة لاستمرار الحصار وخلق أزمة إنسانية متفاقمة في غزة، آخرها خصم 30% من رواتب الموظفين، وإحالة ما يزيد على 20000 موظف للتقاعد المبكر، وقطع رواتب الأسرى، وبعض النواب ووقف المساعدات عن الأسر الفقيرة، واستمرار فرض ضريبة البلو على محطة الكهرباء، وغيرها من الإجراءات الواسعة التي تتم.
الأول والثاني يقولان إنهما يرغبان في اجتثاثك لكن بأقل الخسائر، حيث الأول يخشى أن تذهب المنطقة لحرب لا يرغب بها في هذه المرحلة، وقد تكون غير محسوبة النتائج، وخاصة أن المقاومة قادرة على إيلامه، بينما الثاني ليس لديه ما يخسره لأنه منذ مدة فقد الدعم الشعبي والجماهيري ويرتكز فقط على ما يقدمه من تنازلات للأول عبر التنسيق الأمني، لذلك وجد في المقابل تعاونًا من الاحتلال معه في قطع الكهرباء عن غزة، وهو شكل جديد من التنسيق الأمني بين الاحتلال وعباس يتم بموجبه اجتثاث المقاومة، وحصار غزة لإخضاعها للإملاءات الإسرائيلية العباسية.
الشكل الثالث من أشكال الضغط هو عربي بامتياز يتقاطع مع الاثنين من خلال إدراج المقاومة وتحديداً حركة حماس كحركة إرهابية، دون تقديم أي دليل على ذلك، بل شن حملات إعلامية مدفوعة الأجر عبر وسائل إعلامية عربية لشيطنة المقاومة والفلسطينيين وتحديداً في غزة، ضمن تحالف جديد علني يتوافق مع المصطلحات والمواقف الإسرائيلية ليبدو أن الهدف إسرائيلي والأدوات عربية، تنطلق في الخليج العربي، وسط صمت من الطبقات المثقفة ورجالات الدين في الخليج العربي، وحالة من الدهشة والاستغراب، وارتياح إسرائيلي لما يحدث، ويهيئ الأجواء لتنفيذ ما قاله ليبرمان أخيراً بأن الحل هو اجتثاث المقاومة من غزة. انها