فلسطين أون لاين

الأحياء المقدسية تتعرض لشبح التهجير والبناء الاستيطاني

خاص خاطر: القدس تعيش حربًا حقيقية وقرار الصلاة الصامتة "انتزاع لصلاحيات الأوقاف"

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ نور الدين صالح:

أكد رئيس مركز القدس الدولي، د. حسن خاطر، أن المسجد الأقصى والمدينة المقدسة تشهد حربًا حقيقية، جراء ممارسات الاحتلال المسعورة، والتي يريد من خلالها إنهاء المقدسيين، معتبرًا إقرار "الصلاة الصامتة" للمستوطنين "تطورًا خطيرًا وانتزاع لصلاحيات الأوقاف".

وأوضح خاطر في حديث مع صحيفة "فلسطين"، أن المدينة المقدسة تعيش هجمة مسعورة ومتواصلة من الاحتلال، ضمن عمليات ممنهجة ومكثفة، بهدف تفريغها من المقدسيين.

وبيّن أن الاحتلال يراهن على إنهاك المقدسيين في حياتهم اليومية بتكثيف الاعتقالات والقمع المستمر وتحويل المدينة المقدسة إلى ثكنة عسكرية، إضافة إلى الاقتحامات للأقصى وإغلاق أبوابه، عدا عن التسلط الضريبي الممنهج ضد التجار المقدسيين في البلدة القديمة.

وشدد على أن "سلطات الاحتلال تسعى لإبعاد المصلين عن المسجد الأقصى، والمدينة المقدسة، بهدف إبقاء المقدسيين في حالة خوف وإنهاك وقلق وتوتر ومواجهة مستمرة واشغالهم في أمور بعيدة عن دفاعهم عن الأقصى.

ولفت إلى أن بلدية الاحتلال تفرض عشرات آلاف الشواقل من الضرائب على التجار المقدسيين في البلدة القديمة، بغرض إصابتهم باليأس ودفعهم لإغلاق محلاتهم التجارية.

"الصلاة الصامتة"

في السياق، عدّ خاطر قرار السماح لليهود بأداء "الصلوات الصامتة" بأنه "مؤشر خطير جدًّا، وله دلالات سلبية كبيرة".

والأربعاء، قررت محكمة الاحتلال في القدس، السماح لليهود بأداء "الصلوات الصامتة" في باحات المسجد الأقصى، معتبرةً صلاة اليهود في الأقصى "عملًا مشروعًا لا يمكن تجريمه" على حد زعمها.

وبحسب خاطر، فإن الهدف من القرار هو الوصول لأهداف أكبر، أبرزها إعطاء الحق لليهود بالصلاة في الأقصى، وكأنه مقدس يهودي، مشيرًا إلى أن الاحتلال يريد خلط هوية الأقصى بين المسلمين واليهود.

وعد القرار "تطورًا خطيرًا وانتزاع لصلاحيات الأوقاف الإسلامية كاملًا"، محذرًا من أن الاحتلال يسعى للسيطرة المطلقة على الأقصى كما جرى في الحرم الإبراهيمي بالخليل.

ولفت إلى أن أهالي الخليل يواصلون رباطهم في الحرم الإبراهيمي لتجسيد إسلامية المسجد، "وهذا ما يحدث حاليا في المسجد الأقصى".

الأحياء بخطر

في سياق ذي صلة، حذر رئيس مركز القدس، من خطر تفشي البؤر الاستيطانية الذي يداهم الأحياء المقدسية خاصة في الفترة الأخيرة، منبهًا إلى أن الاحتلال سيطر على كثير من البيوت الفلسطينية وأسكن فيها المتطرفين.

وبيّن خاطر أن الاحتلال يصر على إخراج المقدسيين من بيوتهم في مختلف الأحياء المقدسية مثل الشيخ جراح وسلوان وغيرها، تحت حجج واهية، ومنها أن ملكيتها تعود لليهود، مستدركًا: "لكن كل الوثائق التاريخية تثبت ملكيتها للمقدسيين".

وشدد على أن "الاحتلال يستغل الأكاذيب بشكل ممنهج ويبني عليها مواقف ليس لها أصل، إنما هي ضمن الجهود الاستعمارية، بهدف السيطرة على الأرض والمقدسات والمدن الفلسطينية".

وأوضح أن الاحتلال يواصل إقامة المشاريع الاستيطانية الضخمة في تلك الأحياء، واصفًا ذلك بأنه "حرب حقيقية يراد منها تهويد المدينة المقدسة بكل تفاصيلها وتحطيم إرادة المقدسيين".

وثمّن خاطر، التضحيات التي يقدمها المقدسيون في سبيل الأقصى ومنع تهويد المدن المقدسة، ورفضهم الانصياع لسياسات الاحتلال، منتقدًا في الوقت ذاته، ضعف الدور الرسمي في دعم وإسناد المقدسيين والمقدسات.

وختم حديثه: "نخشى أن يستعين الاحتلال بالمطبعين، بهدف إحداث خرق في مواقف المقدسيين والجبهة المقدسية".