يأمل العلماء إمكانية استخدام أكياس صغيرة من المواد التي تفرزها الخلايا، التي تسمى "الحويصلات خارج الخلية"؛ وذلك "لإيصال الأدوية داخل الجسم".
والحويصلات خارج الخلية مهمة في الاتصالات بين الخلايا كحاملات للإشارات البيولوجية، وهي عبارة عن عبوات مغلفة بالغشاء بحجم "نانومتر" تفرزها الخلايا، ويمكنها توصيل الأحماض الدهنية والبروتينات والمواد الجينية إلى الأنسجة المختلفة.
وخلال دراسة نُشرت في دورية "نيتشر بيوميديكال إينجينيرينج"، وجد فريق بحثي من جامعة كارولنسكا الطبية بالسويد، أن "هذه الأكياس الصغيرة، والتي تكون في حجم النانو، يمكن توظيفها لتكون بمثابة (ساعي بريد) حيوي ينقل الأدوية البروتينية التي تقلل الالتهاب الذي تسببه الأمراض المختلفة".
وتتمتع هذه الأكياس الصغيرة التي توجد بشكل طبيعي في سوائل الجسم بميزة "القدرة على المرور عبر الحواجز البيولوجية، مثل الحاجز الدموي الدماغي، وهو ما يكسبها أهمية كناقلات طبيعية للمواد العلاجية".
وباستخدام التقنيات الجزيئية الحيوية، قام الباحثون بتغطية الغشاء الخارجي لهذه الأكياس الصغيرة بالبروتينات العلاجية، وبشكل أكثر دقة بالمستقبلات التي ترتبط بالمواد الالتهابية مثل "إنترلوكين 6"، و"عامل نخر الورم ألفا".
ويتكون "إنترلوكين 6"، و«عامل نخر الورم ألفا» في الجسم في ظل ظروف التهابية مثل التصلب المتعدد ومرض التهاب الأمعاء، ويلعبان دوراً رئيسياً في الالتهاب وتلف الأنسجة اللاحق، وأدت هذه المعرفة إلى تطوير عقاقير بيولوجية تخمد الاستجابة الالتهابية عن طريق تثبيط هذه المواد الالتهابية.
وفي هذه الدراسة، حاول الباحثون تثبيط هذه المواد الالتهابية باستخدام "الحويصلات خارج الخلية" المحمل على أغشيتها البروتينات العلاجية التي تستهدفها، وذلك في ثلاثة نماذج حيوانية التهابية ذات صلة بالإنتان (تسمم الدم) والتصلب المتعدد ومرض التهاب الأمعاء.
وفي النموذج الحيواني للإنتان، أدى العلاج إلى تحسين البقاء على قيد الحياة بشكل كبير؛ مما يشير إلى التخميد الناجح للاستجابة الالتهابية، وفي نموذج مرض التصلب العصبي المتعدد، وجد الباحثون أيضاً "انخفاضاً كبيراً في الأعراض العصبية التي لوحظت في حالات تفجر مرض التصلب العصبي المتعدد، وأظهر العلاج أيضاً زيادة كبيرة في البقاء على قيد الحياة في نماذج الفئران الخاصة بمرض التهاب الأمعاء".
وقال سمير الأندلسي، في قسم الطب المخبري بجامعة كارولنسكا الطبية، الباحث الرئيسي بالدراسة، في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشرها: النتائج التي توصلنا إليها هي خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح وتثبت أن الحويصلات خارج الخلية يمكن أن تكون أداة فعالة لتوصيل العلاج".