فلسطين أون لاين

تقرير "الصلاة الصامتة".. مراوغة إسرائيلية لـ"جس نبض" المقدسيين والمقاومة بغزة

...
صورة أرشيفية
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

أعاد سماح محكمة الاحتلال للمستوطنين بأداء ما سمته "صلوات صامتة" في باحات المسجد الأقصى للواجهة المخططات الإسرائيلية التي تُجرى على قدم وساق لتهويده، وتقسيمه زمانياً ومكانياً، فالاحتلال يعمد لجس نبض المقدسيين والفلسطينيين، لمعرفة إمكانية إشعال أي خطوة بحق الأقصى، مواجهة عسكرية عنيفة على غرار معركة "سيف القدس".

وأكد الناشط المقدسي ناصر حمامرة أن الاحتلال استغل الصمت القاتل للأوساط الرسمية الفلسطينية والعربية والإسلامية للإعلان عن سماحه بـ"الصلاة الصامتة" للمستوطنين، "لكن ذلك ليس بالقرار المفاجئ بل هو ضمن خطوات إسرائيلية متدرجة للتقسيم الزماني والمكاني للأقصى".

وأوضح حمامرة لصحيفة "فلسطين"، أن قرار محكمة الاحتلال سبقته زيادة أعداد المقتحمين للأقصى، كما أن الاحتلال كان يغض الطرف عن أداء المستوطنين للصلوات التلمودية فيه، فالجديد فقط هو الإعلان الرسمي عن السماح بهذه الصلوات مقدمة إجرائية للتقسيم الزماني والمكاني".

واعتبر أن إعلان الاحتلال التراجع عن تلك الخطوة هو لذر الرماد في العيون، واستجابة لتوصيات المؤسسة الأمنية التي ترى أن هكذا خطوة ستدخل الاحتلال في دوامة من المواجهة العسكرية مع المقاومة الفلسطينية غير معنية بها حالياً.

ورأى أن تعارض الرغبات السياسية والأمنية هو السبب في إعلان التراجع، فـ"بينيت" من أكبر المؤيدين لتهويد الأقصى وتوسيع الاقتحامات، في حين ترى المؤسسة الأمنية أنه بالإمكان ممارسة تلك الصلوات لكن دون تغطية إعلامية وإبقاء إظهارها أنها أعمال فردية، إلى أن تتاح فرصة أفضل لإظهارها للعلن.

خطوات متدرجة

وأشار حمامرة إلى بدايات اقتحام المستوطنين للأقصى التي بدأت بوجود المستوطنين كمرافقين لوفود أجنبية سياحية، ثم أصبحوا يقتحمونه بمفردهم مروراً بأعداد وأوقات محددة، وصولاً لما يحدث اليوم من اقتحامه بأعداد كبيرة طوال اليوم.

وبين أن مسار الاقتحامات داخل الأقصى كان في السابق محدوداً، لكن المستوطنين الآن ينتهكون أي مكان فيه، ويؤدون صلوات توراتية بل ويمارسون سلوكيات لا أخلاقية ويحضرون النبيذ إليه.

ولا يتوقف الأمر داخل الأقصى بل يصل الأمر بهم للاعتداء على الفلسطينيين في محيطه، كمنطقة باب العمود، محاولين إثبات أن ما في داخل الأقصى وخارجه لهم، ويساعدهم في ذلك الوجود العسكري المكثف لحمايتهم، وفقاً لحمامرة.

وأعرب عن اعتقاده بأن عملية شراء الذمم الإسرائيلية من الحكومات والأنظمة العربية التي تهرول في ماراثون التطبيع هو المشجع الأكبر لتلك الإجراءات التهويدية، وتوجيه رسالة للفلسطينيين أن عمقهم العربي أصبح عمقاً لـ(إسرائيل).

وتابع حمامرة: "ويزيد من وطأة ذلك الوفود التطبيعية العربية، فقد وصلت الحال بالوفد البحريني لإقامة صلوات توراتية أمام حائط البراق (..)، فـ(إٍسرائيل) تستفيد كثيراً من هذه الوفود في تصوير أن العرب أصبحوا أصدقاء لها، وترويج نفسها أنها دولة سلام، وجلب الدعم والتأييد الأوروبي والعالمي".

وأكد أن صمود المقدسيين هو العقبة أمام هذه المخططات وغيرها، فهم يؤمنون أن قضيتهم ليست مجرد نزاع على هوية، بل هي صراع وجود، وأن لا شيء سيبقى لديهم إذا ما خسروا كرامتهم، مشيرًا إلى أنهم يراهنون بقوة على المقاومة بغزة التي أكدت أنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي انتهاك إسرائيلي، والاحتلال بات يخشى من أي إجراء قد يستفز المقاومة".

الخشية من المقاومة

من جانبه بين رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، ناصر الهدمي، أن تدخل محاكم الاحتلال في شئون المسجد الأقصى كما حدث في أمر "الصلاة التلمودية" هو اعتداء صارخ على المسلمين ومقدساتهم فهي شريكة للمستوطنين في تدنيسهم للأقصى وتمهيد الطريق أمامهم لمشاركة المسلمين فيه.

وقال الهدمي لصحيفة "فلسطين" إن سلطات الاحتلال تتعامل بحذر شديد مع ما يجري القدس والأقصى في هذه الفترة، فهي تحاول التقدم نحو أهدافها الاستيطانية لكن بشكل لا يجر إلى مواجهة عسكرية وشعبية مع الفلسطينيين كما حدث في معركة "سيف القدس".

وعد أن محاولات الاحتلال لترسيم أمر الصلوات التلمودية يأتي من الضعف الكبير للأردن (الوصية على المقدسات) والحكومات العربية وسلطة رام الله التي لم تبدِ جميعاً أي جدية في التحرك لوقف اقتحامات واعتداءات الاحتلال.

ورأى الهدمي أن الإعلان عن السماح بـ"الصلاة الصامتة" هو جس نبض لردة الفعل الفلسطينية نحو الخطوات التهويدية للقدس والتقسيم الزماني والمكاني للأقصى الذي يرنو له الاحتلال.