فلسطين أون لاين

تقرير القدس والانتخابات.. ذريعة السلطة لتحقيق مآربها بعيدًا عن الإجماع الوطني

...
صورة أرشيفية
القدس المحتلة-غزة/ أدهم الشريف:

رأى مراقبان فلسطينيان أن السلطة تستغل أوضاع مدينة القدس المحتلة لتحقيق أهداف فئوية من خلال ملف الانتخابات سواء كانت تشريعية أو قروية جزئية.

وعطل رئيس السلطة محمود عباس مسبقًا إتمام الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في مايو/ أيار الماضي، بحجة عدم سماح الاحتلال الإسرائيلي إجراءها في القدس، في حين أن السلطة هذه المرة أسقطت القدس أصلًا من حججها، وفرضت قرار إجراء "انتخابات قروية جزئية" في ديسمبر/ كانون الأول المقبل، بعيدا عن الإجماع الوطني.

وقال عضو التجمع الوطني الديمقراطي عمر عساف: إن السلطة منذ توقيع اتفاق "أوسلو" وحين قبلت بما يسمى المرحلة الانتقالية، هي عمليًّا أخرجت القدس من حساباتها، لذا ليس غريبًا ومفاجئًا أن يكون موقف السلطة اليوم من المدينة المحتلة هكذا.

وأشار عساف في حديث لصحيفة "فلسطين" إلى أن السلطة عمليًّا عندما تحدثت عن "الانتخابات القروية الجزئية"، سواء سابقًا أو لاحقًا، لم تكن القدس على جدول أعمالها.

ونبَّه إلى أن السلطة اتخذت ملف القدس سابقًا ذريعة لتأجيل الانتخابات التشريعية، بسبب حجج غير حقيقية ترتبط بعدم موافقة الاحتلال على إجراء انتخابات في المدينة، مؤكدًا أن من يريد الدفاع عن القدس وتكريسها عاصمة لفلسطين، يخطط وطنيا ووحدويا كيف يجابه الاحتلال سواء بملف الانتخابات أو غيره.

"لكن هذا ما لم تسعَ إليه السلطة وقد قررت مسبقًا إلغاء الانتخابات التشريعية فقط من جراء حسابات فئوية للربح والخسارة، وهذه الحسابات بعيدة عن الأهداف الوطنية ولا علاقة لها بها، وهي أهداف شخصية تتعلق بالرئيس والمحيطين به"، كما يقول عساف.

وأوضح أن الانتخابات التشريعية عام 1996، جرت في القدس وفق بروتوكول بائس وافقت عليه السلطة، بموجبه يصوت الفلسطينيون عبر صناديق "البريد الإسرائيلي"، على أن يضع المواطن المقدسي صوته مغلفًا كأنه يرسله إلى دولة أخرى، لكن أن تُجرى انتخابات أهلنا في القدس كما في أي مدينة فلسطينية أخرى، فهذا ليس على جدول أعمال السلطة.

ذرائع واهية

وأكد المحلل السياسي راسم عبيدات أن السلطة وحركة "فتح" اتخذتا ملف القدس ذريعة لتعطيل الانتخابات التشريعية، ليس بسبب حجة منع الاحتلال إجراء الانتخابات في المدينة المحتلة، بل لأن النتائج كانت محسومة لديهما بعدم فوزهما بسبب حالة التشظي لديهما.

وبيَّن عبيدات في حديث لـ"فلسطين" أن السلطة تطرح إجراء "انتخابات قروية جزئية" على عدة مراحل بزعم جائحة كورونا، لكن حقيقة الأمر ليس له علاقة بالجائحة، بل إن السبب الرئيس هو التشققات الداخلية في حركة "فتح" والسلطة، ومحاولة تحقيق أي إنجاز حزبي جزئي في انتخابات تنوي إجراءها في بلدات وقرى صغيرة وغير رئيسة.

ونبه إلى أنه في حال رأت السلطة إنجازات تتحقق لصالحها فإنها ستذهب لمرحلة أخرى، وفي حال عدم تحقيق إنجازات لها، فإنها ستتوقف عند تلك المرحلة.

ودلل على ذلك بأنه عندما اقتربت مرحلة الدعاية الانتخابية للانتخابات التشريعية، تزامن ذلك مع حالة تشظٍّ داخل حركة "فتح" وتشكيل قوائم أخرى لشخصيات من داخل الحركة، فلجأ عباس إلى تأجيل الانتخابات بحجة عدم موافقة الاحتلال على إجرائها في القدس، لكن حقيقة الأمر ليس له علاقة بالقدس والمقدسيين.