فلسطين أون لاين

​عبر تقليص الكهرباء

مراقبان: الاحتلال يسعى إلى إنهاك القطاع بأزمات مختلفة

...
أزمة الكهرباء تلقي بظلالها على غزة (أ ف ب)
غزة - يحيى اليعقوبي

أكد مراقبان فلسطينيان، أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى من وراء تقليص كهرباء قطاع غزة، لإبقاء القطاع المحاصر غارقًا بأزماته المختلفة، مستبعدين في الوقت ذاته، إقدامه على قطع الكهرباء بشكل كامل؛ لأن ذلك سيلقي بظلال سلبية، وسيتلقى انتقادات دولية، وسيقود إلى مواجهة عسكرية.

وقال المراقبان لصحيفة "فلسطين": إن السلطة تسعى أيضًا إلى إضعاف حركة حماس، من خلال إجراءاتها العقابية ضد غزة؛ بهدف خلق حالة من الفوضى في القطاع.

وعادت أزمة كهرباء غزة لتطفو على السطح من جديد، في منتصف أبريل/ نيسان الماضي، بعد انتهاء منحتي الوقود القطرية والتركية لدعم تشغيل محطة التوليد، وإصرار السلطة على بيع الوقود لمحطة كهرباء غزة بأسعار باهظة.

وقررت (إسرائيل) تقليص الكهرباء الواصلة إلى قطاع غزة، بمعدل ما بين 45 دقيقة وساعة يوميا ما نسبته 15%.

وتغذي الخطوط الإسرائيلية قطاع غزة بـ120 ميجا وات من الكهرباء بواقع 10 خطوط تستفيد منها كافة محافظات القطاع.

نوع من الضغط

وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية د.وليد المدلل: "إن الكهرباء سلعة حيوية لها أهمية بمعالجة مياه الصرف الصحي، وأساسية لعمل المستشفيات، خاصة أن الحياة المعاصرة مرتبطة بالكهرباء"، عادًا أن تقليص كمية الكهرباء عن المعدل الموجود يؤدي إلى زيادة الكارثة في قطاع غزة.

واعتبر المدلل، تقليص الكهرباء نوعًا من الضغط على حركة حماس والمواطنين، بهدف تركيع المقاومة، مشيرا إلى أنه "طالما أن حماس لا يمكن لها أن تستسلم أمام محاولات تركيع المقاومة، وتبقي خيار حدوث تصعيد وحرب واردًا خلال المرحلة المقبلة".

وتطرق إلى أن قضية تبادل الأدوار بين السلطة والاحتلال في الإجراءات العقابية ضد غزة بأنها أصبحت أكثر وضوحًا، من أي يوم مضى، مبينًا أن الإجراءات العقابية من قبل السلطة بات يتم الإعلان عنها بشكل رسمي.

وأكد المدلل أن ما يحدث خطير ولا يجب السكوت عليه، وأنه يجب التحرك على عدة مستويات وعدم انتظار ساعة الصفر، مضيفا: "بالنظر لتحولات الإقليم وما حدث لقطر، فلولا تدخل بعض القوى الإقليمية لكان الخيار العسكري مطروحا عليها، وغزة ليست بعيدة عن المعادلة الإقليمية".

فاتورة حساب

ويعتقد المختص في الشأن الإسرائيلي، فرحان علقم، أن استجابة الاحتلال لمطلب السلطة بتقليص كمية الكهرباء الواصلة للقطاع، تنسجم مع مطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ لإبداء كسب وده من قبل السلطة على حساب الأهالي بغزة، أو قد يكون مقدمة للقاء الثلاثي (ترامب – عباس- نتنياهو) الذي يجري الحديث عنه لدى أوساط إسرائيلية خلال الفترة المقبلة.

وقال علقم: "إن السلطة تضع نفسها بالواجهة بهدف إرضاء ترامب"، مبينًا أن استمرار هذه الإجراءات العقابية قد يقرب المواجهة بين المقاومة والاحتلال، مشددا على ضرورة التحرك على الساحة الدولية والحقوقية، وإظهار معاناة أهالي القطاع بشكلها السليم، واستنهاض حركة المقاومة والتضامن الدولي وفضح ممارسات الاحتلال بشكلها الحقيقي.

وعن خيار لجوء الاحتلال للقطع الكامل للكهرباء من عدمه، بين الخبير بالشأن الإسرائيلي أن قطع الكهرباء بالكامل سيؤدي إلى كارثة بيئية واجتماعية وهو ما يعني إعلان حرب بشكل غير مباشر.

إلا أنه ذكر أن الاحتلال لا يريد الوصول لهذه المرحلة، مشيرًا إلى تصريحات وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان التي قال فيها: "إنه لا توجد نية لدى الاحتلال للمبادرة بشن حرب على غزة".

وتعكس هذه التصريحات، وفق علقم، أن ليبرمان، لا يريد أن يلقى مصير سلفه وزير جيش الاحتلال السابق موشيه يعلون الذي قدم استقالته، ويضع نفسه في مرمى الانتقادات من الجميع سواء من وزراء الائتلاف الحكومي أو المعارضة الإسرائيلية أو حتى الجمهور، فهو يريد "أن يبقى يهدد بعيدا عن تخوم الحرب ولا يغامر بها".